في الوقت الذي بدأت فيه المؤشرات والتصريحات الحكومية تتوقع حدوث بعض الانفراجة في الازمة الاقتصادية علي مستوي العالم، إلا ان ظهور مرض انفلونزا الخنازير ضرب كل التوقعات في مقتل، خاصة في قطاع السياحة، حيث يعتبر خبراء السياحة عام 2009 هو عام الازمات المرعبة باعتبار ان تأثير الازمة العالمية وانفلونزا الخنازير سيكون بمثابة "القشة التي قصمت ظهر البعير". واتفق خبراء ومستثمرو السياحة علي ان الدخل السياحي قد ينخفض بنسبة تتراوح بين 20 و 40% مقارنة بالعام الماضي نتيجة للأزمات المتلاحقة وقيام الشركات السياحية والفنادق بتقديم حوافز للسائحين لجذبهم لزيارة مصر. ورغم اعترافهم بتراجع الدخل السياحي فإنهم لا يستطيعو تحديد الملامح الحقيقية للسوق السياحي في الموسم الصيفي الحالي لأن الحجوزات مجهولة حتي الآن، ويكشف أحدث تقرير لوزارة التنمية الاقتصادية عن تراجع متوسط انفاق السائح في الليلة الواحدة من 100 دولار إلي 85 دولارا بنسبة تراجع 15%، كما تراجع عدد الليالي السياحية بنسبة 17%، وهو الامر الذي زاد من نزيف قطاع السياحة وتسبب في تناقص الايرادات السياحية بنسبة تصل إلي 17% مع نهاية الربع الاول من العام الحالي. كما يكشف تقرير صادر عن لجنة الخطة والموازنة بمجلس الشعب عن انخفاض ايراد السياحة المتوقعة بنسبة تصل إلي 10% خلال العام الحالي لاستمرار انخفاض عدد الليالي السياحية وعدد الوافدين بمعدلات اقل من العام الماضي بنسبة 18%. كما يتوقع التقرير انخفاض ايراد الدخل السياحي إلي 6.9 مليار دولار بعدما بلغ 11 مليار دولار خلال العام الماضي. هيئة تنشيط السياحة بدأت من جانبها في تشجيع الشركات المنظمة لرحلات السياحة العربية لجذب المزيد من اعداد السائحين العرب لتعويض النقص الواضح في حركة السياحة من أوروبا، حيث وافقت الهيئة علي دعم برنامج الحملات الاعلانية المشتركة مع الشركات السياحية بالدول العربية بنسبة 50% من التكلفة الاجمالية. البطالة والأزمة يؤكد حامد الشيتي رئيس مجلس ادارة مجموعة ترافكو للسياحة والاستثمار وعضو غرفة الفنادق ان زيادة معدلات البطالة في العالم بسبب تداعيات الازمة العالمية وهو السبب الرئيسي في انخفاض الحركة السياحية الوافدة، مشيرا إلي ان حجوزات الموسم الصيفي الجديدة غير واضحة المعالم حتي الآن، حيث ان الاقبال علي شراء الإجازات مؤجل لعدم القدرة علي اتخاذ قرار في ظل الظروف الحالية. أما بالنسبة للحجوزات القديمة فتنفذ كما هي دون الغاءات تذكر. ويري الشيتي ان الانخفاض لن يكون اكثر في عدد السائحين ولكن الانخفاض الحقيقي سيكون في الدخل السياحي وان معدل انخفاض الدخل سيتراوح ما بين 20 و25%، وذلك بسبب تراجع سعر اليورو وتذبذب سعر الدولار في مقابل استمرار ارتفاع اسعار جميع عناصر الخدمة المقدمة للسائحين. ويشير الشيتي إلي اننا لسنا منافسين للمقاصد الاخري في الموسم الصيفي بعكس دول مثل تركيا واليونان واسبانيا، خاصة انهم يحاربون علي أشهر الصيف الثلاثة من خلال تقديم حوافز كثيرة لزبائنهم بعكس الموسم الشتوي الذي تتميز به مصر عن غيرها، ولذا فإننا نأمل ان يكون الموسم الشتوي القادم أفضل تعويضا للشركات السياحية والفنادق المصرية. وحول ما تردد عن انتشار ظاهرة الاحتكار في الوسط السياحي باحتلال البعض كل وسائل النشاط السياحي من شركة سياحية وفندق وطائرة ومطعم وبازار ومراكب عائمة وشركة نقل داخلي. يري الشيتي انه لا يوجد احتكار في الوسط السياحي كما يردد البعض خاصة ان الاحتكار معناه امتلاك شركة معينة أو شخصا ما 50% من السوق السياحي المصري، وذلك في ظل وجود ما يقرب من 2000 شركة سياحية واكثر من 3 آلاف فندق. لافتا إلي ان مجموعة TIWI.