بدأت الأعراض الاقتصادية للمخاوف من مرض أنفلونزا الخنازير في الظهور بالأسواق وأدت الإجراءات التي يتم اتخاذها حاليا لتفادي تسلل المرض إلي الأراضي المصرية إضافة إلي تلك التي تتم ضد أنفلونزا الطيور إلي زيادة أسعار اللحوم والدواجن في الأسواق. يأتي ذلك بالرغم من أن قطاع مصنعات اللحوم يعتمد علي اللحوم البقرية والدواجن وعدم وجود أي كيانات كبري لمصنعات لحوم الخنزير، إضافة إلي تأكيد البابا شنودة بطريرك الكرازة المرقسية أن الغالبية العظمي من الأقباط لا يأكلون لحوم الخنزير وأن هذه اللحوم موجهة إلي السائحين والفنادق والجاليات الأجنبية. ووصف عدد من الخبراء ما يحدث في الأسواق بأنه استغلال لهذه الأزمة من أجل تحقيق المكاسب بدون مبرر، وأوضح هاني برزي رئيس المجلس التصديري أن الوقت مازال مبكرا للحكم علي مدي تأثير أزمة أنفلونزا الخنازير فمازالت الآثار غير واضحة، مشيرا إلي أنه سيتم عقد اجتماع للمجلس قريبا لبحث هذه الأزمة. كما أوضح طارق توفيق رئيس غرفة الصناعات الغذائية أنه لا تأثير يذكر لأنفلونزا الخنازير علي أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء نظرا لأن استهلاك لحم الخنازير في السوق المصري يمثل نسبة لا تذكر، وقال إن التأثير قد يكون طفيفا ولن يظهر حاليا. وقد سيطرت الأزمة علي المؤتمر الصحفي لهشام زعزوع مساعد أول وزير السياحة ورئيس الوفد المصري في الزيادة الترويجية للإمارات، وتعرض لسؤال حول الآثار المتوقعة لهذه الأزمة علي السياحة، وأوضح زعزوع أنه لم تظهر أية اصابة بمصر، كما أن السلطات المصرية تفرض ضوابط صارمة لمنع تسلل المرض إليها. وقد أعلنت وزارة السياحة حالة الطوارئ، وطلبت من غرفة شركات السياحة برئاسة د. خالد المناوي إلزام الشركات بإبلاغ الصحة بكشوف السائحين القادمين إلي مصر من الدول التي ظهرت بها اصابات بشرية، وصرح رياض قابيل أمين عام الغرفة انه تم اخطار الشركات بالخط الساخن المجاني"105" لوزارة الصحة للقيام بهذه الإجراءات. وعلي المستوي الدولي، أعلنت منظمة الصحة العالم ارتفاع عدد حالات الإصابة المؤكدة بفيروس انفلونزا الخنازير "إتش 1 إن 1" إلي 615 شخصا في 15 دولة، وعزت ارتفاع العدد إلي استمرار إجراء الاختبارات علي المشتبه في إصابتهم بالمكسيك، حيث كانت معظم الحالات الجديدة في هذا البلد لتأتي المكسيك في المركز الأول بعدد 367 حالة ثم الولاياتالمتحدة بعدد 141 حالة. ووصف بول جارواي المتحدث باسم المنظمة بإن هذه الزيادة تعكس أننا نسير في الاتجاه الصحيح فيما يتعلق بالتعامل مع هذا الفيروس. أما علي المستوي المحلي فقد واصلت الأجهزة المعنية الإجراءات الصارمة لمنع تسلل المرض سواء في المحافظات أو المنافذ المختلفة، واستمرت عمليات ذبح الخنازير السليمة وإعدام غير الصالحة أو المريضة. وعقد د.حاتم الجبلي وزير الصحة سلسلة اجتماعات لبحث ترتيبات وتنفيذ خطط المواجهة التي تم اقرارها في اجتماعين برئاسة الرئيس حسني مبارك، وتشمل وزارات الزراعة والتنمية المحلية والتعليم العالي لبحث استعدادات المستشفسيات لأية احتمالات. وصرح د.فتحي سعد محافظ 6 أكتوبر أنه سيتم اعتبارا من اليوم البدء في ذبح الخنازير بالمحافظة، كما أعلن اللواء سيد عبدالعزيز محافظ الجيزة أنه تم البدء منذ الجمعة الماضية في ذبح خنازير المحافظة وطالب بسرعة إخلاء حظائر الخنازير بأرض اللواء بحي العجوزة وعددها 28 ألف خنزير. وفيما تواصلت الإجراءات الاحترازية بجميع الجهات المعنية لتنفيذ قرارات الوقاية من تسلل أنفلونزا الخنازير، أكدت وزارة الصحة خلو مصر من هذا المرض، ونفت ما تردد عن اصابة مواطن يدعي هاني الدسوقي- 27 سنة من مركز سمنود بهذا المرض، وناشد المتحدث الرسمي للوزارة وسائل الإعلام عدم الانسياق وراء الشائعات تجنبا لما تسببه من قلق وذعر، وقال: "سيتم فور التأكد من حدوث أي اصابة - لاقدر الله - الإعلان عنها فور حدوثها وبكل شفافية ووضوح".