وقسوة الغباء

كاليفورنيا فقر الفهم

اقتصاد نفسي
لا أعرف هل انعكس غباء الرئيس بوش علي الشارع الامريكي، فأصبح الناس هنا اقل قدرة علي الفهم من البشر العاديين.
انا اكتب هذه السطور من مدينة لوس انجلوس، ولم التق بأناس يمكن ان تفهمك الا ابناء متحف بول جيتي، رجل البترول الكبير الذي ولد في عام 1820 وتوفي عام 1976 ورصد مبلغا مهولا من ثروته من اجل ثلاثة متاحف تحمل اسمه، واحد لممتلكاته من اللوحات الشاهقة الجمال من مدارس الفن المختلفة، والمتحف الثاني للآثار العالمية، والثالث للأثاث الفرنسي، وقد كان يري ان الولايات المتحدة تحتاج الي اعادة تربية للذوق، فلا يمكن ان تقوم الحياة علي قانون المنفعة المباشرة، هذا الذي يسود اوجه الحياة هنا، وعلي الرغم من ان المتحف الذي اقام معرض ايقونات دير سانت كاترين هو واحد من اهم ما تركه بول جيتي للامريكيين، وعلي الرغم من الذكاء الظاهر والعمل الدءوب الذي تقوم به كتيبة من المشرفين والعاملين بالمتحف، وعلي الرغم من الروعة الفنية الخلابة لمصممي اسلوب عرض الايقونات الساحرة الجمال، علي الرغم من كل ذلك فانت فور خروجك من المتحف تشعر ان الانسان هنا محدود الذكاء، بمعيار الذكاء عندي ان تقول لأي كائن رجاء او تصدر له امرا فيستجيب بالحركة لتنفيذ الامر لكن ان يتباطأ فهذا هو الغباء الحقيقي.
أسأل مخرجة الفيلم ومصورته وهي انجليزية المولد والتربية، اقول لها: ما هذا البطء في الاستيعاب؟ فتقول لي: ان المخ الامريكي العادي صار مسطحا، حتي اني اظن انه سيولد جيل هنا لا يفهم ولا يعرف كيف يتكلم، فحين يكون الرئيس غبيا ونائبه متآمرا، ووزير دفاعه - رامسفيلد - مجرد فتوة محدود القدرة علي الفهم والتصرف حين يحدث ذلك لابد ان يرتبك الذكاء البشري.
اقول لها: هل تظنين ان بعضا من سكان الولايات المتحدة صاروا ينتمون الي اسلوب العالم الثالث في الحياة؟
تقول لي: سكان العالم الثالث ليسوا أغبياء، ولكن القوة الهائلة التي سحقتهم في القرن التاسع عشر، والقرن العشرين وانظمة الحكم التي تعتمد علي الولاء لا الكفاءة هي التي جعلت من بلاد عظيمة تاريخيا مجرد بلاد خاوية الذكاء، فضلا عن ان قرابة العشرين مليون مكسيكي يعيشون هنا في الولايات المتحدة، وهم الذين قللوا من معدل ذكاء البشر، فأنت في الفندق لن تستطيع ان تلقي امرا او تصدر رجاء لعامل خدمة الغرف او الجرسون فيتصرف كما تهوي، فعيونه ليست علي اداء الخدمة، بل علي البقشيش.
فكرت للحظة في جحافل من يقفون في اشارات المرور كي يبيعوا لك المناديل الورقية، ويقولوا لك "كل سنة وانت طيب" من اجل الشحاذة او البقشيش.
وتساءلت هل تقترب امريكا من زحام بعض شوارعها ممن يتسولون اكثر مما ينتجون؟
الاجابة تقتضي النظر في من هو الرئيس القادم لامريكا، وكما قالت ميرندا ذكاء الكبار ينتقل للاصغر درجة، تماما كما ان مكر الكبار مثل توني بلير ينعكس بمزيد من التحايل الذي يتقنه العديد من الانجليز حاليا، ولا تنس اني انجليزية احب ان اعيش في مكان صالح لاقامة البشر، ولكني لم اجده حتي الان.