خرج رامسفيلد غير مأسوف عليه من البنتاجون بعد ان حمل رصيدا ضخما من الفضائح سوف يطارده بقية حياته طالت ام قصرت.. كان رامسفيلد حتي وقت قريب يزور قواته في العراق ويمشي بينها مختالا يصدر الاوامر والتعليمات.. وكثيرا ما وقف وتحدث عن انتصاراته التي سيتحدث عنها التاريخ.. وكثيرا ما وقف بجانب الرئيس بوش وكأنهما يؤديان دورا في فيلم امريكي رخيص من افلام الكاوبوي.. الان يخرج رامسفيلد ولا يستطيع ان يقول انه انتصر في العراق او في افغانستان بل ان التاريخ سيقول يوما ان هذا الرجل ألحق بأمريكا خسائر فادحة.. يخرج رامسفيلد الذي تنكر لعلاقة قديمة كانت بينه وبين صدام حسين وعشرات الصور التي نشرت لهما عندما كانت الادارة الامريكية تبيع السلاح لايران والعراق في وقت واحد وعندما حرضت صدام حسين لكي يشن هجومه علي ايران.. والغريب الان ان رامسفيلد يخرج من السلطة مهزوما من العراق وعاجزا عن ايقاف ايران لمشروعها النووي.. ان ايران التي شارك في ضربها هي نفسها ايران التي تسبب الان كل هذه المتاعب للادارة الامريكية.. ولن يكون غريبا ايضا ان يجتمع رامسفيلد مع صدام في السجن في وقت واحد، الفرق بينهما سيكون ان صدام مسجون في بغداد وسيكون رامسفيلد في احد سجون امريكا.. هناك جرائم كثيرة تطارد رامسفيلد الان.. ان فضائح سجن أبوغريب تؤكد اشتراكه في هذه المأساة كما ان ما حدث في سجن جوانتانامو مسئولية مباشرة من رامسفيلد وهناك اعترافات للجنود الذين شاركوا في هذه الجرائم تدين وزير الحربية شخصيا.. وبجانب هذا فان هناك جرائم اخري عن اموال ضاعت وعمولات وسمسرة في شركات البترول ونهب ثروة الشعب العراقي شارك فيها رامسفيلد وعصابته في البنتاجون لن يكون غريبا ان نجد رامسفيلد مطاردا في عواصم كثيرة كمجرم حرب مثل النازي.. ولن تكون هناك حماية له امام القضاء الدولي الذي سيطارده في كل مكان.. لقد حلم الرئيس بوش ان يحتفل يوما مع رفيق جرائمه بالانتصار في العراق ولكن خرج رامسفيلد دون ان يتحقق هذا الحلم وسوف يخرج الرئيس بوش دون ان يتحقق هذا الحلم كل ما سيبقي من هذه القصة الدامية صفحات سوداء ملطخة بالدماء في تاريخ الادارة الامريكية في فترة من اسوأ فتراتها في ظل بوش ورامسفيلد.