في الوقت الذي لم يفق فيه قطاع السياحة المصري من تأثير التداعيات السلبية المستمرة للأزمة الاقتصادية العالمية والتي تسببت في انخفاض شديد للسائحين الوافدين وذلك بنسبة تزيد علي 30% وأيضاً تسريح عدد كبير من العمالة، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت تلقي صناعة السياحة والسفر أزمة جديدة بل ضربة جديدة مفاجئة وموجعة بعد انتشار مرض إنفلونزا الخنازير في العديد من الدول المصدرة للسياحة إلي مصر، وهو ما يهدد بتقييد حركة السفر بسبب الفزع والرعب من الانتقال السريع للمرض، الذي ينتقل من إنسان إلي إنسان بالاحتكاك أو الاقتراب. أي أن الخسائر المباشرة للمرض بعد الضحايا "البشر" بالطبع ستتركز في قطاع السفر والسياحة. وتؤكد المؤشرات تراجع حركة السفر بالفعل منذ بداية انتشار المرض وسجلت الاحصائيات تراجعاً في حركة الطيران، مما أدي إلي انخفاض نسب الإشغال في فنادق الدول السياحية. ويطالب خبراء السياحة باتباع طريقة سريعة ومتحضرة في الكشف علي هؤلاء السائحين الوافدين لمصر دون إجهاد السائح الذي فضل مصر عن كل بلاد العالم السياحية، وأيضاً يجب سرعة تعقيم الفنادق والتأكيد علي ضرورة وجود طبيب مقيم في كل فندق يكون لديه المصل الكافي، بالإضافة إلي طمأنة السائح حتي يقبل علي زيارة مصر دون خوف، خاصة أن المرض لم ينتشر في مصر حتي الآن. وتسود حالياً حالة من القلق الشديد بين الشركات السياحية في أعقاب إصدار وزارة السياحة منشوراً للشركات تطالب فيه بضرورة موافاتها لوزارة الصحة بكشوف السائحين القادمين إلي مصر من الدول التي ظهرت بها إصابات بشرية لمرض إنفلونزا الخنازير، علي أن يتضمن البلاغ بياناً بحركاتهم وأماكن إقامتهم خلال فترة وجودهم في مصر، وأيضاً الإبلاغ الفوري عن أي حالات اشتباه إصابة بالإنفلونزا بين السائحين خلال زيارتهم لمصر عبر الخط الساخن لوزارة الصحة 105. وبررت الشركات أسباب قلقها تجاه هذا المنشور نتيجة ورود أسماء بلدان تعد من أكبر الدول المصدرة للسياحة إلي مصر ضمن القائمة التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية والتي شملت أكثر من 25 دولة في مقدمتها ألمانيا وإنجلترا وفرنسا وإسبانيا والدول الاسكندنافية "فنلندا والنرويج والسويد والدانمارك والنمسا" التي تمثل نسبة تزيد علي 35% من حجم السياحة الأوروبية الوافدة إلي مصر إلي جانب القادمين من دول أمريكا اللاتينية مثل كندا والمكسيك والسلفادور وكوريا الجنوبية واستراليا وجنوب أفريقيا وإسرائيل. كما انتشرت القوافل الطبية علي الحدود مع إسرائيل بعدما أعلنت منظمة الصحة العالمية ظهور حالات مرضية هناك وقامت أجهزة الأمن بفرض سياج في طابا خشية مرور حالات مرضية أو مشتبه فيها عبر الحدود. دعاية مضادة ويري هشام علي رئيس جمعية مستثمري جنوبسيناء للتنمية السياحية أن مرض إنفلونزا الخنازير من أخطر الأمور علي السياحة العالمية بصفة عامة ومصر بصفة خاصة خلال الفترة الحالية خصوصاً إذا ما تم الإعلان عن الوصول للمرحلة السادسة، حيث سيتسبب ذلك في إيقاف الحركة تماماً لأن الإنسان من طبيعته الخوف ولا يقرر السفر إلا إذا كان سعيداً ومطمئناً في نفس الوقت. ويشير هشام علي إلي أنه بالرغم من عدم ظهور أي حالة في مصر حتي الآن، إلا أن الدعاية المضادة من المقاصد المنافسة بدأت مبكراً وذلك من خلال الإعلان عن ظهور حالات في شرم الشيخ حتي ولو كانت لمجرد الاشتباه فقط وذلك لأن شرم الشيخ دائماً مدينة مرصودة، موضحاً أن السبب في ذلك هو إعلان معظم دول الاتحاد الأوروبي عن توجيه سائحيهم للسفر إلي مصر خلال هذه الفترة لأنها أفضل مقصد لهم وتتمتع بإمكانيات غير متوافرة في العديد من الدول. ويضيف أن نسبة إشغال فنادق شرم الشيخ لم تتأثر حتي الآن وتتراوح الإشغالات ما بين 70 و75% أما في طابا ودهب ونويبع فتقل عن 60%، مطالباً فنادق جنوبسيناء بضرورة فحص جوازات سفر كل السائحين الوافدين لمصر وهل مر علي دولة من الدول الموبوءة أثناء رحلته إلي مصر أم لا وذلك استكمالاً للتحركات التي تقوم بها الأجهزة الحكومية المختلفة لمنع انتشار ووصول هذا المرض إلي مصر بأي طريقة. ويرفض رئيس جمعية مستثمري جنوبسيناء للتنمية السياحية ما يردده البعض عن أن مرض إنفلونزا الخنازير هو مجرد "فرقعة" من بعض الدول التي انهار اقتصادها حتي لا يخرج من مواطنوها من بلدهم وبالتالي يوفرون النفقات التي كانوا سينفقونها خارج حدود بلدهم بسبب تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية، مؤكداً أن هذا الكلام مجرد هراء ولا أساس له من الصحة.