انحسار دور المؤسسات في البورصة المصرية وسيطرة الأفراد علي 70% من اجمالي التعاملات اليومية اصبح حقيقة تؤرق البعض وتسعد البعض الآخر.. فهناك من يري ان سيطرة الافراد ساهمت بشكل كبير في تذبذب اسعار الاسهم بين الهبوط والارتفاع دون مبررات حقيقية.. في حين يؤكد آخرون ان الافراد كان لهم الفضل في زيادة النشاط في السوق والذي وصل بحجم التعاملات الي ما يقارب المليار جنيه يوميا. وفي الوقت الذي يطالب فيه عدد كبير من العاملين في السوق بضرورة توجيه صغار المستثمرين الي صناديق الاستثمار نجد شركات سمسرة كبري تعلن عن قبولها المستثمر الصغيروالغاء الشرط الخاص بوجود حد ادني لفتح الحساب والذي كان يترواح بين مائة الف جنيه ومليون جنيه.. وفي المقابل هناك غياب لدور المؤسسات وكذلك صناديق الاستثمار فصناعة صناديق الاستثمار تعاني من هجر الافراد لها. عشوائية التعاملات من جانبه يشير الدكتور محمد الصهجرتي عضو مجلس إدارة شركة الرشاد لإدارة المحافظ ان المستثمرين الافراد لايزال لهم الغلبة في السوق ويسيطرون علي النسبة الاكبر من التعاملات يوميا وهو ما يؤكد ثقتهم في السوق لكنه في المقابل هناك عشوائية في تعاملات الافراد فنسبة ليست قليلة من المستثمرين الافراد في السوق الآن هم مضاربون وليسوا مستثمرين محترفين. وحذر الصهرجتي من استمرار سيطرة الافراد غير المؤهلين علي التعاملات في السوق في ظل الغياب الواضح للمؤسسات والصناديق والشركات باستثناء عدد من الشركات المصدرة التي بدأت شراء اسهمها في فترات تراجع السوق للقيام بدور صانع السوق لاسهمها مما يهدد السوق نتيجة الرعونة التي تتسم بها تعاملات الافراد ويجعل التعاملات اكثر تركيزا علي المضاربات وليس الاستثمار. واكد ان المتعاملين في البورصة الآن هم ثلاث فئات اولاها المحترفون، ثم المتعاملون الذين دخلوا السوق متأثرين بشائعات عن آخرين حققوا مكاسب خيالية بالاضافة الي فئة ثالثة تعرضت لخسائر فادحة بسبب الهبوط الشديد في اسعار الاسهم فمنهم من استثمر في اسهم كان يقال عنها الرائدة الا انها اصبحت في ذيل القائمة. واضاف انه غالبا ما تنضم الفئة الثانية من المستثمرين الي الفئة الثالثة (الخاسرة) في غضون اشهر قليلة اما فئة المحترفين اولئك الذين تتوافر لهم ادوات التحليل الفني وهو نوع من التحليل لا يهتم بطبيعته باداء الشركة المتداولة اسهمها بقدر اهتمامه بالتوقعات بسعر السهم مستقبلا. واشار الي ان افضل مجال لاستثمار اموال الافراد هو صناديق الاستثمار نظرا لانها تعتمد علي ادارات محترفة لا تنفعل ولا تقلق وقت الازمات وطالب باتجاه الشركات العاملة في مجال الاوراق المالية بالتركيز بشكل اكبر علي المجال البحثي والتحليل والابتعاد عن الشائعات في نصح العملاء. عائد البورصة في المقابل أشار باسم رضا عضو مجلس ادارة شركة أمان لتداول الاوراق المالية الي ان العائد الذي تقدمه البورصة المصرية لا يمكن مقارنته بأي عائد آخر تقدمه البنوك او صناديق الاستثمار مؤكدا ان الخاسرين بالفعل خلال الفترة الماضية هم الافراد وبالتالي مع بدء اتجاه السوق للصعود وانهاء فترة التصحيح فمن الطبيعي ان تزيد قوتهم الشرائية فناك قوي شرائية ذكية بدأت في دخول السوق تدريجيا وبحذر، وهي غير راغبة في الشراء بأي سعر، خاصة ان الانتظار والتريث يدفع الاسعار نحو مزيد من الانخفاض. واكد ان المستثمرين الاجانب مازالوا علي ثقة بمستقبل السوق وهو ما تكشف عنه مشترياتهم التي تزيد بنسب معقولة عن المبيعات واستبعد ان تسبب زيادة نسبة تداول الافراد في تذبذب الاسعار او قيادة السوق للانخفاض لان المستثمرين الان اصبحوا اكثر وعيا بأساسيات التعامل في السوق. أداء الصناديق وفي المقابل اشار عصام خليفة عضو مجلس ادارة شركة الاهلي لادارة صناديق الاستثمار ان السبب الرئيسي لضعف السيولة في السوق خلال الفترة الماضية هو سلوك الافراد العشوائي علي الرغم ان الافراء هم الخاسرون في المقام الاول منذ بداية عام 2006 بالمقارنة بأداء الصناديق منذ بداية العام فنسبة الخسارة تكاد تكون ضئيلة للغاية مقارنة بالخسارة التي حققها الافراد لكنه في المقابل هناك هجر واضح من قبل الافراد لصناديق الاستثمار واصرارهم علي استثمار اموالهم بانفسهم علي الرغم ان اغلبهم ليسوا محترفين ولا يوجد لديهم وعي كامل لادارة محافظهم فإحجامهم عن الاستثمار في صناديق الاستثمار لغز يبحث عن اجابة. ومن جانبه طالب محمد ماهر رئيس مجلس ادارة شركة برايم لتداول الاوراق المالية بضرورة تعديل بعض مواد اللائحة التنفيذية لقانون سوق المال لتشجيع شركات تداول الاوراق المالية للقيام بإنشاء صناديق استثمار جديدة وذلك من خلال تسهيل تأسيس صناديق جديدة لعمل توازن بين تعاملات الافراد والمؤسسات في السوق والحد من سيطرة الافراد علي السوق. ونبه الي ان صناعة صناديق الاستثمار وادارة الاموال لم تأخذ حقها في السوق المصرية مقارنة بالاسواق الاخري كما ان نسبتها الي عدد السكان في مصر محدود للغاية، مشيرا لي ان صناديق الاستثمار تقود الاقتصاد العالمي حاليا. مضاربة المؤسسات ومن جانبها اشارت مي سرور المحلل المالي بشركة المجموعة الاستراتيجية لتداول الاوراق المالية الي ان المؤسسات لا تقوم بالشراء بناء علي دراسات واضحة او بغرض الاستثمار طويل الاجل انما تتخذ منهاج المضارب مثلها مثل المستثمر الفرد وظهر ذلك جليا مع غياب دور المؤسسات يوم الثلاثاء الاسود علي الرغم من ان الاسعار كانت مغرية للشراء ولكن الخوف اصاب المؤسسات ايضا وتمهلوا انتظارا لعودة فترة الانتعاش. واضاف ان المؤسسات اصبحت تابعا للافراد وليس العكس وغياب صانع السوق في البورصة المصرية الذي طرحت فكرته منذ فترة كذلك سيطرة الافراد علي التعاملات كل ذلك سيؤدي الي تقلبات شديدة وعدم جدوي من كل الآليات الحديثة التي تصدر حاليا من بيع بالهامش او تداول عبر الانترنت في سوق تتحكم فيه الافراد بنسبة تداول يومية تزيد علي 50%. واكدت ان السوق المصري مثله مثل باقي الاسواق الناشئة يسيطر عليه الافراد مما يؤثر بالسلب علي اداء السوق من تقلبات شديدة في الاسعار وارتفاعات غير مبررة لأسعار بعض الاسهم وخاصة مع تخفيض الشركات الكبري للحد الادني لمحافظهم مما سيؤدي الي تتدافع عدد كبير من الافراد لترك صناديق الاستثمار واللجوء الي الاستثمار في شركات تداول أوراق مالية ذات السمعة الجيدة. واكدت مي علي ضرورة العمل علي تفعيل دور المؤسسات لتقوم بدور صانع السوق الذي يعيد التوازن للسوق مرة اخري للحد من سيطرة الافراد التي تحكمهم الاشاعات.