يتذكر الكثيرون سيناريو الإنتاج الإعلامي منذ نحو ثلاثة أعوام عندما ملأت الشركة مسامع الناس وصفحات الجرائد بقيدها في بورصة دبي وما سيتبع ذلك من نتائج إيجابية علي الشركة من زيادة حجم التداول والسيولة وغيره من الميزات لينتهي الأمر بنهاية درامية لسهم الشركة بعد تكشف الحقائق، وقبل الإعلامي بني سويف للأسمنت ومسلسل المستثمر الرئيسي الوهمي. وجاء إعلان شركة الشمس للإسكان والتعمير عن توزيع اسهم مجانية وتراجعها عن ذلك بمثابة صدمة للمستثمرين. اعلان المصرية الكويتية وجاء اعلان الشركة القابضة المصرية الكويتية يوم الاثنين الماضي / قبل جلسة التداول بدقائق / عن ان الشركة تعرض رغبتها بصفة مبدئية في شراء 80 % من شركة الاسكندرية للزيوت المعدنية (اموك) و60 % من شركة سيدي كرير للبتروكيماويات (سيدبك) في حال طرحهما لمستثمر استراتيجي، بلا معني /حسب وصف احد المحلليين/ مما جعل العديد من التساؤلات تدور حول هذا الاعلان اولها لماذا اعلنت الشركة رغبتها في الشركة في هذا التوقيت ولم تنتظر اعلان الطرح رسميا لتتقدم طالما لديها الرغبة ، ومع يقيننا بقدرة الشركة القابضة المصرية الكويتية وملائتها المالية التي تمكنها من الاستحواذ علي كامل الشركتين وشركات اخري الا ان اعلان الشركة جاء فاترا خاصة ان الصفقتين ليسا بالهينتين، فيما قال البعض ان المصرية الكويتية تغازل الحكومة بالصفقتين مقابل شبكة المحمول الثالثة.وسبق اعلان القابضة المصرية الكويتية اعلانات اخري لشركات عديدة لم تجد من يحاسبها علي تحقق ما اعلنت عنه من اخبار كان من شأنها حفز المستثمرين علي شراء اسهم شركاتهم مثل اعلان شركة النساجون عن اصدار شهادات ايداع دولية العام الماضي ولم يحدث كما اعلنت الشركة العربية لحليج الاقطان في مؤتمر صحفي حضره العديد من الصحفيين والمحللين الماليين والمستثمرين عن تحول الشركة الي شركة قابضة وستستحوذ علي شركات في مجالات الاسمدة والزيوت والنسيج والاقطان وغيرها ولم يحدث شيئا سوي استعادة حصتها التي باعتها في شركة النيل لحليج الاقطان والمساهمة في زيادة رأسمال كابو، ولم تنتظر الشركة استكمال هيكلها نحو التحول الي شركة مساهمة لتعلن مجددا عن مفاوضات مع مستثمرين خليجيين لانشاء شركة قابضة اخري تستحوذ علي شركات في قطاع الغزل والنسيج وهي لم تمكل بعد زيادة رأسمالها. حماية السوق يقول عادل عبد الفتاح رئيس مجلس ادارة الشركة المصرية الأمريكية ان للاسف لا يوجد حماية للسوق من مثل هذه الاعلانات والاخبار التي تتعمد بعض الشركات ترديدها، مشيرا الي ان اغلب هذه الاخبار تحمل في طياتها الصواب والخطأ او تحمل فرص تحقيقها كما تحمل ايضا عدم اكتمالها بما يجعل المستثمرين في حيرة. واضاف ان اغلب هذه الاخبار غير ملزمة علي الشركات تحقيق ما اعلنت عنه بل تنطوي علي كل الاحتمالات ، مشيرا الي ان خبر القابضة الكويتية علي سبيل المثال يحمل في طياته احتمالات كبيرة لتنفيذ الصفقة خاصة ان الدولة اعلنت في وقت سابق رغبتها في بيع الحصتين ، لكن رغبة المصرية الكويتية قد لا تتحقق حتي لو دخلت في مفاوضات حيث ان هناك حيثيات اخري في السعر وقيمة الصفقة والمنافسين. واشار الي ان اعلان الشركة غير واضح ويمكن لاي شركة الاعلان عن مثل هذا الخبر، وكان يجب علي الشركة انتظار حدث فعلي سواء بدخولها فعليا في المفاوضات او اعلان الحكومة عن طرح هذه الحصص حتي يكون لهذا الاعلان معني حقيقي. ونصح عبد الفتاح المستثمرين بعدم الانسياق وراء الاعلانات والشائعات حتي تتحقق فعليا ، مشيرا الي ان كل مستثمر عليه ان يحلل ويفند كل ما يقرأ او يسمع ويحكم علي مدي فرص تحققه ويظل ايضا في نطاق المضاربة حتي يتحقق وكما يحمل الاعلان في طياته الصحة والخطأ يحمل ايضا تزامنا مع ذلك المكسب الكبير او الخسارة الكبيرة. واوضح انه لا يمكن القول بأن هناك شبهة تلاعب من الشركات التي تعلن عن انباء ولم تتحقق او حتي يصعب تحقيقها طالما بقي هناك احتمالات لتحقيقها، مشيرا الي ان تاثير هذه الاعلانات يكون وقتيا كما حدث في سهم الانتاج الاعلامي عام 2003 الذي شهد طفرات علي اعلانات من الشركة لم تتحقق، ليحدث ما حدث في السهم الان. واعتبر الانسياق وراء مثل هذه الاخبار نوع من المقامرة، حتي لو كانت ستتحقق، ناصحا المستثمرين بعدم الاعتماد علي السطحية في المعلومات واتخاذ قراراتهم وفقا لرؤية شاملة للشركا. واشار الي ان هذا لا يعني مهاجمة الشركات وان نطلب منها الحد من التصريحات والاعلانات فكما ان هناك شركات لا تنفذ ما تقول فهناك اخري تفي ما تعلن، وفي النهاية اعلان الشركات عن خطط توسعاتها امرا جيدا في سبيل رفع كفاءة السوق والافصاح والشفافية فيه لكن يجب توافر حسن النية.