مبايعة أبو بكر البغدادي "الحسيني القرشي" أميرا جديدا للمؤمنين في العراق خلفا لابو عمر البغدادي، وأبو أيوب المصري اللذين قتلا في غارة أمريكية عراقية مشتركة، تعني فتح صفحة جديدة لتنظيم القاعدة في العراق، ربما تكون أكثر دموية من سابقاتها.هكذا ترى صحيفة القدس العربي اللندنية. وبحسب الصحيفة فان تنظيم "القاعدة"، فرع العراق، واجه العديد من المشاكل منذ بداية تأسيسه على يد ابو مصعب الزرقاوي في الايام الاولى للاحتلال الأمريكي للعراق، فقيادة التنظيم لم تختر الزرقاوي لهذه المهمة، وكانت تفضل ابو عمر البغدادي الذي كان مقربا منها، والى شيخها اسامة بن لادن. وازدادت الفجوة بعد اقدام الزرقاوي على اجتهادات لم ترق لهذه القيادة، مثل قتل الرهائن الغربيين بطريقة بشعة وتصويرها على أشرطة فيديو، وكذلك تطبيق بعض الحدود الشرعية في حق بعض العراقيين مثل قطع أصابع المدخنين، وإعدام البعض الآخر دون اتخاذ الخطوات الشرعية المنصوص عليها. وقد عبر الدكتور ايمن الظواهري عن هذه 'التحفظات' في رسالته الشهيرة التي بعث بها الى الزرقاوي، ونشرت نصها القوات الأمريكيةالمحتلة، وتبين لاحقا صدقيتها. وليس من قبيل المبالغة القول بان مقتل زعيمي تنظيم القاعدة، البغدادي والمصري قبل شهر، سيؤدي الى تعزيز التنظيم لا اضعافه، لانه أنهى حالة من الازدواجية في القيادة، وفتح المجال لتعيين عراقي ذي حسب ونسب، ينتمي الى آل البيت والى قبيلة قريش، او هكذا فهمنا، من اطلاق صفة الحسيني القرشي بعد اسمه، ستكون من ابرز مهامه اعادة رص الصفوف مجددا وجذب عناصر جديدة للانضمام الى التنظيم مستغلا الظروف الحالية في العراق، وأبرز عناوينها انهيار العملية السياسية، وعودة الاصطفاف الطائفي الى صورته السابقة، وهو اصطفاف أبرزته الانتخابات الأخيرة، والاستقطابات السياسية الناجمة عنها. وتقول القدس العربي إن الرئيس الجديد للتنظيم غير معروف حتى الآن، واسمه حركي أي مستعار، والمعلومات عنه قليلة ان لم تكن شبه معدومة، ومن غير المستبعد ان يظل مجهول الهوية لأشهر أو سنوات قادمة، حيث تعلم التنظيم من أخطائه، وبات يتبنى سياسة الغموض المتعمد لإخفاء هوية قياداته الجديدة، وفي العراق على وجه الخصوص. وبحسب الصحيفة فإن ولم يعد سرا القول بان الهدف الأساسي لتنظيم القاعدة الى جانب محاربة الاحتلال هو تفجير حرب اهلية طائفية في العراق، تؤدي الى جر الجوار السني اليها لانقاذ اشقائهم من الطائفة الشيعية، فالتنظيم يضم عناصر سلفية متشددة ترفض الاعتراف بالمذهب الشيعي، وتكفر المنتسبين اليه. ومن المفارقة ان التحالف الشيعي الذي يطل برأسه هذه الايام بقوة، ويعمل على تشكيل الحكومة الجديدة يسهل بطريقة مقصودة او غير مقصودة، مهمة تنظيم القاعدة الدموية هذه، لان هذا التحالف الذي يحاول نسج خيوطه كل من السيدين عمار الحكيم ونوري المالكي يستند الى العامل الطائفي بالدرجة الاولى. وتختتم الصحيفة بالقول إن قيادة تنظيم القاعدة في العراق باتت عراقية صرفة، الامر الذي سيحرم الحكومة وانصارها من ورقة، طالما استخدموها لتنفير العراقيين منها، بالقول ان مقاتلي الحركة وقيادييها هم من غير العراقيين، مثلما كان عليه الحال في الماضي، وهذا تطور خطير قد ينعكس بطريقة اكثر دموية في ميادين المواجهات في الاشهر المقبلة، خاصة اذا استمرت حال الاستقطاب الطائفي الحالية، ونجح التحالف الشيعي في تشكيل الحكومة الجديدة.