كان ميلاد محمد عليه الصلاة والسلام بداية انسانية جديدة اشرقت في هذا الكون وزلزلت اركان الضلال في كل مكان.. ولم يكن ظهور محمد عليه الصلاة والسلام بداية حياة جديدة وانسان جديد في شبه الجزيرة العربية بل كان ميلادا جديدا للانسانية في كل زمان ومكان.. ويبدو ان دعوة الحق التي اثارت عند ظهورها وزلزلت اركان الضلال مازالت حتي الان تحرك هذه الوجوه الضالة.. ولعل الضجة الاخيرة التي حدثت في الدانمارك قد اعادت لنا صور الامس القريب في كتاب آيات شيطانية لسلمان رشدي.. وعشرات الكتب والمجلات التي اساءت للرسول الكريم.. وفي تقديري ان هذا الهجوم الحاقد علي شخص الرسول صلي الله عليه وسلم هو استكمال لهذا الموقف الغريب من الغرب تجاه الاسلام ابتداء بالحروب الصليبية وانتهاء بهذا العداء السافر ضد المسلمين.. ولاشك ان موقف العالم الاسلامي في الفترة الاخيرة كان تأكيدا علي اعتزاز المسلمين بنبيهم واصرارهم علي الدفاع عن عقيدتهم ضد شياطين العولمة واستباحة عقائد الشعوب.. ان المسلمين يقدرون جميع الاديان لان ديننا الحنيف يطالبنا بذلك ولا يقبل ابدا ان يسيء شخص ما الي عقيدة شخص آخر.. ولكن الغرب تحت دعاوي الحرية الكاذبة يبيح لنفسه اشياء كثيرة.. لقد احرق الانجليز دور السينما في لندن عندما عرضت فيلما اساء للسيد المسيح عليه السلام.. وصادر البيت الملكي رواية "عشيقة الليدي شترن" وظلت ممنوعة في انجلترا ثلاثين عاما لانها اساءت للاسرة المالكة.. فأين كانت الحريات في ذلك كله.. ان الرئيس بوش يهاجم الإسلام منذ تولي السلطة في البيت الابيض.. وهناك كتاب خطير من تأليف بوش الجد فيه اساءة كبيرة للرسول عليه الصلاة والسلام عنوانه محمد مؤسس الدولة الاسلامية.. ولا احد يعرف ماذا يريد الغرب من اشعال كل هذه المعارك في وقت واحد احتلال العراق وافغانستان.. والضغط علي ايران.. ورفض حركة حماس.. والهجوم علي حزب الله.. والهجوم علي الاسلام في كل وسائل الاعلام الغربية.. ان اشعال مثل هذه الحرائق لن يترك احدا..ولاشك ان موقف المسلمين في الدفاع عن دينهم ونبيهم كان شيئا يدعو للفخر والاعتزار وقد خاض الاعلام العربي معركة ناجحة في هذه المواجهة اثبت من خلالها ان الشعوب قادرة علي ان تفعل شيئا اذا ارادت.. وكان الاعلامي عمرو اديب نجم هذه المواجهة وابرز فرسانها من خلال برنامجه الناجح القاهرة اليوم علي قناة اوربيت سواء في تغطية الحدث في القاهرة او في كوبنهاجن.. ولاشك ان هذه المعركة ستضيف الكثير الي عمرو اديب كمحاور ناجح استطاع في فترة قصيرة ان يجد له مكانا فسيحا في قلوب الناس ومازالت المواجهة مستمرة.