هذه رسالة غاضبة من مواطن يتساءل عن الحفلات والولائم التي اقامتها الوزارات والمؤسسات في شهر رمضان.. ويتساءل من كان اولي بهذه الاموال ضيوف هذه الولائم ام فقراء مصر الذين لا يجدون الماء النقي او المستشفي النظيف او المدرسة التي تعلم بضمير وامانة.. يقول صاحب الرسالة: لا أعرف كم تكلف حفل الافطار الفخم الذي اقامته وزارة الاتصالات والمعلومات المصرية قبل ايام في قريتها الذكية، الذي كان حديث الجوعي من صغار موظفي الوزارة الذين لم يكن لهم الحق في اختلاس النظر الي موائده العامرة بكل ما لذ وطاب، ولا اريد ان اعرف، ولكن ما اعرفه جيدا هو انه بسبب عدم توافر مبلغ 10000 جنيه لتطهير شبكة محطة مياه صغيرة بمحافظة الدقهلية فقد تسمم 120 مواطنا ب 8 قري بالدقهلية وتوفي اثنان منهم، ومن المؤكد ان ربع تكلفة حفل افطار وزارة الاتصالات "الحكومية" كان قادرا علي بناء محطة تحلية جديدة لخدمة اكثر من 16 قرية يعيش فيها مليون مواطن علي الاقل. افطار وزارة الاتصالات ليس هو فقط الفخم ولكن لانه كان افطارا ذا حظ وافر من المديح في وسائل الاعلام، فهو الذي وصل الي مسامعنا عن مدي ثرائه ولكن من المؤكد ان عشرات الوزارات الاخري في مصر اقامت هي الاخري حفلات افطار وسحورا، وكل شركة وهيئة تابعة لكل وزارة اقامت هي الاخري افطار وسحور حضره المئات وتكلف آلاف الجنيهات من فلوس الحكومة، والمتابع للشأن العام عبر صفحات المجتمع بالصحف المصرية، سوف يصاب بالصدمة من ان بلدا مثل مصر يعاني 10 ملايين من ابناءه من البطالة، ويموت المئات من أهله صرعي في حوادث القطارات بسبب عدم وجود تمويل لشراء جرارات جديدة، وتأكل الفيروسات كبد الملايين من شبابه لعدم قدرتهم علي العلاج المرتفع التكلفة، ويفتك الفشل الكلوي بملايين اخري لغياب كوب ماء نظيف، وتضرب مياه الصرف الصحي آلاف قراه ومناطقه الاثرية لغياب التمويل المالي وتعاني جامعاته ومدارسه من نقص الامكانيات بسبب الفلوس، ناهيك عن أزمات الاسكان والرغيف و....إلخ من الازمات اليومية التي يعيشها ملايين المصريين لضيق ذات اليد، لان الحكومة فقيرة، وموارد الدولة محدودة، بدليل ان الحكومة لم تجد لديها اموالا لتطوير السكة الحديد سوي فلوس الشبكة الثالثة للمحمول في الوقت الذي تجد فيه وزارات هذه الحكومة والحكومات السابقة آلاف الجنيهات لتنفق علي موائد افطار وسحور في رمضان في دولة تعاني الفقر والجوع و المرض، الامر الذي يصبح معه الافطار علي هذه الموائد يصل لدرجة التحريم، فالامر يحتاج الي وقفة حازمة وحاسمة من اكبر مسئول بمصر لوقف تبذير المال العام في حفلات سحور وافطار رمضانية كل عام يرفضها الدين والسنة والشرع لو كانت سفها وتبذيرا لمال المصريين وهم في أشد الحاجة إلية للدفاع عن بقائهم علي خط الفقر وليس تحته أو فوقه. إن الوقفة المطلوبة هي ان تكون علي غرار ما قامت به بعض الشركات الخاصة بالتبرع بقيمة حفل افطارها او سحورها الي المستشفيات او الجمعيات الخيرية او الملاجئ او لاقامة مشروعات خدمية بالجهود الذاتية او لمرضي السرطان والكلي والكبد... الخ. خاصة ان الجميع من المسئولين والاعلاميين يدركون جيدا ان حفلات الافطار الحكومية "وليست الشخصية" فقدت جانبها الروحي والديني واصبحت حفلات نفاق ونميمة ودردشة وتربيطات علي الانتخابات العمالية القادمة. من تخاريف الصائم نبيل سيف