أخشي ما أخشاه أن تختزل حادثة إعتداء معتوه أو متطرف أو مغرر به علي ثلاث كنائس بالاسكندرية يوم الجمعة الماضية إلي مجرد عمل إرهابي، ويكون ذريعة تستغلها الحكومة كي تستمر حالة الطواريء وتمديد قانون الطوارئ إلي عام ونصف العام أو عامين حتي يصدر قانون مكافحة الإرهاب، والذي قد يكون استنساخاً لقانون الطوارئ، وقد يحتوي علي مواد أشد قسوة منه وتقييد الحريات العامة "بنيولوك" جديد اسمه قانون مكافحة الإرهاب. فمن الخطأ إننا تركنا بعض المشاكل المعلقة للأقباط إلي الأجهزة الأمنية كي تتعامل معها بمنظور.. "تجميد الأوضاع للمحافظة علي الاستقرار ووأد الفتنة "الطائفية" في مهدها" دون أن نكمل المعالجة الأمنية بجوانب أخري سياسية وتعليمية واجتماعية، واكتفينا بتصديق مقولة مكررة مفادها أن العلاقة بين الأقباط والمسلمين في جانبها الرسمي "سمن علي عسل"، وهناك عبارات ود ومجاملة بين البابا وشيخ الأزهر تتردد كالأكليشهات في المناسبات تؤكد علي سلامة الوحدة الوطنية ومتانة العلاقة بين عنصري الأمة، وتزداد تلك العبارات سخونة تصل إلي حد القول إنه لا يوجد في الأساس مسلم ومسيحي في مصر بل هناك مصريون وتتردد تلك الأقاويل دائما علي الموائد الرمضانية العامرة وسرعان ما تنسي تلك العبارات وتذوب حرارة اللقاءات بعد أن تختفي فلاشات الكاميرات وتغلق عدسات المصورين ويهضم طعام مآدب الوحدة الوطنية، وتظهر المشاكل الحقيقية، و"تطفح" علي السطح عند أول احتكاك بثور الخلافات المزمنة، ويسمع صراخ الأقباط وشكواهم بالاضطهاد ليس في أنحاء مصر فقط بل في أمريكا وكندا، حيث المنظمات النشطة لأقباط المهجر. والمشكلة ببساطة ان الاقباط لهم مطالب يعرفها الكثيرون ولاسيما في المساواة في تولي الوظائف العامة والمشاركة السياسية وحرية بناء الكنائس ولهم الحق أحيانا في ذلك. وهم في سبيل ذلك يعتبرون ان الحكومة تتجاهل مطالبهم العادلة وتعطي لهم حصة أقل في "إدارة الدولة". ومن أجل الضغط لتحقيق أكبر قدر من المكاسب يستقوي بعض الأقباط بالغرب خاصة أمريكا، والتي تجد ذلك فرصة للضغط علي الحكومة تحت شعار الحرية خاصة الحرية الدينية والمساواة كما أن البعض من الاقباط دائما ما يأخذ موقفا معاديا لجماعات الإسلام السياسي ويتهمونهم دائما بالإرهاب بل اقلقهم وازعجهم بشدة فوز الإخوان بعدد كبير من مقاعد البرلمان حتي أن منهم مفكرا قبطيا كبيرا أكد انه سيهاجر لو وصل الاخوان للحكم! الحكومة من جانبها تجد أن الإسلام هو دين الأغلبية وأن ما يحصل عليه الاقباط من وظائف هو انعكاس لوزنهم النسبي في المجتمع، لإن أمريكا بل وبريطانيا لن تسمح للمسلمين أو أية أقلية أخري أن تتخطي السقف المحدد لهم. والمواطن المسلم العادي رغم سماحته وقبوله للآخر تزعجه ان يرفع بعض الاقباط عقب كل احتكاك بسيط رايات الاضطهاد والتلميح دائما بالاستقواء بأمريكا ووصف أغلب المسلمين بالإرهابيين والتنويه بأن المسلمين العرب في الأصل غزاة، قاموا باحتلال أرض مصر القبطية لابد من فض الاشتباك بالحوار ثم الحوار لتفويت الفرصة علي المتربصين الذين لا يحبون المصريين مسلمين وأقباطاً.