الاستقرار الذي شهدته أسعار الأسهم في البورصة خلال الاسبوعين الماضيين، كان مؤشراً جيداً في مرحلة بناء الثقة، فالأسبوع قبل الماضي كسب المؤشر أكثر من 4% والاسبوع الماضي هبط 2% فقط. وبشكل عام هناك تذبذب عال في الأسعار، ولكنه ليس حاداً بمعني أن مستويات الصعود والهبوط تتراوح ما بين 1 و2% خلال جلسة التداول الواحدة، والمؤشر يتحرك بين مستويات دعم ما بين 5100 إلي 5200 نقطة ومستويات تعاون عند 5500 نقطة. والسؤال الذي يفرض نفسه متي يعود السوق للصعود؟ ونقصد بالصعود موجة ارتفاع جديدة أو اتجاه يتكون خلال فترة تزيد علي أسبوعين أو ثلاثة وليس صعوداً لجلسة أو جلستين يعقبه انخفاض لجني الارباح. من الواضح أن هناك عقبتين تقفان في طريق انطلاق البورصة مجدداً لمستويات سعرية أفضل، العقبة الأولي هي نقص السيولة والذي نتج عن خروج جانب من الاستثمارات الأجنبية والعربية من السوق خلال الشهور الأربعة الماضية بدون دخول أموال بديلة من مستثمرين محليين، وهو ما أثر سلباً علي الطلب بينما ارتفع العرض مع قيد زيادات رأسمال العديد من الشركات مثل المجموعة المالية هيرمس والبنك الاهلي سوسيتيه جنرال وأوراسكوم للفنادق والتنمية وأوراسكوم للانشاء والصناعة، وينتظر قريباً قيد أسهم زيادة رأس العربية لحليج الاقطان إذن حدثت زيادة في العرض نتيجة قيد وتداول زيادات رأس المال وكذلك عمليات البيع، بينما انخفض الطلب نتيجة خروج أموال عربية وأجنبية من السوق. في المقابل، فإن مرحلة بناء الثقة في السوق طالت وقد تستمر لفترة، لأن المستثمرين الأفراد مازالوا في حاجة لمن يقود السوق، فهم لا يخلقون حركة قيادة للسوق، ولكن يتحركون خلف الاتجاهات التي توجدها المؤسسات أو الاستثمارات الأجنبية. وبالتالي يمتلك المستثمرون الافراد فوائض مالية، وحصيلة بيع جانب من أوراقهم بالخسارة خلال الفترة الماضية، ولكنهم لا يملكون الثقة الكافية لدخول السوق أو المغامرة من جديد، إنهم في انتظار القائد الذي يساهم في ايجاد اتجاه شرائي أو صعود للمضي خلفه. وبالتالي فهناك مشكلتان مرتبطتان هما نقص السيولة وتراجع مؤشرات الثقة، فما الحل؟ كما أكدنا عشرات المرات ان أسعار ااسهم أصبحت في مستويات جيدة للشراء سواء بالنسبة الأسهم النمو القوية رغم مضاعفاتها المرتفعة، إلا أنها استثمار طويل الأجل واعد وسيحقق ارباحاً جيدة، وهناك العديد من الشركات التي توزع كوبونات مرتفعة، وتحقق زيادات مطردة في أرباحها، إذن السوق جيد... ولكن الأسعار لم ولن تتحرك إلا بدخول قوي شرائية.. فمن يملك الجرأة والمبادرة واستغلال الفرصة السانحة الآن؟ فالأجانب قد ينتظرون قليلاً ولا نعرف متي يعودون للسوق بشكل قوي، وبالتالي فالأمل الأكبر يقتصر علي المؤسسات المصرية، وهي البريد والبنوك وشركات التأمين، ودخولها كما أكدنا عشرات المرات ليس بهدف دعم السوق، ولكن لاقتناص فرص جيدة ستحقق أرباحاً واعدة في المديين المتوسط والطويل.. فمن يأخذ المبادرة؟! ELNAGAR 400 @YAHOO.COM