فور الاعلان عن مقتل أبومصعب الزرقاوي زعيم تنظيم القاعدة في العراق عم الفرح ارجاء الولاياتالمتحدة والمناطق الشيعية في العراق بعدما نجحت الغارة الجوية علي بعقوبة في وضع نهاية للرجل الذي صورته "الميديا" الامريكية بأنه المسئول الاول عن الفوضي الامنية التي يعيشها عراق ما بعد صدام حسين.. لكن مظاهر الفرح العراقي والامريكي والمختلفين بهذا الحدث غاب عنهم امران مهمان اولهما الاحتلال وليس الزرقاوي او سائر جماعات المقاومة العراقية هي السبب الاول في تردي الاوضاع الامنية والمعيشية الي الحضيض. كما ان رحيل الزرقاوي لن يعني عودة الجنود الامريكيين الي ذويهم فرارا بحياتهم من المقتلة التي يتعرضون لها في البلد العربي المحتل. ماذا بعد ؟ والتساؤل الذي يطرح نفسه ماذا بعد رحيل الزرقاوي هل يستعيد العراق هدوءه واستقراره.. وهل يأمن العراقيون علي حياتهم وأموالهم.. هل يبادر الرئيس الامريكي جورج بوش بالاعلان عن جدول زمني لسحب قواته من العراق امر نراه يكرر مقولاته السابقة بشأن بقائها حتي انجاز المهمة التي ذهبت من اجلها دون ان يحدد لنا طبيعة هذه المهمة ولا متي تنتهي.. ثم وهذا هو الاهم هل تنتهي الهجمات المسلحة التي تتعرض لها القوات الامريكية البريطانية في العراق بعد رحيل الزرقاوي المتهم الاول بأنه وراء كل الكوارث التي تعرض لها الامريكيون منذ بدء مغامرتهم في بلاد الرافدين. دور محدود أغلب الظن ان العراق لن يعرف الاستقرار سريعا بعد رحيل الزرقاوي لان طبيعة جماعته التي ترتبط بتنظيم القاعدة الذي يتزعمه اسامة بن لان لا ترتبط بشخص مهما عظم شأنه بقدر ما ترتبط بفكر كما انه من السهل جدا اختيار خليفة للزرقاوي.. ناهيك عن ان دور تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين يظل محدودا جدا قياسا الي جماعات المقاومة التي تقاوم الاحتلال الامريكي وتعمل علي طرده، كما ان التقديرات المنصفة اكدت غير مرة ان اسطورة الزرقاوي صفعها الجيش الامريكي والميديا الامريكية. وفي المقابل فإن غياب الزرقاوي عن المسرح العراقي سيزيد الضغوط علي بوش لشحب قواته من البلد العربي المحتل.. كما سيقدم مع فضيحة انتحار ثلاثة سجناء بمعتقل جوانتانامو كروتا اضافية لمعسكر الرافضين للحرب التي تتزعمه ناشطة حقوق الانسان سيندي شيهان التي قتل ابنها للعراق. والمعني ان بوش اما ان يبادر باتخاذ خطوة شجاعة وغير مسبوقة بالاعلان عن جدول زمني لسحب قواته من العراق أو عليه ان يبحث عن "زرقاوي جديد" لتبرير احتلاله للعراق.