صانع السوق "الغائب الحاضر" تكررت الدعوات بضرورة ظهوره علي سطح السوق في ظل الارتفاعات والانخفاضات غير المبررة التي يشهدها السوق من وقت لآخر وتدفعه إلي المزيد من التراجع أو الصعود دون قواعد منطقية بعيداً عن نتائج الأعمال أو أحداث الشركات التي يجب أن يعود إليها الفضل في تحريك الأسهم صعوداً وهبوطاً. دعا خبراء السوق إلي تدخل المؤسسات المالية ذات الملاءة العالية للقيام بدور صانع السوق لسهم أو أكثر أو قطاع بعينه بما يحول دون تذبذب اسعاره دون مبرر معلن. اكدوا أن صانع السوق من شأنه احداث حالة من التوازن للسهم بالتدخل بالشراء عند تراجعه دون معايير موضوعية كذلك بالبيع عند تجاوزه سقف الصعود المنطقي للسهم وهو ما يمكن أن يدفع من المتعاملين علي السهم إلي اتخاذ القرار السليم بالبيع أو الشراء. دعوا هيئة سوق المال إلي وضع اطار تشريعي تنظيمي لدور صانع السوق خاصة أن الفترة الحالية التي يشهدها السوق المصري تتطلب وبسرعة التعجيل بايجاد ذلك الدور الذي يتولاه صانع السوق. ضرورة للسوق اشار خليفة محمود العضو المنتدب لشركة الجذور لتداول الأوراق المالية ان هناك حاجة ماسة وضرورية بالفعل ل "صانع السوق" خاصة في هذه الفترة التي يمر بها السوق من هبوط ملحوظ من أكثر من شهرين. أكد أن الأصوات تعالت بشدة خلال الفترة القليلة الماضية بوجود "صانع السوق" لأن ذلك من شأنه تعزيز قوة وتدعيم السوق بالاضافة الي احداث نوع من التوازن والاستقرار ينعم بها السوق. اضاف ان "صانع السوق" لم يكن لتحقيق الربح بل هدفه بالمقام الأول توفير الاستقرار للسوق مؤكدا أن هذا الهدف لابد من تدعيمه لدي المؤسسات التي ستقوم بهذا الدور وهو "صانع السوق" . أوضح أن ذلك سيكون له تأثير ايجابي واضح علي السوق والبورصة معللا بذلك الدور القوي الذي سيقوم به صانع السوق لأن أهم ما يميزه انتقاء الأسهم المعنية والقيام بدراستها جيدا والدخول للشراء عند سعر معين إلي جانب انه سيقضي علي انحرافات الاسعار التي يتعرض لها سوق الأوراق المالية بين الحين والآخر. اضاف ان مهمة "صانع السوق" تتمثل في القيام بدور محوري وهام ذي تأثير في البورصة ولابد من الاسراع في ذلك خاصة في ذلك الحجم الكبير للتداول اليومي. أكد أن هناك شروطاً لابد من توافرها لدي المؤسسات التي تقوم بهذا الدور اهمها ان تتمتع بملاءة مالية ضخمة تساعدها في القيام بشراء الاسهم لكن الأهم ان يكون لها اطار قانوني يتم وضعه يحدد فيه رأس المال لهذه المؤسسات وطريقة اخضاعها للرقابة والتفتيش الدوري إلي جانب ان تكون لديها كوادر التنمية المتخصصة لدراسة طبيعة الأسهم. دعا إلي الاسراع في انشاء ذلك لان من شأنه القضاء علي الاضطرابات التي قد يتعرض لها السوق.. مشيرا إلي أنه في حاجة ماسة إلي هذا الدور وبقوة. مؤسسات مالية أكد الدكتور حمدي مهران رئيس مجلس ادارة شركة الخليجية لتداول الأوراق المالية وعضو مجلس ادارة البورصة ان السوق في حاجة ماسة إلي مؤسسة مالية كبيرة تقوم بدور صانع السوق بمعني ان صانع السوق في ظل الانخفاضات المتتالية للسوق يتدخل كمشتري لمساندة السوق في الاسهم الجيدة وسيكون له مردود ايجابي خاصة في حالات الهبوط غير المبرر التي يتعرض لها السوق. اضاف في حالة ما تجمع البورصة وترتفع بصورة غير مبررة للاسعار تتدخل ايضا هذه المؤسسات في مثل هذه الحالات للعمل علي توازن العرض من الأسهم التي يغالي في الطلب عليها. اضاف انه لابد من توافر عدة عوامل لدي هذه المؤسسات المالية التي من الممكن ان تقوم بدور "صانع السوق" بتوافر تمويل ضخم يمكنها من القيام بذلك موضحا انه في حالات الانخفاض التي يمر بها اسوق تتدخل هذه المؤسسات لشراء الاسهم الاحتفاظ بها لحين طرحها في السوق لعمل توازن واستقرار.. بأسلوب فعال وفقا لقوي الطلب والعرض ويكون مجاز من هيئة سوق المال والهيئات الرقابية والعديد من البورصات العالمية بها عدد كبير من هذه المؤسسات المالية الكبيرة والتي تؤدي دور صانع السوق. أكد أن الفرصة متاحة أمام العديد من المؤسسات المالية خاصة التي لديها فوائض مالية كبيرة للقيام بمثل هذا الدور مثل مؤسسة التأمينات الاجتماعية وشركات التأمين وبعض البنوك. اضاف ان الربح مبدأ متعارف عليه وهو حق للجميع لكن الهدف الأساسي احداث توازن في السوق، مشيرا إلي أن صانع السوق سيقوم بدور كبير في تدعيم حركة البورصة واتجاه الاسعار في حالات الخلل بالسوق نتيجة لزيادات العرض والطلب والعكس صحيح بما يحدث من تذبذبات السوق.