وقع رجل الأعمال البارز محمد أبو العينين في مأزق مع مصلحة الجمارك والرأي العام، وازداد حجم المأزق لأن الرجل عضو بارز في مجلس الشعب، فقد نشرت الصحف تقارير مطولة عن واقعة ضبط حدثت في مطار القاهرة لأقراص "فياجرا" بكميات كبيرة مخبأة في شحنة بودرة سيراميك واردة كما تقول الأوراق لحساب شركة أبو العينين. والشخصية المشهورة كمحمد أبو العينين تصبح بسهولة مادة "طرية" جدا للأحاديث والقيل والقال خاصة أن المستخلص الجمركي والمندوب اللذين ضبطا في الواقعة هما اللذان يقومان بإنهاء الإجراءات المتعلقة بالرسائل الخاصة بالشركة منذ وقت طويل. وزيادة في الإثارة إذا كانت مؤامرة حقا فإن الأوراق مختومة بخاتم بنك يرأسه عبد الرحمن بركة وهو أيضا شخصية معروفة وعضو بارز ومخضرم في مجلس الشعب، أي أن العملية تضرب شخصين معروفين في وقت واحد يشتركان في صفة "الأعمال والنيابة". والإجراءات التي اتخذتها السلطات تتميز بالشفافية في التعامل مع الموضوع فقد أخطر وزير المالية النائب في المجلس زميله صاحب الشركة النائب في المجلس بالواقعة وبدأت الإجراءات بالقبض علي المستخلص الذي يتعامل مع الشركة من خلال مندوبها منذ أكثر من 20 عاما كما جاء في أقواله.. ورفض التصالح بدفع الغرامات المقررة نظير عدم إقامة الدعوي ضده، وهو بهذا الرفض يؤكد موقفه بأن صلته بالشحنة ما هي إلا صلة مستخلص لا أكثر، وأنه لا يستفيد من محتوياتها ليترك الأمر معلقا في رقبة الكبار الذين وقعت علي رؤوسهم الواقعة ربما لخطأ بسيط لم يعمل حسابه من دبر العملية وخطط لها.. وربما كان هذا الخطأ مقصودا للإيقاع باسم رجل بارز من رجال الأعمال وزميل له جاء خاتم بنكه علي أوراق الصفقة. اكتشف مأمور الجمرك أن الوزن الواقعي غير مطابق للوزن علي الورق ففتح الصناديق وكانت المفاجأة.. والسؤال ماذا لو لم يكتشف المأمور أن الوزن غير مطابق؟ لو حدث أن الصفقة مرت كما مر غيرها بطريقة روتينية لكانت الفياجرا المهربة في الأسواق، ولما حدث تعكير لصفو حياة اثنين من كبار رجال الأعمال بموضوع لا أحد يعلم تداعياته حتي الاَن. ربما ينتهي الموضوع سريعا بكشف غموض الرسالة ومن أرسلها، أو معلومات أخري قد تفيد في هذا الموضوع، وربما يزداد الأمر سوءا إذا كانت العملية مدبرة أو مؤامرة كما يقول أبو العينين، وفي هذه الحالة سنسمع حلقة جديدة من مسلسل سقوط رجال الأعمال.