لا يخلو مجتمع من حالات التحرش بالمرأة أو الاعتداء عليها بالضرب أو اغتصاب حقوقها أو اغتصابها هي شخصيا، لا فرق في ذلك بين المجتمعات في الشرق أو الغرب في الدول الديمقراطية أو غيرها، حتي التاريخ يسجل لها أنه علي مر العصور تعرضت المرأة للاضطهاد أو انتقاص حقوقها أو معاملتها معاملة الرقيق أو ما إلي ذلك، حدث ذلك في حقب التاريخ الأوروبي والعربي وعبر الثقافات الاَسيوية. ربما يكون البناء الجسدي لكل من الرجل والمرأة والوظائف البيولوجية لكل منهما سببا في أن الرجل يسيطر ويفرض إرادته بالقوة الجسدية، وربما أدي هذا التميز الجسدي إلي أن الموروثات الثقافية في الحضارة الإنسانية المتنوعة المصادر أكدت وضع المرأة كمجني عليه وكمستقبل للاضطهاد ووعاء للعنف، ولكن الحقيقة أن كل مجتمع من المجتمعات وضع ضوابط للنزعة الذكورية لدي الرجال وألزمهم أخلاقيا أو دينيا أو قانونيا حسب الظروف بالمعاملة الحسنة للنساء والرفق بهن أو إشراكهن في الحياة العامة بصوت مساو تماما لصوت الرجال. ولعلنا نؤكد علي أن اضطهاد المرأة ليس مقتصرا علي المجتمع الشرقي ولا بين العرب أو المسلمين دون غيرهم، ربما كانت العادات والتقاليد الاجتماعية سببا في تضخيم الصورة بعض الشيء ولكن الاضطهاد الواقع علي المرأة صفة عامة في كل المجتمعات الغربية وطالما اشتكت جماعات الدفاع عن حقوق المرأة من مظاهر العنف ضدها تحت مظلة النظم الديمقراطية والليبرالية.. حتي الاتجار بالنساء كرقيق أبيض تنظمه عصابات دولية تنتمي إلي الدول الديمقراطية الغربية. وربما كان الفرق بين بعض الدول الغربية وغيرها أن الأولي حسمت الأمر نظريا بالقانون وأعطت المرأة حقوقا مساوية تماما.. ويبدو في الظاهر أن هناك مساواة تبهرنا فقط لأن التقاليد والموروثات الاجتماعية تبيح للمرأة أن تظهر بأي مظهر أو أي ثياب دون أن يعترضها أحد أما في مجتمعاتنا فالأمر يختلف، وفي الحقيقة هنا وهناك تتعرض النساء للاغتصاب والاضطهاد وضياع الحقوق والاستغلال الجنسي والبدني والمعنوي وكل شيء. ولاتزال الحركات النسائية تركز علي سوء معاملة المرأة وتقف موقف المدافع عن حقوقها ولكن في أي شيء.. هذا هو المهم.. وربما كان تحديد ماذا تريده المرأة وماذا تدافع عنه الجمعيات والمنظمات النسائية في بلادنا ومجتمعنا مسألة مهمة للغاية لأن خصوم هذا الاتجاه سرعان ما يفسرون الشكوي النسائية علي أنها محاولة للانحلال والتشبه بالنموذج الغربي في أسوأ ما فيه، وهكذا يضربون الحركة في مقتل قبل أن يستمع إليها أحد.. وللموضوع أبعاد أخري.