لم يعد استخدام التليفون المحمول أثناء السفر بالطائرات هدفا بعيد المنال فقد استطاعت شركة التكنولوجيا "أون إير" أن تبتكر محطات اتصال صغيرة تستخدم الأقمار الصناعية تسمي "بيكو سيلز" يمكن وضعها علي الطائرات من أجل استخدام التليفون المحمول دون أن يحدث أي تداخل مع المحطات الأرضية.. وبالمناسبة فإن سبب منع استخدام التليفون المحمول علي الطائرات هو منع هذا التداخل وليس لتحقيق اعتبارات أمان وسلامة الطائرات كما هو شائع بين الناس. وتقول مجلة "الإيكونوميست" إن شركة السفريات الجوية الرخيصة "ريانير" قد أعلنت منذ أيام عزمها علي تزويد أسطول طائراتها من طراز بوينج 737 بمحطات "بيكو سيلز" وأنها سوف تسمح باستخدام التليفون المحمول علي هذه الطائرات مقابل 3 دولارات للدقيقة وستوجه نصيبها من إيرادات هذه الخدمة الجديدة لتحسين العمل في الشركة وإجراءات مزيد من الخفض علي أسعار التذاكر. ولكن الشيء غير المؤكد حتي الاَن هو مدي إقبال المسافرين بالطائرات علي استخدام تليفوناتهم المحمولة أثناء السفر ولا مستوي جودة المكالمات التي ستحدث، ومع ذلك يمكن القول بأن العقبات الفنية التي كانت تحول دون استخدام التليفون المحمول في الجو قد تم تذليلها وإن الترخيص باستخدامه رسميا صار مسألة وقت في أوروبا علي الأقل وأن ذلك يمكن أن يتم مع بداية عام 2007. وعلي جانب اَخر أعلنت شركة التكنولوجيا "أون إير" أن محطاتها الاتصالية من طراز "بيكو سيلز" سوف تستخدم علي طائرات شركة إيرفرانس خلال الربع الأول من عام 2007 وأن إيرفرانس ستزود بها طائراتها الإيرباص من طراز A318 ثم تعممها علي باقي الطائرات بعد ذلك. والجدير بالإشارة أن استخدام التليفون المحمول علي الطائرات قد يثير بعض المشكلات الاجتماعية مثل مدي إقبال المسافرين علي الطائرات التي تبيح استخدامه أو تحاشيهم لها.. ومثل قيمة السعر المناسب الذي يدفع المسافرين إلي الاستفادة من هذه الخدمة. وقد أجريت عدة استطلاعات للرأي حول هذه القضايا أشارت نتائجها إلي أن 80% من المسافرين يحبذون استخدام التليفون المحمول علي الطائرات وقد قال 54% من رجال الأعمال المسافرين ونحو 41% من المسافرين للسياحة إنهم سوف يفتحون تليفوناتهم أثناء السفر جوا لمواصلة استقبال ما يأتيهم من مكالمات. ويقول جورج كوبر رئيس شركة التكنولوجيا "أون إير" إن سعر الدقيقة هو المشكلة الرئيسية وإن زيادة سعر الدقيقة علي 3 دولارات في هذه الاستطلاعات كاد يجعل الطلب يهبط بشدة علي هذه الخدمة. وذكر كوبر أنه يتوقع أن يكون المتوسط العام لسعر الدقيقة في الطائرات التي تستخدم محطات "بيكو سيلز" 2.5 دولار فقط وأن هناك شركتين أخريين ستدخلان هذه الخدمة علي طائراتهما وهما شركتا 6MI وTAP البرتغاليتان. وكانت استطلاعات الرأي السابقة قد أسفرت عن صورة أقل وردية فيما يتعلق باستخدام التليفون المحمول علي الطائرات حيث قال 82% من المشتركين في هذه الاستطلاعات إنهم لا يحبذون استخدام الناس لتليفوناتهم المحمولة علي الطائرات. وفي استطلاع للرأي أجري في أمريكا توقع 63% من الأمريكيين استمرار منع استخدام التليفون المحمول علي الطائرات وأبدي 2% فقط منهم تخوفهم من أن تساعد هذه التليفونات شبكات الإرهاب في تنفيذ ما تعتزم ارتكابه من جرائم.. وقد أعلنت شركتا الطيران الأمريكيتان يونايتد ودلتا أن مسافريهما لا يريدون إدخال هذه الخدمة علي الطائرات. وعلي جانب اَخر أعلنت بعض شركات الطيران الاَسيوية عزمها علي إدخال خدمة استخدام التليفون المحمول علي طائراتها في القريب العاجل خاصة أثناء طيران هذه الطائرات فوق المحيطات حيث لا يستلزم الأمر وجود ترخيص مسبق بالاستخدام. وهكذا يمكن القول بأنه قد دق الناقوس لاستخدام التليفون المحمول علي الطائرات وإن كان سعر الخدمة وكيفية تقديمها سوف يختلف من شركة إلي شركة وأن ذلك سيكون وسيلة لدي بعض الشركات لتمييز نفسها عن الأخري.