مع اشتداد التنافس بين الدول المستهلكة للطاقة في العالم من اجل ضمان تدفق ما تحتاج اليه من مصادر الطاقة التقليدية اصبح الوصول الي مصادر مستقرة ومأمونة للطاقة علي رأس اولويات السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي الذي يضم 25 دولة. وكشفت خطط اخيرة لمفوضة العلاقات الخارجية الاوروبية بينيتا فيريرو فالدنر والمنسق الأعلي للسياسة الخارجية والامنية بالاتحاد الاوروبي خافيير سولانا عن استعداد الاتحاد الاوروبي للتحرك علي مجموعة واسعة ومتنوعة من الجبهات الدبلوماسية لتلبية احتياجاته المتزايدة من الطاقة. وقالت فالدنر وسولانا في تقرير ارسلاه الي عواصم الاتحاد الاوروبي من اجل المزيد من المناقشات بشأن "ان التطور في تماسك وتركيز السياسة الخارجية في مجال الطاقة للاتحاد الاوروبي سوف يحسن الامن الجماعي الخارجي للاتحاد في مجال الطاقة". والقي التقرير المزيد من الضوء علي مجموعة من الاولويات الاساسية للاتحاد الاوروبي في مجال الطاقة خلال السنوات المقبلة منها ضرورة قيام الحكومات الاوروبية بدعم سياستها الداخلية في مجال الطاقة من خلال العمل المشترك لتشكيل شراكات اقوي مع الدول المصدرة للطاقة بما فيها روسيا. كما طالب التقرير الاوروبي بضرورة قيام دول الاتحاد ببذل جهد مشترك في المحادثات مع القادمين الجدد لسوق مستهلكي البترول في العالم مثل الصين والهند بهدف الحد من الزيادة المطردة في الاستهلاك العالمي للطاقة. والمعروف ان الصين قفزت خلال السنوات القليلة الماضية الي المركز الثاني في قائمة اكبر مستهلكي البترول في العالم بعد الولاياتالمتحدة مع وجود مؤشرات قوية علي ان استهلاك الصين من الطاقة سيواصل الزيادة بمعدلات كبيرة في ضوء الطفرة الاقتصادية الهائلة التي يحققها التنين الصيني. وقد حدد التقرير الاوروبي عشر وصايا للتعامل مع ملف الطاقة في مقدمتها ضرورة اقامة شراكة قوية مع الدول المنتجة والمصدرة للطاقة بهدف تحسين القدرة الانتاجية والتصديرية لهذه الدول وتحديث البنية الاساسية لقطاع نقل مصادر الطاقة بما في ذلك مد مجموعة جديدة من خطوط انابيب الغاز التي تربط بين مناطق الانتاج واسواق الاستهلاك في الاتحاد الاوروبي. كما يطالب التقرير ببذل جهود اوروبية من اجل تحسين المناخ الاستثماري في الدول المنتجة للطاقة. كما طالب التقرير الاتحاد الاوروبي بتنويع مصادر امدادات الطاقة حتي لا يصبح رهينة مصدر واحد وبخاصة فيما يتعلق بالغاز الطبيعي الذي تشكل روسيا المصدر الرئيسي له الي اغلب دول اوروبا الامر الذي يثير قلق دوائر اوروبية عديدة. وقد قفزت قضية امن مصادر الطاقة الاوروبية والدور الرئيسي الذي تلعبه روسيا في مجال واردات الطاقة الاوروبية الي صدارة اولويات الاتحاد الاوروبي عندما اضطربت امدادات الغاز القادمة من روسيا الي اوروبا في الشتاء الماضي بسبب النزاع بين روسيا واوكرانيا علي سعر بيع الغاز الروسي للاوكرانيين.