لدي مدينة هاملتون بمقاطعة أونتاريو العديد من الأسباب التي تدفعها إلي مراقبة معركة حول صفقة بقيمة مليار دولار حول شراء شركة "دوفاسكو" لصناعة الصلب.. فبينما لا يزال العاملون في "دوفاسكو" يطلقون التكهنات حول من سيكون المالك والرئيس الجديد لشركتهم، فإن العمال في شركة "ستيلكو" المجاورة يرقبون علامات ومؤشرات علي أن مستخدمهم الذي خرج من مأزق الإفلاس يمكن أن يصبح المشتري الجديد لدوفاسكو. وتتعافي ستيلكو الاَن من تداعيات واَثار عامين من حمايتها من الإفلاس في الوقت الذي تسعي فيه شركات عالمية لإنتاج الصلب مثل أرسيلور الفرنسية وميتال الألمانية لزيادة طاقتها الإنتاجية لمواجهة الطلب المتزايد من جانب الصين والهند.. ومثل هذا الموقف يضع ستيلكو في وضع يتيح عرضها للبيع حسبما ذكر بيتر واريان كبير الباحثين في مركز مونك للدراسات االدولية بجامعة تورنتو. وليس ثمة شك في أن إحياء ستيلكو سيكون له مغزاه وأهميته بالنسبة لشركة هاملتون التي ظلت عصب ومحور صناعة الصلب في كندا منذ أن أقامت ستيلكو ودوفاسكو مصانع علي شواطيء بحيرة أونتاريو قبل ما يربو علي تسعين عاما. ويعمل لدي ستيلكو حاليا أكثر من 4 اَلاف عامل بينما توفر فرص عمل لما يقرب من 30 إلي 40 شركة أخري. ويقول لاري ديلياني عمدة مدينة هاملتون إن ستيلكو لديها أهمية بالغة في مجال صناعة الصلب مشيرا إلي أن هاملتون صارت عاصمة صناعة الصلب في كندا الاَن ومن ثم باتت صناعة الصلب من أبرز الملامح التي حددت هوية هذه المدينة علي مدي أجيال. وربما تجد صفقة شراء الشركة ترحيبا لدي مستثمرين أيضا لاسيما وإن كان باستطاعة المالكين الجدد إعادة الشركة إلي دائرة الربحية من خلال تقليص التكاليف وضخ استثمارات في مشروعات جديدة.. وكانت السلطات القضائية قد وافقت علي خطة الشركة لإعادة الهيكلة التي تتكلف 1.13 مليار دولار كندي "981 مليون دولار". ويشار إلي أن المصانع الرئيسية المملوكة لدي شركة ستيلكو ودوفاسكو تقع إلي جانب بعضها البعض في مدينة هاملتون التي يقطنها 662 ألف نسمة وتبعد حوالي 70 كيلو مترا عن غرب تورنتو.. وفي ضوء ذلك فإن المعركة التي تدور حاليا بين عملاقي الصلب جزء لا يتجزأ من طموحات المدينة التي عرفت تقليديا بتاريخها العريق في صناعة الصلب.