منير عامر لا أعرف الفريق أحمد شفيق بشكل شخصي ولكني لا أنسي له موقفا معي حين قرر صديق لي أن يحضر إلي القاهرة وهو الأستاذ الدكتور عاكف النحال استاذ الأدب المقارن بجامعة نيويورك والصديق د. عاكف مصاب بجلطة تمنعه من سهولة الحركة وما أن تحدثت تلفونيا الي مكتب الوزير احمد شفيق حتي صدرت التعليمات الفورية للعناية بالمصري المهاجر الذي يرفع رأس مصر عاليا في بلد يصعب فيه علي أحد أن يرفع رأسه وهو نيويوك ونيويورك تحتاج الكلام فيها الي فيزا من اللوبي اليهودي ولكن عاكف ومن خلال روايات نجيب محفوظ يتحدث عن كل تفاصيل الحياة اليومية في عالمنا المضطرب. وشكرت الفريق شفيق ايامها علي حسن استقبال مصر للطيران لصديق مهاجر وحين دبت الفوضي في مطار القاهرة اثناء الصيف الماضي كنت اكثر الناس ضيقا بما حدث من تغييرات في نظم استقبال القادمين وكتمت غيظي في قلبي في انتظار ان يتم تنفيذ التجديدات. وسافرت -في ظل التجديدات الحديثة- الي الولاياتالمتحدة وكان الوصول الي المطار ثم الي الطائرة دقيقا وانيقا في آن واحد ولم اتخيل للحظة واحدة ان مطار القاهرة صار بهذا الرونق الأخاذ وحين عدت إلي القاهرة شاء حظي ان امتطي طائرة من اير فرانس وآه من مطار شارل ديجول اكاد ان اقول ان هذا المطار المزعج والشاسع يتسبب في بوظان اعصاب أغلب الركاب القادمين من الولاياتالمتحدة او افريقيا لسبب بسيط للغاية هو تعدد محطات الاقلاع مع تباعد المسافات مما يجعل سيارات النقل بين محطات الاقلاع هو رحلة مقيتة وكريهة يكفي انني نزلت من طائرة إير فرانس إلي أرض مطار شارل ديجول ودارت بي سيارات نقل الركاب بين اكثر من موقع ضاع ما لا يقل عن ساعة ونصف من اجل الانتقال من صالة الوصول من الولاياتالمتحدة الي صالة الركوب للطائرة المسافرة الي مطار القاهرة ولم اكن وحدي الغاضب بل كان الغضب مشتعلا بين ركاب الاتوبيس الحائر بين محطات الوصول ومحطات السفر وتساءلت بشكل ضاحك أليس عند فرنسا أحمد شفيق كي يعيد ترتيب هذا المطار الذي ترهل؟ واجابني واحد من رجال المطار ان السبب في الارتباك هو كثرة الرحلات من هذا المطار الي عواصم العالم وضربت له المثل بمطارات ميونخ ومطار نيويورك ومطار واشنطن الدولي المسمي دالاس ومطار امستردام صمت الرجل وقال نحن في طريقنا الي تطوير المطار وحين نزلت الي مطار القاهرة ووجدت الزحام التقليدي ولكن هناك انتظاما في الوصول ووفرة في عدد مراكز الجوازات أيقنت أن حلم أحمد شفيق في ترتيب المطار وإعادة تنظيمه كان حلما يستحق الصبر لشهور. شكرا سيادة الفريق فقد وعدت وأنجزت.