كيف سيكون تأثير انفلونزا الطيور علي حركة السياحة في مصر خلال الفترة المقبلة، وما تأثيرات ذلك علي مدي اقبال السائحين او المصريين علي المطاعم السياحية وبالتحديد علي وجبات منتجات الدواجن بأنواعها المختلفة؟ اتفقت اراء بعض الخبراء علي ان اثار انفلونزا الطيور ستنعكس في انخفاض حركة السياحة الوافدة بنسبة قد تصل الي 30%، كما اكدوا ان ذلك بطبيعة الحال سينعكس علي مدي الاقبال علي المطاعم السياحية التي يصل عددها الي 700 مطعم يعمل بها نحو 70 الف عامل باستثمارات تصل الي 20 مليار جنيه، كما هون اخرون من تأثير ذلك سواء علي حركة السياحة او مدي الاقبال علي المطاعم السياحية، وفيما يلي نستعرض الاراء المختلفة. نبدأ بالسياحة حيث يوضح محمود القيسوني عضو اتحاد الغرف السياحية انه سيتم عقداجتماع عاجل يضم وزارة السياحة ولجنة السياحة البيئية، لدراسة تأثيرات الازمة علي صناعة السياحة المصرية وانشطتها المختلفة، كما سيتم بحث وضع اصدار قواعد جديدة لتقنين سياحة "مراقبة الطيور" حتي لا يتأثر هذا المنتج السياحي الواعد بمثل هذه الامور. ويشير الي ان لجنة السياحة البيئية قررت اتخاذ تدابير عاجلة لاحتواء ازمة "انفلونزا الطيور" وتداعياتها علي الحركة السياحية الوافدة الي مصر خلال الفترة القادمة وقامت بإبلاغ شركات السياحة بوقف جميع الرحلات السياحية الي المحميات الطبيعية مثل سيوة والفيوم ومحميات جنوب الصحراء الشرقية ومحميات سيناء واخطار المسئولين بهذه المحميات "كشافة البيئة"، بضرورة توعية المجتمعات النائية مثل قبائل سيناء والتي تتعدي العشرين قبيلة بعدم الاقتراض من الطيور المهاجرة أو اصطيادها والامتناع عن اكلها، ويشير الي ان هذه المجتمعات معزولة ولا تعلم شيئا عن ما يحدث في المدن، ولهم الحق في المعرفة والتوعية والحماية. ويضيف القيسوني: ان استثمارات المطاعم السياحية التي تبلغ 20 مليار جنيه اصبحت مهددة بالضياع بسبب تداعيات "انفلونزا الطيور" حيث انها تهدد نحو 600 مطعم سياحي تصل استثماراتها الي 20 مليار جنيه، بالافلاس والخسارة للمبيعات التي انخفضت بنسبة 80% وهو ما يهدد 70 الف عامل يعملون بالمطاعم السياحية، بالانضمام الي طابور البطالة التي تعاني منها مصر. الانخفاض متوقع ويتوقع مجدي حنين عضو مجلس ادارة غرفة الفنادق والذي يمتلك فنادق ثابتة وعائمة بعدد من المدن السياحية ان الحركة السياحية لمصر خلال المرحلة المقبلة ستتأثر وتتعرض لركود، ليس فقط لظهور مرض انفلونزا الطيور، ولكن لخوف السائح من ترك بلاده التي ظهر فيها ايضا المرض ولا يعلم ماذا سيحدث من جراء هذا المرض لذويه، اي ان قلقه سيكون مزدوجاً سواء في بلده او من البلد الذي يرغب السفر اليه، ويوضح ان الشفافية التي تعاملت بها الحكومة مع الازمة جيدة ولكنها ليست كافية او مقنعة تماماً للسائح الذي لا يرغب في المغامرة. ويشير مجدي حنين الي انه من الطبيعي جداً ان ينخفض الطلب علي تناول واستهلاك الدواجن في الفنادق بعد تأكد السياح من انتشار المرض في مصر وايضا لانخفاض العرض بعد انخفاض عدد السائحين للاسباب السابقة، ويشير الي ان العامل النفسي له تأثير كبير علي قرار السائح سواء في السفر او فيما يتعلق بإقامته، وبالتالي تكون عدم المقامرة القرار الامثل بالنسبة له، ويتوقع حدوث انخفاض في الحركة السياحية خلال الفترة المقبلة بسبب تداعيات ازمة انفلونزا الطيور سواء في مصر والبلاد الاخري الي اكثر من 30%، ويدعو في ذلك الاطار الي ضرورة الاهتمام بالتوعية المطمئنة للسائحين من خلال السفارات والقنصليات في جميع المقاصد السياحية المهمة بالنسبة لمصر. السياح والمطاعم أما فيما يتعلق بالمطاعم السياحية ومطاعم الفنادق، يؤكد المهندس ماجد الجمل رئيس جمعية مستثمري طابا للتنمية السياحية انه لا توجد اي مشكلة من السياح لدي جميع الفنادق في طابا من تناول الدجاج، مشيراً الي ان الدجاج والبيض ايضاً إحدي الوجبات الرئيسية في قائمة الاطعمة الموجودة بالفنادق. ويوضح ان السياح يعلمون تماما ان هذا الفيروس موجود حتي في بلادهم، وان اسلوب الطهي يمنع اي تأثير للفيروس اذا كان موجوداً وانه لا ينتقل للانسان الا عن طريق الاختلاط المباشر بالطيور ومخلفاتها. ويشدد الجمل انه علي من الصعب ان يؤثر هذا الفيروس علي الحركة السياحية او حجم الاشغالات في الفنادق مؤكداً ان هذا الموضوع اخذ اكبر من حجمه ولابد من معالجته بحكمة شديدة حتي لا تتفاقم تأثيراته من الشائعات. ويتفق معه انور ابو هلال عضو مجلس ادارة جمعية مستثمري السياحة بجنوبسيناء وصاحب احد الفنادق بشرم الشيخ ويضيف أنه لم يحدث تأثير علي استهلاك معظم الفنادق من الطيور خاصة الدواجن بعد ظهور مرض انفلونزا الطيور في مصر مشيراً الي ان غالبية الفنادق تستخدم "الفراخ المجمدة" المحلية ولا تلجأ للمستوردة الا في حالات بسيطة. كما يؤكد نبيل الرفاعي عضو مجلس ادارة غرفة المنشآت الفندقية ومدير عام احد الفنادق بالغردقة ان السائحين الموجودين بالفندق الذي يديره يتناولون الطيور بنفس الدرجة التي كانوا يقبلون عليها قبل ظهور المرض في مصر. البدائل متاحة أما محمود رزق الجمال عضو غرفة المنشآت السياحية وصاحب احد المطاعم السياحية بالمعادي، فيوضح ان المطاعم السياحية تعتمد علي بدائل اخري غير "الفراخ" مثل اللحم والاسماك، وبالتالي فهي لن تتأثر بدخول مرض انفلونزا الطيور لمصر، خاصة ان هذه البدائل تتيح لها ان تستمر في عملها وحتي ان لم تحقق العائد الكافي لها، وذلك بخلاف المطاعم والسلاسل التي تعتمد اعتماداً كليا علي "الدواجن" التي ستتأثر سلبا لفترة من الممكن ان تطول ان لم تتم السيطرة الكاملة علي الفيروس في فترة قصيرة، ويطالب بالقضاء علي الشائعات من جذورها خصوصا التي تطالب المواطنين بعدم تناول الدجاج لان هذه الفئة تسعي لخراب ودمار البيوت فقط.