في إطار فعاليات اليوم الثاني من مؤتمر ومعرض "Africa Health ExCon 2025"، والذي يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبمشاركة إقليمية ودولية رفيعة المستوى، نظمت الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية جلسة علمية تحت عنوان "الاعتماد كأداة استراتيجية لتطوير الأنظمة الصحية"، كما شارك الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة، في جلسة "اتحاد المستشفيات العربية" لمناقشة سبل تعزيز جودة الرعاية الصحية وتحقيق أثر مستدام عربيا وإفريقيا. نخبة من القيادات والخبراء شاركت في الجلسة الأولى شهدت الجلسة الأولى حضور نخبة من القيادات والخبراء العرب والدوليين في مجالات الاعتماد والجودة الصحية، من بينهم: الدكتور أحمد طه، رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، الدكتورة سلمى الجعوني، الرئيس التنفيذي لمجلس اعتماد المؤسسات الصحية بالأردن، الدكتور جاكوبس جورج، مساعد وزير الصحة للتخطيط والسياسات بدولة ليبيريا، الدكتور يوسف باسيم، رئيس قسم التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي باتحاد المستشفيات العربية، السيد حميد جاسم خلفان، مدير إدارة العلاقات الحكومية والشراكات الاستراتيجية بشركة DataFlow الاماراتية، وأدارت الجلسة الدكتورة ريهام الأسدي، مستشارة منظمة الصحة العالمية. التجربة المصرية في التأمين الصحي الشامل نموذج للكفاءة والجودة وخلال كلمته، أكد الدكتور أحمد طه أن التجربة المصرية في تطبيق منظومة التأمين الصحي الشامل، والاعتماد على معايير جودة صحية وطنية صادرة عن الهيئة ومعتمدة دوليًا من منظمة "الإسكوا"، أصبحت نموذجًا يحتذى به في المنطقة، يجمع بين الكفاءة والجودة والعدالة في الوصول للخدمات الصحية، ضمن إطار تشريعي وتنفيذي مرن يواكب التطورات العالمية. وشدد رئيس الهيئة على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي بين هيئات الاعتماد في الدول العربية والإفريقية، بهدف توحيد المعايير، وتبادل الخبرات، وبناء أنظمة صحية قادرة على الاستدامة والتكامل. دور "جهار" في إعداد معايير الجودة وتوحيدها وطنياً ودولياً وأوضح أن "جهار" تضطلع بمسؤولية إعداد وتطبيق معايير الجودة والرقابة على المنشآت الصحية، تنفيذًا لرؤية وطنية تستهدف بناء نظام صحي حديث وعادل، قائم على ثقافة سلامة المرضى، بما يتماشى مع "رؤية مصر 2030" نحو تحقيق تغطية صحية شاملة. وأضاف أنه تم حتى الآن اعتماد 526 منشأة صحية وفقًا للمعايير الوطنية للهيئة، وهو ما يعكس توسع الدولة في تطبيق الجودة الصحية، ويبرهن على فاعلية سياساتها نحو بناء نظام صحي أكثر كفاءة وأمانًا. التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي لتسريع الاعتماد وضمان الجودة وأكد الدكتور أحمد طه أهمية تسريع إجراءات التقييم والاعتماد من خلال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، لرفع كفاءة المتابعة وتعزيز سلامة المرضى، وتحسين تجربة الخدمة الصحية. تبادل التجارب ومستجدات الصحة الرقمية ودور الاعتماد المؤسسي ناقشت الجلسة كذلك أهمية تبادل التجارب بين الدول، ودور الاعتماد في تحسين الأداء المؤسسي، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، إلى جانب استعراض مستجدات الصحة الرقمية، والتحديات المرتبطة بتطبيق السياسات المعتمدة على مستوى الدول. توصيات لتعزيز نظم الاعتماد الصحي على المستويين الإقليمي والدولي وفي ختام الجلسة، عبّر رئيس الهيئة عن تقديره للنقاشات البنّاءة التي شهدتها الجلسة، والتي انتهت إلى مجموعة من التوصيات تمثل خارطة طريق لتعزيز نظم الاعتماد الصحي على المستويين الإقليمي والدولي. مشاركة "اتحاد المستشفيات العربية" لتحقيق أثر مستدام في الرعاية الصحية وفي السياق ذاته، شارك الدكتور أحمد طه في الجلسة التي نظمها اتحاد المستشفيات العربية تحت عنوان: "الارتقاء بالرعاية الصحية: من تطبيق المعايير إلى تحقيق الأثر المستدام"، بحضور نخبة من الشخصيات الإقليمية والدولية البارزة. تأكيد على التعاون العربي الإفريقي لمواجهة تحديات صحية عالمية أكد الدكتور أحمد طه خلال الجلسة أن التحديات الصحية، وعلى رأسها الأوبئة والأمراض المزمنة، باتت تتجاوز الحدود، ما يستلزم تبني نهج تعاوني بديل عن التنافس، مشيرًا إلى أن الجودة هي الركيزة الأساسية لأي نظام صحي آمن وعادل. وشدد على أن التعاون الصحي العربي والإفريقي يفتح المجال أمام توحيد المعايير، وتبادل المعرفة، وإطلاق برامج تدريبية مشتركة لبناء كفاءات متخصصة، بما ينعكس على خفض التكاليف وتحسين كفاءة الخدمات. وأشار إلى أن نظام التأمين الصحي الشامل واعتماد المنشآت وفقًا لمعايير "جهار" يمثلان نموذجا متكاملًا يحقق التوازن بين العدالة والجودة. كما لفت إلى إحصاءات منظمة الصحة العالمية التي تُظهر أن 2.6 مليون وفاة يمكن تجنبها سنويًا في الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط نتيجة للرعاية غير الآمنة، والتي تتسبب أيضًا في هدر ما يصل إلى 12.6% من الإنفاق الصحي في الدول مرتفعة الدخل. واختتم الدكتور أحمد طه كلمته بالتأكيد على الدور الحاسم ل"جهار" في ضمان جودة الخدمات الصحية، مشيرًا إلى أنه لا يمكن لأي منشأة حكومية أو خاصة الانضمام إلى منظومة التأمين الصحي الشامل دون الحصول على الاعتماد من الهيئة، مشيرا إلى حرص الهيئة على دعم المبادرات الإقليمية لتكامل الأنظمة الصحية عربيًا وإفريقيًا، انطلاقًا من إيمانها بأن "الجودة بلا حدود" هي الطريق نحو مستقبل صحي أكثر عدالة واستدامة للجميع.