انتهي مؤتمر الحزب الوطني الرابع بانطلاقته الثانية مخيبا لآمال البعض في أن يسفر عن مفاجآت علي غرار مفاجآت الرئيس مبارك في مدرسة المساعي المشكورة في فبراير العام الماضي وانتهي إلي التأكيد علي العزم علي المضي قدما في الإصلاح السياسي وتطوير البنية الدستورية والتشريعية ومواجهة "تحديات" الصحة والتعليم والنقل وتنفيذ برنامج مبارك الانتخابي وهي التحديات التي يواجهها الحزب في كل مؤتمر ويسعي إلي التغلب عليها. الجديد في هذا المؤتمر كان الاعلان عن اتجاه مصر لإنشاء محطات نووية لتوفير مصادر الطاقة، كما قال جمال مبارك الأمين العام المساعد للسياسات بالحزب الوطني للصحفيين مشيرا إلي أن مصر ليست الدولة الوحيدة التي تفكر في إنشاء محطات نووية لتوفير مصادر الطاقة. والأكثر اثارة في المؤتمر جسدته التصريحات التي أطلقها د.حسام بدراوي أمين قطاع الأعمال بأن انتخاب جمال مبارك في انتخابات 2011 لن يعد توريثا واحتار المراقبون في تفسيرها ومدي كونها مقدمة لإجراءات تسير في اتجاه التوريث مع البحث عن كلمة جديدة لتحل محل هذه الكلمة أم أنها تصريحات "لجس النبض" ورصد ردود فعل الشارع السياسي ولم يحسم هذه التساؤلات سوي جمال مبارك نفسه الذي أعلن أنه ليس مسئولا عما يتردد بشأن ترشيحه للرئاسة قائلا: "لا تحاسبوني علي أفكار الآخرين". مع انتهاء المؤتمر الرابع والانطلاقة الثانية.. برزت التساؤلات حول جدوي إقامة المؤتمر والعائد السياسي والاقتصادي والاعلامي من وراء إقامته، خاصة أن تكلفته بلغت 4 ملايين جنيه كما أعلن الدكتور زكريا عزمي الأمين العام المساعد للعضوية والتنظيم وأمين الشئون الادارية والمالية بالحزب الوطني، متفاخرا أن تكلفة إقامة الحزب تم تدبيرها من موارد الحزب وتبرعات الاعضاء "من رجال الأعمال". الغضب.. والمستقبل! ومن جانبه دافع د.علي الدين هلال أمين الإعلام عن فكرة إقامة مؤتمر سنوي للحزب موضحا أن كل الأحزاب التي تحترم مؤسساتها تعقد مؤتمرا سنويا لمناقشة القضايا التي تواجه الحزب وأبرز مثال علي ذلك هو حزب العمال في بريطانيا الذي يعقد مؤتمره السنوي منذ عام 1918 وهي مسألة عادية للأحزاب الكبيرة، وتهدف إلي متابعة أداء الحزب ومتابعة أداء الحكومة وتتيح فرصة للاستماع لوجهات نظر قيادات الحزب. وقد وضع الحزب الوطني أربعة تحديات لمناقشتها ولم يسع إلي تجميل الصورة أو اخفاء الحقائق، لكنه سعي إلي بث روح الثقة والأمل في المستقبل مع بحث تحديات الماضي، وهذا الهدف انعكس في شعار المؤتمر "في الانطلاقة الثانية نحو المستقبل" التي تعكس فكرتين الأولي هي الاصلاح والثانية المواطنة، ويهدف الحزب إلي استكمال هياكله التنظيمية مع التوسع في مناقشة قضايا الأمن القومي والابعاد السياسية والاقتصادية في مفهوم الاصلاح. وحول احساس المواطن البسيط بانجازات الحزب في ظل عجزه عن تلبية متطلباته اليومية قال هلال إن الحزب يسعي من خلال المؤتمر أن يرسخ الأمل في المستقبل لأن الغضب المنتشر بين العامة بسبب التحولات الاجتماعية والاقتصادية المالية لابد أن يقابله بصيص نور وأمل في المستقبل. ودافع هلال عن العائد الاعلامي لإقامة المؤتمر الرابع للحزب مشيرا إلي اهتمام وسائل الاعلام المرئية والمسموعة من جميع أنحاء العالم يتغطيه فاعليات المؤتمر مضيفا أن جميع الصحف الحزبية المصرية أيضا طلبت تغطية المؤتمر، ومندوبين من الصحف الخاصة أيضا اهتموا بالمؤتمر، وقال علي الدين هلال "لم ندع أحدا" من عشرات وكالات الأنباء العربية أو الدولية كما نقلت قناة المحور علي نفقتها الخاصة المؤتمر علي الهواء وقامت بالإعلان في الصحف عن تغطيتها المباشرة ود.حسن راتب عضو قيادي في الحزب الوطني ورأي أن قناة المحور تريد أن تغطي أحداث المؤتمر ولم يدعها كذلك التليفزيون القومي قام بتغطية الأحداث السياسية من منطلق اعلامي كذلك قنوات الجزيرة والعربية والاجبارية السعودية. وأضاف هلال: "الاهتمام الاعلامي بتغطيه وقائع المؤتمر يسأل فيها الاعلاميين فالمؤتمر طرح خلاله أوراق عمل ستترجم في شكل سياسات، وهو فرصة لمن يريد أن يعرف سياسات وبرامج عمل الحكومة ليجد الاجابات والمعلومات ومصادرها في هذا المؤتمر وتستطيع وسائل الاعلام عقد اللقاءات والمقابلات وتوصيل أفكار الحزب إلي القراء والمشاهدين. والسؤال كما يقول علي الدين هلال لماذا اهتمت وسائل الاعلام بمؤتمر الحزب الوطني.. لابد أن هناك شيئاً مهماً يستحق المتابعة من هذه القنوات. وفيما يتعلق بالعائد الاقتصادي قال هلال إن تكاليف إقامة المؤتمر يتحملها الحزب من موازنته التي تتكون من اشتراكات أعضائه والتبرعات التي يقدمها أعضاء الحزب باسمائهم مشيرا إلي ان قانون الاحزاب يحذر من قبول تبرعات من هيئات ويسمح بالتبرعات الاسمية فقط مؤكدا ان هذه التبرعات تظهر في موازنة الحزب ويتم مراجعتها من الجهاز المركزي للمحاسبات.