شهد بطولة كأس العالم (المونديال رقم 18) المقامة حاليا في ألمانيا يا مهرجانا عالميا، ليس كرويا فقط ولكنه مهرجان للبيزنس وهذا ما تقوله الصورة هنا في المانيا، فمعظم شركات السياحة العالمية تعمل ليل نهار وما يقرب من 3 آلاف شركة تنظم رحلات للمشجعين وتشرف علي حجز الفنادق، كما ان معظم شركات الطيران العالمية في حالة تعبئة تامة بل ان كثيرا منها زاد من خطوط الطيران بصفة مؤقتة في فترة المونديال كذلك بدأت شركات الطيران في اعطاء هدايا للمشجعين واوراق عن الملاعب وجداول المباريات. وبسبب التدفق الهائل من جانب السياح والمشجعين علي المانيا، طلبنا من الاتحاد الاوروبي وقف العمل باتفاقية (الشنجن) مؤقتا بسبب الهجوم الغزير من اصحاب هذه التأشيرة لدخول المانيا وهي التأشيرة التي تسمح بدخول جميع دول الاتحاد الاوروبي. الغريب ان الشوارع امتلأت بالمطاعم المؤقتة والكازينوهات حيث يعمل بها من حصلوا علي اجازات من وظائفهم الاصلية للتفرغ لمهرجان المونديال والاستفادة بمشروعات "بيزنس المونديال" بعضهم يقول انه يعمل في مطعم حاليا وسيعود لممارسة مهنة الهندسة او المحاماة بعد انتهاء العرس الكروي. ولأن الشعب الالماني صارم جدا، صدرت الاوامر والتعليمات من وزير الداخلية للموظفين ورجال الامن بمعاملة الناس برقة والتخلي قليلا عن الصرامة حتي شركات الامن الخاصة وفرت الحراس الشخصيين (Body guard) بأسعار مميزة تنوع من بيزنس المونديال. ربما يكون الرابح الاكبر هو الجهاز المصرفي، فالبنوك وشركات الصرافة وماكينات الصرف الآلي (ATM) تعمل لمدة 24 ساعة من اجل خدمة المونديال. ابسط الامور هي قيام عدد من المواطنين العاديين بعمل نماذج للكأس "كأس بول رينيه" أو كأس العالم لتوزيعها علي المشجعين والسياح ولعلك تتعجب كيف جاءت كل فرق العالم للمشاركة في البطولة والفوز بهذه الكأس وهي موجودة في الشوارع والمحال. ويتوقع ان تزداد نسبة أرباح شركات السياحة بنحو 70% خلال فترة المونديال كما ان شركات الطيران ستجني أرباحا تقدر بنحو 2 مليار دولار وبينما تحصل الفرق المشاركة علي ملايين الدولارات تسعي الحكومة الالمانية لتحسين اقتصادها والخروج من حالة العجز في الموازنة حيث يطالبها الاتحاد الاوروبي بالقضاء علي العجز. ويشير الخبراء الي ان تكلفة التجهيز للمونديال وانشاء الاستادات والمنشآت الرياضية قد تقلل فرصة المانيا في الاستفادة الاقتصادية من المونديال. فالشركات تربح مثل الشركات الاعلانية وشركات الدعاية لكن الحكومة تخسر ولا تربح سوي تحسين صورتها في العالم والتقارب السياسي مع الشعوب، خاصة بعد منح الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد تأشيرة الدخول لتشجيع الفريق الايراني.. بعيدا عن مشاحنات السياسة والنزاعات الدولية. ويحذر عدد كبير من المحللين الاقتصاديين بأن المونديال لن يحل ازمة العجز في الاقتصاد الالماني وان معدلات البطالة ستعود لمعدلاتها المرتفعة بعد المونديال في حين سيزداد حجم الاستثمارات الاجنبية اذا مرت احداث البطولة بسلام.