كانت دموع فؤاد السنيورة رئيس وزراء لبنان وهو يتحدث امام وزراء الخارجية العرب وثيقة إدانة لكل الحكومات العربية التي سكتت شهرا كاملا علي العدوان الصهيوني علي لبنان وتذكرت بعد تدمير بيروت ان هناك بلدا شقيقا اسمه لبنان.. كان وزير الخارجية الفرنسي قد وصل الي لبنان وكان رئيس وزراء فرنسا اول ضيف نزل في بيروت بعد العدوان.. وكان وزير الصحة الفرنسي ايضا ضيفا علي لبنان.. ثم كان وزير خارجية ايران.. جاء هؤلاء جميعا الي لبنان في الساعات الاولي من محنته ولكن الوزراء العرب جاءوا بعد شهر كامل من الدمار.. تساقطت دموع السنيورة وهو يتحدث عن عروبة لبنان امام ضغوط امريكية حتي يخلع لبنان عباءته العربية.. وهناك ضغوط اسرائيلية واخري اوروبية والهدف ان ينسي لبنان لغته العربية ودياناته السماوية وتاريخا طويلا من الانتماء.. وهذا هو السياق الذي تسعي اليه الادارة الامريكية ان تقام اكثر من دولة في العراق بحيث يوزع بين السنة والشيعة والتركمان والاكراد.. واكثر من دولة في لبنان بين المسيحيين والمسلمين من السنة والشيعة.. واكثر من دولة في مصر والسعودية والجزائر والسودان والمغرب.. ان هذا هو المشروع الامريكي نحو شرق اوسط جديد بحيث يتحول الي دويلات صغيرة تشبه تماما ملوك الطوائف الذين اضاعوا يوما الاندلس. ولهذا تركت امريكا اسرائيل تقوم بهذه المهمة كان هدف الهجوم علي لبنان ان تقوم الطوائف المختلفة ضد حزب الله.. ويدخل لبنان ساحة الحرب الاهلية مرة اخري ولكن الشعب اللبناني العظيم ضيع الفرصة علي امريكا واسرائيل فلم يختلف احد ووقفوا جميعا حكومة وشعبا خلف حزب الله وزعيمه حسن نصر الله لانه يدافع عن لبنان بل يدافع عن الامة العربية كلها بالمسلمين فيها والاقباط بالسنة والشيعة والدروز.. كان حزب الله رائعا وهو يقاوم وكان الشعب اللبناني رائعا وهو يتوحد علي كلمة سواء.. وكانت الحكومة اللبنانية علي مستوي الاحداث اداء ومصداقية ولهذا كبر لبنان في عيون العالم بينما صغرت اشياء كثيرة سوف نراها في الايام القادمة.