[email protected] تحدثنا أمس عن ضرورة وجود ما يمكن أن نطلق عليه إستراتيجية وطنية لدعم صناعة الالكترونيات وإنتاج مكونات الكمبيوتر باعتبارها صناعة إستراتيجية لا غني عنها في المستقبل المنظور والبعيد حيث أصبحت صناعة الالكترونيات جزءاً أساسيا لتطوير أي صناعة ومكون رئيسي في جميع الصناعات الحالية. وفي الحقيقة لا نريد أن يعتقد البعض أن أسعار أجهزة الكمبيوتر من خلال مبادرة "حاسب لكل بيت" هي المقياس الذي يجب الاعتماد عليه عن القيام بمحاولة تقييم عملية توطين وتصدير أجهزة الكمبيوتر إلي الخارج إذ أن النموذج وإجراءات التقسيط ومتطلبات المشاركين في المبادرة هي التي تؤدي إلي رفع سعر الكمبيوتر إلي ما يتراوح بين 5 و 6 ألاف جنيه إلا أن الحقيقة أن المستخدم المحلي الذي يريد أن يشتري جهاز كمبيوتر "ولديه قدرة مالية" يمكنه شراء أو تجميع جهاز كمبيوتر مزود بأحدث التقنيات بأسعار تتراوح بين 2.8 - 3.2 ألف جنيه من اي مركز تجاري متخصص في مجال بيع مكونات الكمبيوتر. ونتصور أن الأسعار المحلية لجهاز الكمبيوتر يمكن أن تكون واحدة من أقل الأسعار علي مستوي منطقة الشرق الأوسط خاصة إذا ما نجحت حكومة د/ نظيف في إلغاء ضريبة المبيعات علي الكمبيوتر حيث ستولد فرصا "تجارية في المقام الأول" لجذب الكثير من الشركات العالمية والإقليمية العاملة في مجال تصنيع مكونات الكمبيوتر للعمل في مصر والاستفادة من كبر حجم السوق الذي سينمو بشكل متزايد لاسيما إذا نجحت وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في تخفيض اجمالي تكلفة جهاز الكمبيوتر المبيع في مبادرة "حاسب لكل بيت" والتي أصبحت "بدون قصد" النموذج الذي يتخذ ضد مصلحة المستخدم النهائي للحصول علي اي تخفيضات سعرية من اي شركة لبيع أجهزة الكمبيوتر! لا نريد القول بأننا يمكننا الدخول في مجال تصدير الكمبيوتر اعتماداً علي نظام شدوا حيلكم يا رجالة وإنما نريد أن يكون مبنيا علي دارسة حقيقية لتقيم احتياجات الأسواق التي نستهدفها فالبعض يقول هناك دول أوروبا الشرقية والتي تركز علي السعر في المقام الأول والبعض الأخر يري أن أسواق أوروبا الغربية أفضل لتوافر القدرة المالية والوعي للمستخدم النهائي علي حين يري البعض أن السوق الإفريقية هي السوق الأكثر فرصا بالنسبة لنا وبصرف النظر عن السوق إلا أن دراسة كيفية التواجد الدائم به هي الأهم فنحن لا نتحدث عن إنهاء صفقه واحدة وانتهي الأمر وإنما يتعلق الأمر بضرورة وجود شركاء محليين بتلك الأسواق الخارجية لتقديم جميع خدمات ما بعد البيع الصيانة - الدعم الفني - قطع الغيار. في النهاية نتساءل ما مدي إمكانية أن يكون هناك نوع من التنسيق بين الشركات المحلية العاملة في مجال تقديم الحلول والتطبيقات التكنولوجيا وخدمات المعلومات "دعم فني - كول سنتر - استشارات تقنية - تدريب" للمؤسسات وشركات تجميع الكمبيوتر "بمختلف أنواعه" ليكون هناك حزمة مصرية متكاملة يمكن الخروج بها إلي الأسواق العالمية لتلبية احتياجات مؤسسات الأعمال المختلفة علي أن تكون البداية بالتركيز علي المؤسسات الصغيرة في السوق الأوروبي لاسيما إذا كانت إستراتيجية وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تستهدف أن يكون قطاع تكنولوجيا المعلومات المحلية بمثابة السوق الخلفي لتلبية احتياجات سوق تكنولوجيا المعلومات الاوروبي .