مؤتمر "دافوس" في شرم الشيخ فرصة طيبة لدول الشرق الاوسط وكذلك فرصة لمصر بالتحديد كي تعرض علي المجتمع الدولي من خلال المؤتمر افاق الاستثمار بها وفرصه ومناخ الاستثمار وامكانياته .. فنحن في مصر في حاجة ماسة الي الاستثمارات الاجنبية ولدي الحكومة خطة طموح لرفع مستوي المعيشة وتحقيق معدلات نمو مرتفعة وامامها مشكلات اجتماعية وسياسية للاسف لايمكن حلها للا بتحسن الظروف الاقتصادية وهكذا نصبح في حلقة مفرغة لان تحسن الظروف الاقتصادية مرهون بتحسن الظروف السياسية وهكذا. رئيس الوزراء د. أحمد نظيف يعرض علي المنتدي برامج الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي والعمل علي تحسين مناخ الاستثمار وتوفيرفرص عمل للشباب والارتقاء بالخدمات التي تقدم للمواطنين ومواصلة رعاية الفئات محدودة الدخل وتقديم خدمة متطورة من برامج التعليم والتأمين الصحي والضمان الاجتماعي. ويعرض د.نظيف خطط الحكومة لدفع عجلة التنمية والنمو الاقتصادي ليتجاوز 6% ومضاعفة حجم الصادرات وزيادة عدد السائحين الي السوق المصرية خلال السنوات المقبلة ليصل الي 16 مليون سائح واستصلاح نحو مليون و600 الف فدان بهدف زيادة الرقعة الزراعية وتحقيق الامن الغذائي والتوسع في اقتصاد الخدمات ومساندة القطاع الخاص وتشجيعه علي الاستثمار وتحرير الاقتصاد. وهذا الكلام طيب للغاية بل هو في الحقيقة مثالي ويمثل خلاصة ما انتهت اليه الدراسات الاقتصادية التي تضع برامج اذا تحققت فانها تؤدي الي تقدم ملموس واصلاح حقيقي ورخاء يعم علي البلاد والعباد. وهناك فرق بين العناوين التي نقرأها في الابحاث والدراسات والكتب عن النموذج الامثل لتحقيق طفرة اقتصادية في بلد ما وبين قدرة اي بلد علي تحقيق هذا النموذج وتفعيله وايجاد الوسائل اللازمة لتحويله الي واقع عملي. كل الافكار الجميلة والجيدة التي تعرضها الحكومة في بياناتها وبرامجها تحتاج الي اموال وهذه الاموال ليس متوافرة ولن تستطيع الحكومة بمفردها ان توفرها الا اذا هبطت ثروة من السماء ونحن في عصر لا يشهدها المعجزات. والنتيجة ان الكلام يظل كلاما مادام المجتمع الدولي الذي يملك المال غير مقتنع بأن مصر وفرت مناخ استثمار جيداً. محمود التهامي