فيما دخلت الحرب الإسرائيلية الوحشية علي لبنان اسبوعها الرابع دون ان تحقق ماكينة اسرائيل العسكرية انجازا يذكر علي ارض المعركة في الجنوب اللبناني، تتوجه الانظار الي مجلس الامن الذي يناقش خلال ساعات مشروع القرار الذي توصلت اليه واشنطن وباريس الذي وصفه المراقبون بالميوعة لعدم تضمنه عنصر الحسم في الوقف الفوري لاطلاق النار وتوفيره الغطاء اللازم لاسرائيل لبقاء قواتها في مواقعها بالجنوب اللبناني حتي وصول القوات الدولية المزمع تشكيلها. ووسط إدانة عالمية واقليمية ومحلية لوحشية العدوان الإسرائيلي علي المدنيين والبني التحتية في لبنان، واصلت القوات الاسرائيلية غرقها في المستنقع اللبناني امام قوات المقاومة في الجنوب او تحت قصف صواريخها التي أودت بحياة 12 جنديا اسرائيليا واصابة 9 في قصف لمجمع لقوات الاحتياط بقرب كريات شمونة شمال إسرائيل. كما قتل حتي مثول الجريدة للطبع اثنان اخران في جنوب لبنان خلال المعارك الضارية التي ادت ايضا الي اصابة 7 جنود اخرين. ويتوقع المراقبون ان تشهد الساعات القليلة القادمة نشاطا دبلوماسيا مكثفا في لبنان يتزامن مع حرب دبلوماسية اخري تشهدها اروقة مجلس الامن في نيويورك بالاضافة الي التحركات الشعبية لمساندة الشعب اللبناني وتقديم المساعدات له، وعلمت العالم اليوم "الاسبوعي" انه من المقرر ان تغادر القاهرة خلال ايام ثلاث طائرات الي بيروت تحمل مواد غذائية وطبية يصحبها وفد يرأسه المهندس رشيد محمد رشيد وزير التجارة الخارجية ويضم عددا من كبار رجال الاعمال في اطار التحركات المصرية المكثفة لدعم لبنان ومساندة الشعب اللبناني الشقيق في مواجهة اثار العدوان الاسرائيلي وما نجم عنه من تدمير للبني التحتية واعداد الجرحي والنازحين من الهجمات الاسرائيلية علي المناطق المدنية، ويشارك في توفير هذه المساعدات عدد من القطاعات الصناعية ومجتمعات الاعمال تشمل اتحاد الصناعات والغرف التجاري. وتبحث في نفس السياق عدد من الجهات الحكومية وشركات قطاع الاعمال العام والخاص امكانيات مشاركتها في اعمال المساعدة العاجلة في اصلاح مشروعات البني الاساسية ذات الاولوية وخاصة ما يتعلق بالكهرباء والطرق والكباري وتجهيز المستشفيات وخدمات الاغاثة العاجلة للنازحين. وعلمت "الاسبوعي" انه من المنتظر ان يتم اليوم الاثنين عقد اجتماع طارئ مشترك لمجلس ادارة اتحاد الصناعات والغرف التجارية لبحث ترتيبات زيارة الوفد فضلا عن خطط وتصورات تقديم المساعدات العاجلة في جميع المجالات. وكانت طائرة نقل عسكرية مصرية قد وصلت لبيروت صباح امس ضمن جسر المساعدات الانسانية التي اصدر الرئيس حسني مبارك توجيهاته لتقديمها الي الشعب اللبناني لمساعدته في محنته الحالية. ومن المرتقب وفقا للمراقبين ان تشهد الساعات القليلة القادمة تطورات متلاحقة علي الاصعدة العسكرية والدبلوماسية والشعبية، حيث يعقد اليوم اجتماع وزراء الخارجية العرب ببيروت حيث رجحت مصادر حكومية لبنانية ان يكون اجتماعا تضامنيا لتبني موقف لبنان والبنود السبعة لحكومة السنيورة امام مؤتمر روما وضرورة تضمينها في مشروع قرار مجلس الامن، وقد وصف عمرو موسي امين الجامعة العربية البند الخاص بالاسيرين الاسرائيليين في المشروع الفرنسي - الامريكي بانه غير مقبول، كما اكد نبيه بري رئيس المجلس النيابي اللبناني ان المشروع يقدم ثمنا لاسرائيل علي حروبها ضد الانسان العربي في لبنان ويكرس احتلالها لاجزاء في الجنوب، وقال: لا نطلب من العرب المشاركة في القتال ولكن ترجمة كل ما يملكونه من اجل انقاذ لبنان والورقة اللبنانية.