[email protected] لعل الناظر إلي الواقع الحالي لمشروع الحكومة الالكترونية وما يتم تقديمه من خدمات " رغم قلة عددها " يكشف عن جهود حقيقية تمت بالفعل تهدف إلي خروج مفهوم الحكومة الإلكترونية للنور ولكن وفقا لأسلوب تدريجي حتي لا يحدث اي نوع من الصدمات أو المفاجآت التي يمكن حدوثها في حالة تغير آليات العمل. ومؤخرا استضافني برنامج "شارع الكلام " بقناة النيل الثقافية للحديث حول خدمات مشروع الحكومة الالكترونية ولاسيما في مجال التنسيق الخاص بالجامعات إذ من المتعارف عليه أن أي خدمة أو تكنولوجيا جديدة تحتاج إلي جهود مسبقة للتعريف بها والتوعية حتي يمكن أن تلقي القبول لدي مستخدمي هذه الخدمة ويتزايد الطلب عليها بشكل تلقائي فعادة ما يصاحب ظهور اي جديد نوع من التخوف والهواجس من جانب المستخدمين ثم ما يلبث أن تزول هذه المخاوف ويحل محلها الثقة والأمان مع التجربة. وأتصور أن مفهوم الحكومة الإلكترونية هو مفهوم جديد تماما ليس علي المواطن متلقي هذه الخدمة فقط وإنما علي الموظف الذي يقدم هذه الخدمة ومن هنا تأتي أهمية وجود جهود من نوعية خاصة بهدف زيادة الوعي بأهمية هذا المفهوم الجديد وجعل المواطن في حالة انتظار للتعامل والاستفادة من هذه الخدمة الجديدة بدلا من التخوف منها ولا نقصد بتلك الجهود أن تتم في المستقبل عندما يتم الانتهاء من استكمال تطبيق باقي خطوات مفهوم الحكومة الإلكترونية بل نطالب بأن يبدأ التوعية بهذا المفهوم من الآن "إن لم يكن من الأمس" كنوع من التأهيل النفسي للمواطنين لاستخدام هذه الخدمات. فبالتأكيد أن دعوة المواطن وإقناعه بجدوي التوسع في استخدام الجهات والوزارات الحكومية للكمبيوتر يعني ضرورة توافر عدد من المفاهيم منها التواجد الدائم، الواقعية، الحماية أمن المعلومات وذلك علي غرار ما حدث بالنسبة للخدمات الأخري التي أصبحت بمرور الوقت خدمات جديرة باكتساب ثقة المواطن مثل الكهرباء، وخدمات المياه، والخدمات التليفونية. وبالفعل بات استخدام الكمبيوتر أحد أهم مكونات حياة الكثيرين منا ومن المتوقع خلال عشر سنوات علي الأقل ان يكون استخدام الكمبيوتر أحد أنماط حياتنا جميعًا ولن نستطيع الفكاك منه. لذلك لا جدال علي أهمية توافر الثقة بين المستخدم وجهاز الكمبيوتر الذي يستخدمه والبرنامج الذي يعمل عليه. فهذا بلا شك أول الطريق نحو مجتمع يستخدم الكمبيوتر بصورة متناغمة. كذلك فان نجاح خدمة التنسيق الالكتروني لطلبة الراغبين في الالتحاق بالجامعات عبر بوابة الحكومة الالكترونية www.egypt.gov.eg في جذب نحو 177 ألف زائر لها للتعرف علي الخطوات اللازمة وقيام 10 ألاف طالب " ضمن المرحلة الأولي للتنسيق " بالتقدم عبر البوابة الالكترونية هو انجاز يحسب لها والمطلوب مضاعفة هذا العدد في المرحلة القادمة عبر اتخاذ مجموعة من الإجراءات. للحديث بقية ...