قال احد كبار القادة العسكريين الاسرائيليين الذي يتمتع بخبرة واسعة في لبنان وله وجهة نظر في الحرب والتخطيط لها في حديث اجرته معه صحيفة الشرق الاوسط ان التعهدات الدولية لابعاد عناصر حزب الله عن جنوب لبنان ونزع سلاحها تبدو في الوقت الحالي ضبابية. واضاف المسئول الذي رفض الكشف عن اسمه انه مقتنع بان الجولة القادمة آتية فهذا هو الشرق الاوسط "حرب تنتهي واخري واقفة عند الباب". هذا الحديث يؤكد ما اعلنته اسرائيل مرارا عبر تصريحات لمسئولين في الحكومة او قادة عسكريين بان الحرب علي لبنان لم تنته وان اسرائيل تستعد لخوض جولة ثانية من هذه الحرب ضد حزب الله وتوقع وزير البني التحتية بنيامين بن اليعيزر وقوعها بعد بضعة شهور في الوقت الذي يطالب فيه وزير الدفاع عمير بيرتس بالاعداد لجولة اخري متوقعة ورأي رئيس هيئة الاركان في الجيش الاسرائيلي دان حالتوس ان الحرب علي لبنان لم تنته بانتصار الجيش الاسرائيلي بضربة قاضية انما فقط بالنقاط. وفي اسرائيل ثمة اعتقاد سائد ان القضاء علي السيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله بات ضرورة ملحة، فهذا الرجل حسب تصريحات المسئولين الاسرائيليين "يجب ان يموت" وانه سيبقي هدفا لاسرائيل التي تعتبره جبهة ايرانالغربية فحزب الله لم يعد مشكلة لاسرائيل فحسب بل للعام كله الذي بات يدرك ان اسرائيل تساعد في ايقاف نفوذ ايران في المدي البعيد. ان استمرار اسرائيل في ابقاء جيشها في ثماني مناطق حدودية في الجنوب اللبناني يؤكد نيتها في فرض حزام امني بعمق كيلومترين في جنوب لبنان الي حين اكمال القوات الدولية انتشارها حيث يري القادة الاسرائيليون ان الانتشار الصحيح للجيش الاسرائيلي في جنوب لبنان سيغير نظرة الاسرائيليين الي الانجازات التي حققها الجيش في الحرب، فعندما ينتشر 15 الف جندي من القوات الدولية علي الحدود سيتأكد الاسرائيليون من انهم انتصروا في الحرب وفي الوقت ذاته قد تتواري المطالبات المستمرة بتشكيل لجنة تحقيق جادة وسريعة للكشف عن اوجه القصور في ادارة اولمرت للحرب علي لبنان غير ان عملية الانزال الفاشلة للجيش الاسرائيلي في منطقة بعلبك شرق لبنان قبل نحو اسبوعين والتي قتل فيها ضابط كبير برتبة عقيد قوبلت بحملة انتقادات لاذعة هيجت الرأي العام الاسرائيلي علي المستويين السياسي والاعلامي فبدلا من ان تكون العملية لتحجيم وتقويض سلاح حزب الله ومنع تهريبه جاءت فرصة مواتية لحزب الله لرفض نزع سلاحه وربما اضعاف الاطراف اللبنانية المناوئة له. لقد قالها نصر الله في حديث تليفزيوني قريب ان الحزب لا يتوجه الي جولة ثانية من الحرب علي اسرائيل لكنه في الوقت ذاته لم يعط تطمينات لاي احد بهذا الخصوص فمادام هناك احتلال فان لدي المقاومة الحق في دحره ومقاومته ويبدو ان هذا الامر تعيه اسرائيل جيدا اذ ان جميع المؤشرات تؤكد ان اسرائيل عاقدة العزم علي خوض جولة ثانية من الحرب حتي وان كانت في مستواها الاعلامي فقد طلب مسئولون في وزارة الدفاع الاسرائيلية من خبراء ماليين اعداد دراسة عن تكاليف الحرب علي لبنان ووضع ميزانية لتحضير الجيش الاسرائيلي للجولة المقابلة من الحرب، وذكرت صحيفة هآرتس ان هؤلاء المسئولين يطالبون بثلاثين مليار شيكل 6.9 مليار دولار خلال السنتين المقبلتين لاعادة تكديس ذخيرة الجيش وتطوير اسلحة جديدة وسيضاف هذا المبلغ الي مبلغ 46 مليار شيكل 10.5 مليار دولار مقررة اصلا كما اقر اولمرت مع وزير دفاعه عمير بيرتس ووزير المالية افراهام هيرسكون تشكيل فريق لتقديم توصيات لموازنة عام 2007 يتضمن تكاليف تجهيز الجيش للتحديات المستقبلية والتي يفسرها مشاركون في الاجتماع بانها الاستعداد لمعركة اخري مع حزب الله في حال فشلت هدنة الاممالمتحدة في الحفاظ علي السلام. ربما تحاول اسرائيل من هذه القرارات والتصريحات المتتالية عن جولة ثانية فرض مطالبها وتحقيق اهدافها التي لم تستطع انجازها في الجولة الاولي منها نشر اليونيفيل في المطار والموانئ وعلي الحدود الشمالية وحسب السيد نصر الله لو كان لدي اسرائيل اي نية جديدة لجولة ثانية فان عليها ان تعزز مواقعها ووجودها في النقاط الموجودة فيها حاليا لا ان تسحبها ثم هناك عودة النازحين الاسرائيليين وقد بدأوا باعادة اعمار الشمال والذي يتعاطي بهذه الطريقة لايبدو انه ذاهب الي حرب كما يروج لذلك.