استبعد عدد من قيادات البنوك امكانية ان تؤدي زلة اللسان التي تصدر عن رئيس البنك إلي استبعاده من منصبه. وقالوا ان اقالة المسئولين بالبنوك لا يمكن ان يكون سببها الوحيد هو زلة اللسان او الخطأ في حق أي جهة أو شخص إلا اذا كان هناك تربص بهذا المسئول. وكان قد تردد مؤخرا ان احد القيادات المصرفية قد اضطر إلي ترك موقعه كرئيس بنك نتيجة زلة لسان عندما تعرض بالنقد الجارح والذي يصل لحد السباب للمساهمين في البنك الذي يتولي رئاسته. أوضح اسماعيل حسن رئيس بنك مصر ايران للتنمية انه لابد ان تتوافر في القيادة المصرفية بصفة عامة عددا من المتطلبات التي يجب مراعتها اذا أراد ان ينجح في عمله. واضاف حسن ان رئيس البنك يتعامل مع العاملين معه وقيادات البنوك الاخري والعملاءوالجهات الرقابية، موضحا ان كل هذا يفرض عليه ان يكون حسن التعامل وتصرفاته مسئولة مع كل هذه الجهات المختلفة. وأشار حسن إلي أنه بالنسبة للعاملين معه يتعين علي القيادة المصرفية ان تكون قدوة حسنة في الالتزام وان تملك مقومات العمل السليم من حيث بذل الجهد المستمر والايمان الكامل بجوانب العامل المختلفة موضحا ان ذلك يتطلب رئيس البنك ان يحسن التعامل معهم في حسم مطلوب ورعاية وعطف في آن واحد بحيث يشعرهم بأنه أخ لهم أو أب بالنسبة لصغار العاملين. ويشير حسن إلي أن رئيس البنك يجب ان يتحلي بالوقار وان يحافظ علي صورته أمام العاملين والعملاء وان يكون علي علم بما يجري من أحداث في الوسط المصرفي والاقتصادي. وأشار حسن إلي انه فيما يتعلق بالمتعاملين أو العملاء يجب علي القيادة المصرفية ان تعي جيداً ان هؤلاء هم أساس عمل البنك فلا يوجد بنك بدون عملاء وبالتالي يجب المحافظة عليهم وعليه ان يحسن معاملتهم وابداء الآراء بهدوء والتأكيد علي مصالحهم في هذه الآراء بدون تعال عليهم، وموضحا انه يجب علي القيادة المصرفية ان تكون مستعدة لمقابلة العملاء للتعرف علي مشاكلهم والرد علي ملاحظاتهم بشأن تعاملهم مع البنك واوضح انه بالنسبة للعملاء الذين يواجهون متاعب تجعلهم غير منتظمين مع البنك فيجب علي القيادة المصرفية ان توفر لهم الوقت الكافي للاستماع لمشاكلهم والوصول إلي حلول لها واعطاء شكاوي العملاء اهتماما ودراسة. وقال حسن انه بالنسبة للتعامل مع القيادات المصرفية الاخري او السلطات الرقابية فانه يتطلب من القيادة المصرفية ان تتعامل معهم باحترام وتقدير لخبراتهم وعدم محاولة الظهور بأنه أكثر منهم علماً أو معرفة، مؤكدا انه في الغالب من يكون أكثر علما هو أكثر تواضعا وافضل معاملة عن غيره. وأشار حسن إلي أن العلاقة الجيدة بين القيادات المصرفية تساعد علي العمل علي حل المشاكل المصرفية العامة بروح من الود والتعاون. واضاف حسن أن هناك مسئولية تقع علي من يرتضي مركزا مصرفيا كبيرا وهي أن يتحلي بالخلق القويم وان يبتعد عن التكبر والتعالي وان يعمل علي نقل خبر انه إلي مرءوسيه بروح طيبة وان يحسن التعامل مع عملاء البنك وان يعرف انه وبنكه حلقة في النظام المصرفي علي مستوي الدولة ولا ينهض هذا النظام الا بقوة جميع حلقاته وهي رئيس البنك ومرءوسيه والعملاء والقيادات الآخري. ويري حسن انه لا يمكن ان يتم اقالة رئيس بنك أو مسئول مصرفي عن منصبه بسبب كلمة أو رأي (أو زلة لسان) تخرج من فمه بقصد أو بدون قصد، موضحا انه من الممكن ان يترك المسئول مركزه بسبب رغبته في التقاعد أو لسبب خلافاته مع المساهمين مؤكدا أن أسباب ترك المسئول منصبه كثيرة ولا يوجد بينها سبب "زلة لسان". ومن جانبه أوضح علي نجم رئيس بنك الدلتا الدولي السابق انه لا توجد صفات محددة لرئيس البنك أو انه ليس هناك (قالب) لرئيس البنك، لافتا إلي أن هناك سمات وصفات تخصيبية تكتسبها القيادة المصرفية منذ بداية عمله إلي أن وصل إلي رئاسة بنك ويضحك ويقول علي سبيل المثال ان يكون الشخص (هاديء الطباع) في أول الطريق وفي نهايته يصبح (عصبي جداً). وأشار نجم إلي ان هذه الصفات تتغير وفقا للعمل والمناصب الذي يعمل بها. ويري نجم انه لابد أن يتحلي رئيس البنك بصفات الجدية والصدق في سلوكياته واخلاقه وان يتعامل مع موظفين كابناء له وان يحترمهم ويحترم أسرار البنك ولا يفصح عنها حتي مع أصدقائه أو زوجته.