راوية المناسترلي أخيرا.. تدخل الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء وقابل وزير السياحة الأسبوع الماضي لمعرفة أسباب انخفاض حركة السياحة في مصر، فنحن قد بلغنا السنة الثالثة علي التوالي وكل الذي زاد في حركة السياحة ستة من عشرة من المليون يعني وصلنا رلي 6.8 مليون سائح ونحن علي أبواب الموسم السياحي الجديد ولاتزال حركة السياحة متعثرة. والمهم الاَن أن الدولة قد تنبهت وجاءت مقابلة رئيس الوزراء لاستيضاح الاسباب ومحاولة ايجاد حلول سريعة حتي لا نصل إلي مرحلة البحث عن سائح؟! لقد ناشدنا كثيرا رئيس الوزراء بسرعة التدخل وطرحنا مشاكل السياحة مرارا وتكرارا، وكتبنا أكثر من مرة عن غياب الاستراتيجية وعن فشل خطة الدعاية الداخلية والخارجية وعن هبوط مستوي المكاتب السياحية الخارجية، وعن تراخي هيئة تنشيط السياحة وعن قلة المعلومات بصورة تكاد تكون متعمدة، الأمر الذي يثير الشكوك والتساؤلات. وبدون التلكؤ أمام تفاصيل فرعية يجب أن نضع في اعتبارنا أن عدد السياح كان يتزايد بمعدل مليون سائح سنويا، لكن هذا الخط البياني تغير منذ عام 2004 واتخذ اتجاها متراجعا. وقد استعرض وزير السياحة أمام رئيس الوزراء خطة الوزارة وكان من المفروض أن يكون العنوان "إنقاذ السياحة في مصر" وخلال هذا الاستعراض أكد الوزير أن خطته تهدف إلي مضاعفة أعداد السياح وهذا جميل والليالي السياحية وهذا أجمل وبالتالي زيادة العائدات من قطاع السياحة حتي عام 2011 في اطار تنفيذ البرنامج الانتخابي للسيد رئيس الجمهورية.. يعني من 6.8 مليون سائح حاليا إلي 14 مليون سائح. وكان هذا ممكنا جدا لو استمرت الوزارة في استثمار نجاح السياحة من قبل وعدم الغاء الأجندة السياحية وخطة الدعاية الاعلامية في الداخل والخارج وتوافر المعلومات. وإذا كان نجاح الوزارة في برنامجها طوال السنتين الماضيتين قد اقتصر علي ردجزء كبير من ميزانيتهاإلي وزارة المالية لعدم حاجتها إليها فهي وزارة شاطرة استطاعت ان تقلص الميزانية للدولة واعتبرت هذا نجاحا ما بعده نجاح واستطاعت ان تقنع الحكومة بأن غضب الكتاب السياحيين وثورتهم علي الوزارة ليس له سبب سوي أنهم حرموا من الاعلانات وان نواياهم غير سليمة يعني اننا نهاجم الوزارة عشان فلوس الاعلانات..يعني اننا نحن السبب في تقلص الوارد السياحي وليس فشل الخطة الاعلامية الدعائية وعدم القدرة علي الحوار مع الغرب وسرعة التحرك اثناء الازمات ومحاولة اقناع الغرب ببعدنا عن منطقة الصراع.. والرد والشرح علي محاولة الربط بين الإسلام والارهاب؟!!. أي أن الصحافة السياحية هي السبب في عدم وصول الوارد السياحي إلي المستهدف والذي كان من المفترض وصوله الان إلي علي الاقل إلي 10ملايين سائح وان يصل الدخل السياحي بدلا من 7 مليارات دولار إلي 10 مليارات دولار ولا الليالي السياحية التي هبطت بدلا من زيادتها ولا ان تصل إلي رقم 50% من الصادرات المصرية بدلا من 41% ولا إلي 20% من موارد النقد الاجنبي بدلا من 18% ولا إلي 13% من اجمالي الناتج المحلي بدلا من 11% ولا إلي15% من قوة العمالة بدلا من 13%؟!! اما ما يثير العجب في خطة وزارة السياحة فهو بند تنويع المنتج السياحي المصري فكما يقول البند بحيث لا يعتمد فقط علي الجوانب الثقافية والمتعلقة بالاثار وأي يشمل ايضا مجالات اخري مثل السياحة الترفيهية... الخ ولم يقل لنا التقرير اين هي السياحة الثقافية ؟ ان السياحة الثقافية في مصر قد انهارت بشدة خلال السنتين الماضيتين ونسبة الاشغال في مناطق السياحية الثقافية 20% في المتوسط ونحن نعتمد علي السياحة الترفيهية لانه من عشر سنوات لولا السياحية الشاطئية والمدن السياحية الجديدة لم يكن ممكنا ان يصل الوارد السياحي إلي 1.8 مليو سائح كما استلمها الوزيران الاخيران؟!