أفادت تقارير صحفية عن ظهور وحش دموي جديد في العراق علي شاكلة أبومصعب الزرقاوي الذي قتلته غارة امريكية.. والدموي الجديد كما تقول المصادر من الشيعة ويسمي نفسه أبودرع حامي الشيعة، وكان الزرقاوي منتميا لتنظيم القاعدة السني الذي طارد العراقيين من الشيعة بدعوي انهم دعموا الغزو الامريكي وابتهجوا لخلع الرئيس صدام حسين. وهذه الانباء الغريبة لم تعد كذلك بعد ان انتشر القتل في العراق علي نطاق واسع وبلغت التقديرات نحو مائة قتيل علي الاقل يوميا كما تصور التقارير "الدمويين" في العراق تصويرا مرعبا من حيث ابتكار اساليب القتل، فالزرقاوي يجز الرءوس بالسيف، وابودرع يثقب الجماجم بالمثقاب الكهربائي. وبينما تتصاعد حمي القتل الطائفي في العراق يبحث الامريكيون عن وسيلة للخروج من المستنقع العراقي وعن تبرير لعجزهم عن تنفيذ اية سياسة من سياساتهم وفي مقدمتها اقامته مجتمعا ديمقراطيا في العراق علي نحو يصبح نموذجا يحتذي في المنطقة، هكذا قالوا واكدوا علي مدار السنوات الثلاث الماضية ولكن دون جدوي. ويبدو ان دائرة القتل في العراق آخذة في الاتساع مادام فريق من الفرقاء يفرضها علي الاخرين.. وبدلا من ان يتوجه المجهود الاساسي للمقاومة نحو انهاء الوضع المتأزم في العراق فان الفرق المتناحرة تفرغت لعقاب بعضها البعض والرد بالقتل علي عمليات القتل. وكانت جماعة متطرفة تزعم انتماءها للسنة في العراق قد بدأت عمليات عقاب واسعة للعناصر الشيعية التي ايدت اسقاط صدام وشجعت الغزو الامريكي كوسيلة للتخلص من حكم صدام.. وبدأت سلسلة من عمليات التفجير بالسيارات المفخخة والالغام والاحزمة الناسفة تطول الاحياء والمراقد الشيعية في خطوة وصفت وقتها بأنها محاولة لتفجير حرب طائفية علي نطاق واسع. وفيما بعد تكونت فرق الموت ذات التكوين الشيعي لترد علي عصابات القتل السنية، وفي اشارة ذات دلالة كانت فرق الموت تختطف مواطنين من السنة وتقتلهم وتلقي بجثثهم في الحفر التي خلفتها السيارات المفخخة.. وهذه الاشارة تعني استمرار عمليات القتل المتبادل وان اعمال التنظيمات السنية لن تمر دون عقاب. واغلب الظن ان مسألة خروج الاحتلال الامريكي من العراق ضاعت وسط عمليات القتل الذي يروح ضحيتها مئات المدنيين علي مدار اليوم الواحد.. واصبحت مشكلة خروج الامريكيين من العراق دون تحقيق اي نجاح هي مشكلة الامريكيين وحدهم.. وربما يأتي قريبا اليوم الذي ينسحب الامريكيون من العراق ويتركونه نهبا للحرب الاهلية بزعم ان العراقيين لا يصلحون للديمقراطية.