هل قامت البنوك بتنفيذ مبادرتها التي تبناها اتحاد البنوك واعتمدها البنك المركزي لمساندة المشروعات السياحية في سيناء التي تضررت من العمليات الإرهابية التي شهدتها مؤخرا؟ طرحت "الاسبوعي" ذلك السؤال علي مستثمري السياحة الذين اختلفت آراؤهم، وفي الوقت الذي أكد بعضهم ان مبادرات البنوك التي تم اعلانها منذ تفجيرات شرم الشيخ وحتي تفجيرات دهب مازالت حبرا علي ورق وأكدوا ان المساندة يجب أن تكون لجميع المستثمرين المضارين بغض النظر عن المكان، في حين أكد آخرون التزام البنوك من القطاع العام بهذه المبادرة في حين لم يتم بعد التفعيل من جانب بنوك القطاع الخاص واتفقوا علي ضرورة اتخاذ قرارات أخري اكثر جرأة. أما علي الجانب الآخر فقد اكدت البنوك انه تم بالفعل تنفيذ هذه المبادرة واجابوا علي التساؤلات التي طرحها المستثمرون في ذلك الصدد. بداية فقد بادرت بنوك القطاع العام فور وقوع التفجيرات الإرهابية بمنح مستثمري دهب المتعثرين مزايا عديدة منها تأجيل سداد أقساط المديونيات المستحقة عليهم لمدة عام بالإضافة إلي خفض أسعار الفائدة عليها لتصل الي 10% بل وارجاء الاجراءات القانونية المتخذة ضد المتوقفين عن سداد المستحقات وتلك المبادرة وافق عليها البنك المركزي لصالح المتعثرين وتبع ذلك اجتماع آخر لاتحاد البنوك أكد التزام بنوك القطاع الخاص بهذه المبادرة. وبمناقشة الموقف من تنفيذ هذه المبادرة المصرفية يؤكد هشام علي رئيس جمعية مستثمري جنوبسيناء للتنمية السياحية ان التيسيرات التي تمنحها البنوك لاصحاب المشروعات السياحية عقب الاحداث الارهابية الأخيرة يجب ألا تقتصر علي مستثمري دهب وأصحاب المحلات المضارة خصوصا أن هذا ليس هو حجم الكارثة كما أن هذه الأحداث لم تؤثر فقط علي دهب وإنما تأثرت بها معظم المناطق السياحية وخصوصا جنوبسيناء من طابا إلي شرم الشيخ بدليل الانخفاض الحاد في الاشغالات الفندقية خلال الفترة الحالية. ويوضح ان تجربة مبادرة البنوك بعد احداث شرم الشيخ لم تنجح بالشكل المطلوب حيث لم تقم البنوك بتعميم المبادرة وانما قامت بالعمل مع كل عميل بمفرده ودراسة حالته علي حدة ولذا فإنه من الصعب الوصول لحل يرضي جميع الأطراف في الوقت الحالي. واقترح هشام علي اقتراحا لانجاح هذه المبادرات بأن يوضح المستثمر او صاحب المشروع للبنك قيمة ما يحققه خلال العام بمستندات وميزانيات معتمدة علي أن يقوم البنك بتحصيل النسبة المقررة له من هذه القيمة طبقا للميزانية السنوية ويوضح هشام علي اننا طالبنا بإشراك بنوك القطاع الخاص في هذه المبادرة لكنها للأسف الشديد لم تستجب وتطالب بحقوقها في الموعد المحدد لها رغم علمها بحالة المستثمرين السياحيين في دهب. رأي آخر ويوضح المهندس ماجد الجمل رئيس جمعية مستثمري طابا للتنمية السياحية ان البنوك استجابت لمعظم مطالبنا ووافقت علي تمويل بعض المشروعات السياحية خصوصا ان طابا من أكثر المناطق السياحية المصرية تعرضا للأزمات منذ أحداث الانتفاضة وحرب العراق والأحداث الارهابية الأخيرة. كما استجابت البنوك لمطالبنا أيضا بعد حادث شرم الشيخ ووافقت علي إعادة جدولة ديون المستثمرين للبنوك وتخفيض الفائدة التي تتحملها المنشآت السياحية. ويشير د.عاطف عبد اللطيف عضو غرفة شركات السياحة وأحد المستثمرين بجنوبسيناء إلي أن الغالبية العظمي من البنوك التزمت بمبادرة شرم الشيخ إلا أن البنوك الخاصة لم تلتزم ولم يتم تنفيذ مبادرتها حتي الآن مؤكدا ان الاستثمار السياحي استثمار راق ويجب التعامل معه بأسلوب أفضل خصوصا انه لم تسجل أية حالة هروب واحدة من أي مستثمر سياحي. ويطالب بضرورة وجود إدارة خاصة داخل البنوك تتبع الاستثمار السياحي لدراسة المشروعات السياحية بالتعاون مع هيئة الاستثمار لتوضيح مدي احتياجنا لأي مشروع جديد من عدمه خصوصا ان البنك ليس لديه وقت كاف لدراسة المشروع دراسة جيدة كما يطالب د.عبد اللطيف بتخفيض الفائدة علي القروض الخاصة بالمشروعات السياحية خاصة ان ارتفاع نسبة الفائدة إلي 17% تهدم المشروع وتكثر نسب التغير موضحا ان الاستثمار السياحي طويل الأجل ويوفر وظائف كثيرة ولذا فإنه لابد من اعادة النظر بأقصي سرعة في الفوائد المفروضة علي القطاع السياحي. كما يؤكد محمد بدر عضو غرفة الفنادق بجنوبسيناء والعضو المنتدب لاحدي الشركات المالكة للفنادق بجنوبسيناء أهمية إنشاء صندوق إعادة هيكلة المشروعات السياحية المتعثرة والذي سيشارك في تمويله البنك الأهلي وبنوك كبيرة أخري وجهات تابعة لوزارة السياحة، وقال إنه سيكون بادرة أمل لأصحاب المشروعات المتعثرة خصوصا ان هذا الصندوق هو الأول من نوعه في السوق.