رصد عدد من مسئولي البنوك تزايد السرقات التي تتم عبر الانترنت بشكل مستمر وقالوا إنه رغم هذه الزيادة فإن البنوك تتخذ من الإجراءات ما يستهدف حماية عملائها وأكدوا أنه من أبرز هذه الإجراءات الحديثة الاهتمام بنظام الحوائط النارية، وتدريب العاملين والعملاء علي اكتشاف المواقع الوهمية والمزورة بالاضافة لوجود تشريعات جنائية ضد من يقومون باختراق أجهزة الحاسب الآلي. ورفض المسئولون بالبنوك الحديث عن تنظيم دورات تدريبية لعملاء البنوك لحمايتهم من السرقة عبر الانترنت وقالوا إن هذا الاسلوب لن يجدي كثيرا الآن حيث إن البنية الاساسية للحاسب الآلي في مصر ليست علي درجة عالية من التطور كما أن عدد المتعاملين مع البنوك من خلال الانترنت مازال محدودا. التوقيع الالكتروني يقول عبدالحميد سليمان مدير الحاسب الآلي ببنك مصر إيران للتنمية إن السرقات التي تتم عبر الانترنت واختراق السرية ليست بالشيء الجديد كما أن هناك أفرادا يحصلون علي درجة الدكتوراة في تأمين أجهزة الكمبيوتر وحمايتها من الاختراق يوجد أفراد آخرون يحصلون علي الدكتوراة أيضا ولكن في كيفية اختراق أجهزة الكمبيوتر بهدف استخدام هذه الطرق في السرقات والتجسس...الخ أي أنه ليس بالشيء الجديد وسيستمر هذا الموضوع مهما تطورت الاحتياطيات والاجراءات التي يبذلها المتخصصون. ولكن أضاف أن استمرار هذا الأمر لا يمنع من اتخاذ الإجراءات التي يمكن أن تحد من هذه السرقات ومن أحدثها "التوقيع الالكتروني" والذي من خلاله يكون لكل عميل كود مشفر أ رقم سري يعرفه البنك الذي يتعامل معه ولا يتم التعامل عبر الانترنت إلا من خلال هذا الكود ولكن هذا الإجراء لم يطبق في مصر بعد لأن الشركات المسئولة عن ذلك مازالت قيد التأسيس كما أن تقديم هذه الخدمة للأفراد سيكون نظير مبلغ مالي يسدد لهذه الشركات. وبالنسبة للإجراءات التي يتخذها البنك لحماية عملائه عبر الانترنت من السرقات ذكر سليمان أن تعاملات العملاء عبر الانترنت مع البنك تقتصر فقط علي التعرف علي الرصيد أو الخدمات التي يقدمها البنك أما عمليات السحب والايداع من خلال الانترنت فلا يسمح البنك بإجرائها ويشترط حضور العميل بنفسه إلي مقر البنك وأضاف أن هذا الإجراء يؤثر سلبا علي سرعة وسهولة تقديم الخدمات ولكنه الحل الوحيد لضمان الحفاظ علي أموال العملاء فإذا حدث اختراق لسرية العميل فإن العميل يحمل البنك المسئولية كاملة ولذلك فهذه أفضل طريقة للحفاظ علي أموال العملاء. وعن رأيه فيما قامت به بعض البنوك الاسترالية من تدريب للعملاء علي اكتشاف المواقع المزيفة وعدم الدخول إليها ذكر سليمان أنه يستبعد تطبيق مثل هذه التجربة في مصر حيث إنها غير مجدية خاصة في ظل جهل عدد كبير من الشعب المصري التعامل مع الحاسب وذكر أن البنك الأهلي مثلا لديه 5 ملايين عميل 75% منهم يجهلون التعامل مع الكمبيوتر لذا فقيام البنوك بهذه التجربة يعد غير مجد. الحوائط النارية أما باسم نور الدين نائب مدير عام البنك الأهلي سوسيتيه جنرال فيقول إن عدد المتعاملين مع البنوك من خلال الانترنت في تزايد مستمر خاصة في البنوك الأجنبية وهذا ما يجعل تأمين العملاء ضد السرقات عبر الانترنت أمر مهم للغاية. وأضاف أن البنك يقوم بعمل إجراءات لحماية عملائه من السرقات حيث يقوم بعمل عدد من "الحوائط النارية" بحيث إذا استطاع أحد الأفراد اختراق الأول لا يستطيع اختراق الثاني أو الثالث وهكذا. وقال إنه من ضمن النظام الأمني الذي يتبعه البنك لتأمين العميل ضد السرقات أن يطلب منه أن يسجل أسماء الأفراد الذين يمكن أن يحول لحساباتهم وعناوينهم وذلك لضمان عدم حدوث أية سرقات. وأشار إلي أن تعاملات الإنترنت في البنك لا تقتصر فقط علي التعرف علي خدمات البنك أو الاطلاع علي الرصيد وإنما تتعدي ذلك حيث يستطيع العميل سحب أو ايداع أو تحويل أمواله والقيام بجميع العمليات من خلال الانترنت. وعما إذا كان يمكن للبنك أن يقوم بتدريب العملاء لحمايتهم من السرقات عبر الانترنت ذكر نور الدين أن البنك يقدم لعملاء الانترنت "بروشور" يحتوي علي تعليمات حول كيفية دخول الموقع والتعامل معه وإجراء تحويلات أو سحب ايداع كما يتم تعريف العميل بكل المنتجات التي يقدمها البنك وكيفية استخدامها وهذا يتم Face To Face أي مع كل عميل علي حدة وهذا يكون أجدي من إلقاء المحاضرات علي العملاء وهذا يضمن الحفاظ علي العملاء من سرقات الانترنت.