تركز التعاملات في عدد محدود من الاسهم مشكلة اساسية تواجه البورصة المصرية رغم التنوع الكبير في الأوراق المالية المقيدة.. ففي بعض الاحيان يصل حجم التعامل علي ورقة مالية واحدة الي نحو 25% من اجمالي حجم التداول.. والحل الامثل لمعالجة هذه المشكلة هو مزيد من العمق للسوق عن طريق طرح اوراق مالية جديدة تجتذب الجمهور. ورغم ان طرح مزيد من الاوراق المالية الجديدة والجيدة عن طريق البورصة كان هدفا رئيسيا لبرنامج ادارة الاصول الا انه منذ بداية العام الحالي لم يدخل السوق اوراق جديدة عن طريق برنامج ادارة الاصول باستثناء طرح 17% من مصر للالومنيوم وفشل الطرح نتيجة انخفاض السوق بقوة في فبراير وتراجع سعر السهم في السوق مقارنة بسعر الطرح. ويري العاملون في السوق ان برنامج الخصخصة اصيب بصدمة بعد المعارضات والاتهامات التي شهدتها صفقة عمر افندي مشيرين الي ان هذه الصفقة اثرت علي البرنامج ككل خاصة ما يتعلق بالبورصة خاصة ان فشل طرح اسهم مصر للالومنيوم لا يمكن ان يكون سببا في التردد في طرح مزيد من الاوراق الجديدة بالبورصة. اوضح خالد الطيب رئيس قسم البحوث والتسويق بشركة بايونيرز للاوراق المالية ان الطروحات الجديدة التي تمت في البورصة في النصف الثاني من عام 2005 ساهمت بشكل ملحوظ في حدوث تطور كبير في البورصة المصرية واحجام التعاملات بها خاصة ان بعض هذه الطروحات كانت في قطاع جديد وهو البترول بطرح اسهم سيدي كرير واموك وكذلك طرح المصرية للاتصالات. واشار إلي ان هذه الطروحات ادت الي ارتفاع متوسط حجم التعامل اليومي الي نحو المليار بالاضافة الي الارتفاع الكبير في رأس المال السوقي وكذلك اتاحة المزيد من الاوراق المالية الجيدة امام المستثمر في البورصة المصرية بما يؤدي الي تحقق مبدأ التنوع. واوضح ان البورصة المصرية رغم هذه الطروحات مازالت تعاني من تركيز المستثمرين علي عدد محدود من الاسهم مما يعني مخاطرة اعلي مشيرا الي ضرورة استئناف برنامج الخصخصة بقوة خاصة الجزء المتعلق بالبورصة فهناك عدد من الاسهم تم الاعلان عنها والسوق في انتظارها مثل سيد للادوية وميدور. واكد حسام ابو شملة رئيس ادارة التحليل المالي بشركة داينامك للاوراق المالية ان السوق المصرية تحقق اداء متميزا بين الأسواق العربية الأخري انعكاسا للاداء الاقتصادي الجيد والذي دفع الاستثمارات الاجنبية للارتفاع خلال الفترة الاخيرة.. مشيرا الي ان السوق تشهد عمليات تطوير مستمرة ولكنها في حاجة ايضا الي بضاعة جديدة بشكل مستمر تقلل من عمليات التركيز علي عدد محدود من الأسهم. واشار الي ان السوق يترقب بضاعة جديدة تم الاعلان عنها بالفعل مثل ميدور وسيد للادوية وكذلك اعادة طرح نسبة 17% من اسهم مصر للالومنيوم.. مؤكدا ان فشل طرح مصر للالومنيوم كان بسبب ظروف السوق المصري والاسواق المحيطة لان جزءا من الترويج كان يستهدف هذه الاسواق ولكن لا يجب ان يؤدي ذلك الي تباطؤ برنامج الخصخصة عن طريق البورصة. واوضح ان اعلان وزارة الاستثمار عن استخدام قواعد الزام جهة الترويج بتغطية الاكتتاب ستساهم في مزيد من التنشيط للبرنامج ونجاحه مشيرا الي ان السوق يترقب حاليا الاسهم التي تم الإعلان عنها فعليا خاصة وانه خلال الاشهر الاربعة الاولي من العام الحالي لم تدخل اي ورقة جديدة السوق حتي الآن. يذكر ان حصيلة برنامج ادارة الاصول والاستثمارات العامة المملوكة للدولة بلغت نحو 13 مليار جنيه في النصف الأول من العام المالي 2005/2006 وتمثل 16% فقط من صافي الاستثمارات الأجنبية خلال هذه الفترة. وقد وصل عدد الشركات المطروحة للبيع في نهاية عام 2005 الي 160 شركة وبعمالة تصل الي اقل من 400 الف حاليا مقابل 30 شركة تم طرحها حتي نهاية 30 يونيو 2004 يبلغ عدد العمالة فيها 410 آلاف عامل.