حوار - سهير محمد - ريم عبد المعز: نفي إليجا ملوك رئيس بنك جنوب السودان المركزي ان يكون انشاء هذا البنك - والذي تم مؤخراً - هو خطوة علي طريق الانفصال بين شمال وجنوب السودان، وقال في حواره مع "العالم اليوم" في القاهرة علي هامش تخرج أول دفعة من العاملين بهذا البنك من البنك المركزي المصري قبل أيام ان قرار الانفصال هو قرار سياسي بالدرجة الأولي وسوف يتحدد في الاستفتاء الذي سيتم بعد نحو 5 سنوات من الآن. من جانب آخر حول مدي وجود اختلافات في السياسة النقدية المتبعة في بنوك جنوب السودان عنها في الشمال نتيجة لوجود بنك الحبوب قال: لا يوجد اختلاف وخاصة ان السياسة النقدية المتبعة في الشمال والجنوب واحدة لانها تصدر عن جهة واحدة هي "المركزي" السوداني في الخرطوم وكذلك العملة لازالت حتي الآن واحدة وان كان الاختلاف الوحيد هو انه تم الاتفاق علي أن يطبق النظام المصرفي التقليدي في الجنوب والاسلامي في الشمال. واضاف ان البنك المركزي المصري كان له دور كبير في تدريب المصرفيين السودانيين. * في البداية ما قصة انشاء بنك مركزي في جنوب السودان؟ ** هي في الأساس فكرة ذات أصل سياسي حيث نصت اتفاقية السلام بين حكومتي الجنوب والشمال علي انشاء بنك مركزي في الجنوب يطبق قواعد النظام المصرفي التقليدي وآخر في الشمال يمارس النظام المصرفي الإسلامي وهما يعملان تحت اشراف البنك المركزي في الخرطوم، علي أن يتم تعيين النائب الأول لمحافظ البنك المركزي رئيسا للبنك في الجنوب والنائب الثاني رئيساً للبنك في الشمال. * لماذا تم اختيار الشمال لتطبيق النظام المصرفي الإسلامي والجنوب لتطبيق التقليدي؟ ** يرجع إلي الكثافة الكبيرة للمسلمين في الشمال والاقبال الكبير علي الخدمات الاسلامية هناك في حين الجنوب يوجد عدد كبير من السكان من غير المسلمين، كما يوجد في الشمال بالفعل عدد كبيرمن البنوك الإسلامية ومنها فرع البنك فيصل الإسلامي ولذلك تم الانفاق علي ان يطبق الشمال النظام المصرفي الاسلامي. * هل معني تطبيق النظام التقليدي في الجنوب عدم انشاء بنوك إسلامية مستقبلا؟ ** لا توجد لدينا حاليا أية بنوك إسلامية في الجنوب ومن يرغب في التعامل بالنظام الاسلامي فلديه بنوك الشمال لأن مسألة انشاء بنك اسلامي في الجنوب ليس بالسهولة كما هو الحال في الشمال. * ما المهام والوظائف التي يقوم بها البنك الجديد في الجنوب؟ ** دور البنك في الجنوب يتمثل في الاشراف التام علي النظام المصرفي في الجنوب وتطبيق السياسة الشاملة وسياسات النقد الأجنبي والسياسة النقدية التي تصدر عن البنك المركزي السوداني وكذلك منح التراخيص للمؤسسات المالية والاشراف عليها في الجنوب كما أن للبنك دورا هاما في ادارة أموال حكومة الجنوب الداخلية والخارجية بالتنسيق مع وزارة المالية كما يعتزم البنك فتح فروع له في جميع مدن الجنوب. * هل: تختلف السياسة النقدية المتبعة في بنوك الجنوب عنها في بنوك الشمال؟ ** لا يوجد اختلاف فالسياسة النقدية واحدة كأنها تصدر من جهة واحدة وهي البنك المركزي السوداني في الخرطوم والعملة المتداولة في الجنوب والشمال واحدة هي الجنيه السوداني ولكن الاختلاف الوحيد يكمن في النظام المصرفي المطبق. * هل البناء بنكين مركزيين منفصلين يدعم فكرة الانفصال بين شمال وجنوب السودان؟ ** قرار الانفصال هو قرار سياسي بالدرجة الأولي وهذا سيتحدد بعد اجواء الاستفتاء المتفق عليها والذي سيتم بعد 6 سنوات ولا يمكن التنبؤ به من الآن. * لنفترض أنه حدث الانفصال بين الشمال والجنوب وما هو الاختلاف الذي يمكن ان يحدث في القطاع المصري السوداني عن الوضع الحالي؟ ** بعد 6 سنوات وفي حالة صدور قرار بالانفصال التام بين الجنوب والشمال سيحدث انفصال مماثل بين البنك المركزي في الجنوب والآخر في الشمال بين وبالتالي ستختلف السياسة النقدية المتبعة وسيكون لكل بنك محافظ مستقل وليس تابعا للبنك المركزي في الخرطوم، وقد يمتد الأمر إلي اصدار عملة مختلفة عن الشمال. * ما سبب زيارتكم لمصر وهل تقابلتم مع أي من المسئولين في القطاع المصرفي المصري؟ ** زيارتي لمصر لم تستغرق سوي يوم واحد وكان الهدف منها هو تخريج الدفعة الأولي من العاملين بالبنك المركزي في جنوب السودان بعد تلقيهم دورات تدريبية امتدت لثلاثة شهور داخل المعهد المصرفي المصري وقد قابلت محمود عبد العزيز كبير مستشاري البنك المركزي المصري خلال حفل التخرج.