ذكرت صحيفة هيرالد تربيون أن البنوك العالمية تحاول جاهدة للتوسع في السوق الروسي حيث الانتعاش الاقتصادي وارتفاع أسعار البترول لأرقام قياسية وذلك بتقديم قروض لشركات البترول والغاز. والتقي رئيس باركليز كابيتال رئيس شركة روزنيفت "بوجدافيشكوف" حيث قدم الذراع الاستثماري لبنك باركليز البريطاني قرضا بقيمة 9.5 مليار دولار لشركة البترول الحكومية. وتقول الصحفية إن كلا من مجموعة سيتي جروب المصرفية العملاقة "ايه بي ان امرو" الهولندي يحاولان التواجد في السوق الروسي وذلك بتخفيض العملات وأتعاب الخدمات المصرفية وأسعار الفائدة لجذب العملاء الجدد بعدما عجزت الحكومة الروسية عن سداد 40 مليار دولار من الدين المحلي منذ 7 سنوات. وقال "روولوف" رئيس باركليز الاستثماري ان البنوك التي تتوسع في دول أوروبا الشرقية يجب أن تتوقع خسائر في القروض وصعوبات ومشكلات بقدر يفوق التوقعات الحالية. يذكر أن الارتفاع القياسي لأسعار البترول عمل علي حدوث نمو اقتصادي في روسيا للعام السابع علي التوالي والتي تعد ثاني أكبر منتج للبترول في العالم بعد المملكة العربية السعودية لزيادة الطلب علي التمويل للتوسع. وتمكنت الشركات الروسية من الحصول علي 61 مليار دولار علي هيئة قروض دولية وسندات وأسهم خلال العام الماضي. وتبلغ حصة "باركليز كابيتال" البريطاني 8.3% من حصة السوق الروسي البالغ 55 مليار دولار مقارنة ب 24% حصة ايه بي ان امرو الهولندي. وتمكن البنك الهولندي الذي يوجد مقره في امستردام من ترتيب قرض بقيمة 108.8 مليار دولار لصالح شركة "روزنيفت" للبترول العملاقة وفي الاطار ذاته احتل سيتي جروب المركز الأول في صفقات منح القروض للسوق الروسية ،2004 ويقوم ببناء شبكة من الفروع، وضاعف عدد قوة العمل حتي وصلت 2.000 في عام 2004. وفي السياق ذاته، سارع مورجان ستانلي والذي يتخذ من نيويورك مقرا له، بزيادة عدد موظفيه ثلاثة مرات في روسيا، والبالغ عددهم مالا يقل عن 50 مصرفيا في اقل من عامين. وبالاضافة الي منح القروض، تقوم البنوك الاجنبية الوافدة، بترتيب بيع الاسهم وعمليات الاندماج، فطبقا لبيانات بلوميرج، فقد دفعت الشركات الروسية ما يقرب من 143 مليون دولار عمولات واعقاب لخمسة بنوك عام 2005. وعلي الرغم من تسابق البنوك الاحنبية، الوافدة الي السوق الروسي، يحذر المحللون في وكالة ستاندرد اند بورز، من خطورة اندفاع البنك في تقديم القروض للشركات الروسية، وذلك لارتفاع درجة الخاطر بالسوق الروسي، حيث ضعف النظام القضائي بالبلاد، وتفشي الفساد والتدخل الحكومي. وتقول الصحيفة ان صراع السلطة من الآن وحتي الانتخابات الرئاسية في عام 2008 القي بظلاله علي جهود الاصلاح. وتشير الصحيفة إلي محاولة كل من سيتي جروب وسوسيته جنرال دويتش بنك بالاضافة إلي اثني عشر بنكا آخري في استرداد 475 مليون دولار من اجمالي مليار دولار قيمة القرض الذي منحوه لشركة يوكوس للبترول عام 2003 والتي اعتقلت السلطات الروسية رئيسها التنفيذي ميخائيل خودوكوفسكي، وحكمت عليه بالسجن لمدة عشر سنوات بتهمة التهرب الضريبي والاحتيال، وقال محللون ان الحكم علي خودوكوفسكي جاء لأسباب سياسية حيث يعتقد بوقوفه وراء نواب أحزاب المعارضة في الكرملين لمعارضة بوتين.