فيتامين د من العناصر الأساسية لنمو الأطفال وتقوية عظامهم وتعزيز مناعتهم، إلا أن هناك كثيرًا من المفاهيم الخاطئة المرتبطة به، سواء في طرق الحصول عليه أو توقيت استخدامه أو حتى الاعتقاد بإمكانية تعويضه بالغذاء فقط. وفي هذا الإطار، يوضح د. هشام عبد الغني، أستاذ جراحة عظام الأطفال بكلية طب القصر العيني، أهمية فيتامين د ودوره الحيوي، خاصة خلال مراحل النمو المبكرة. ويشدد على أن فيتامين د لا يمكن الاعتماد فيه على التخمين أو العشوائية، بل يتطلب في البداية إجراء تحليل لقياس نسبته في الجسم، حتى يتم تحديد الجرعة المناسبة لكل مرحلة عمرية. اقرأ أيضًا| بديل صحي لأشعة الشمس.. 4 أطعمة صحية تحتوي على فيتامين د ويشير إلى أن الجرعات اليومية الموصى بها للأطفال هي كالتالي: 400 وحدة دولية يوميًا خلال أول 6 أشهر من العمر. 600 وحدة يوميًا من عمر 6 أشهر حتى عام. من 800 إلى 1000 وحدة بعد العام الأول. وعن مصادر فيتامين د، يؤكد د. هشام أن الشمس تظل المصدر الرئيسي والأكثر فاعلية لهذا الفيتامين، حيث يمكن الحصول عليه من خلال تعريض الجلد مباشرة لأشعة الشمس لمدة تتراوح بين 10 إلى 30 دقيقة يوميًا صباحا أو وقت الغروب، وذلك دون استخدام واقي شمس أو التعرض من خلف الزجاج، إذ إن الزجاج يمنع امتصاص الأشعة فوق البنفسجية اللازمة لتكوين فيتامين د في الجلد. أما من ناحية التغذية، فيوضح أن الحصول على فيتامين د من الطعام فقط أمر ليس بسيطا، حيث يتطلب الأمر تناول كميات ضخمة من أطعمة معينة مثل البيض، بما يعادل نحو 20 بيضة يوميًا، وهذا غير منطقي أو صحي، مما يجعل المكملات الدوائية الخيار الأفضل والعملي لتعويض النقص. ويُحذر د. هشام من اعتقاد شائع بين الأمهات، وهو أن تناول الأم المرضعة لفيتامين د يكفي لنقله إلى الرضيع عن طريق اللبن، مؤكدًا أن هذا اعتقاد خاطئ تمامًا، لأن فيتامين د لا يُمتص من خلال حليب الأم. ويضيف أيضًا أن بعض الأطباء أو الأهالي يوقفون تناول فيتامين د خلال فترة المرض، وهذا تصرف غير صحيح، لأن فيتامين د يلعب دورًا كبيرًا في تقوية الجهاز المناعي، وبالتالي فإن الاستمرار في تناوله أثناء المرض يكون له أثر إيجابي. ويختم الدكتور هشام بالتأكيد على أن فيتامين د لا يُعطى لفترة قصيرة فقط — مثل ثلاثة أشهر — ثم يُوقف، خاصة في ظل غياب التعرض الكافي لأشعة الشمس فطالما لا يوجد تعرض منتظم للشمس، لا يجب التوقف عن إعطاء الفيتامين. جاء ذلك ضمن فعاليات المؤتمر الأول لطب أطفال القاهرة والذي تنظمه مستشفيات وزارة الصحة بالقاهرة. وتناول المؤتمر آخر ما توصلت إليه الأبحاث في مجال طب الأطفال و حديثي الولادة و ما يتعلق بتغذية الطفل و ما يخص الطفل من الأمراض الجلدية و إصابات ما بعد الولادة و تأثيرها على النمو العقلي و العضلي للطفل و حساسية الصدر في الأطفال و عدد جديد من الأدوية المستخدمة و الخطوط الجديدة في علاج ارتجاع المعدة و تحديد الوقت المناسب للتدخل الجراحي و مشاكل العظام الوراثية و المكتسبة والطرق الجديدة في تشخيصها و علاجها و الطرق الجديدة للإعاشة الأطفال حديثي الولادة و كيفية علاج أمراض الجهاز التنفسي بدون تدخلات غير عنيفة. والجديد في اكتشاف مرض التوحد وعلاجه، وآخر ما توصل إليه العلم في علاج الحالات الجراحية في الأطفال بالمنظار. ويحاضر بالمؤتمر نخبة من كبار أساتذة طب الأطفال من مختلف الجامعات المصرية وتعقد جلسات المؤتمر بحضور أكثر من 300 طبيب من مختلف محافظات الجمهورية ومن وزارة الصحة والتامين الصحي.