يتفق لاكشمي ميتول وجوي دوللي رئيسا شركتي ميتول ستيل واركيلور اكبر شركتين للصلب في العالم علي شيء واحد هو ان صناعة الصلب العالمية ستصبح قريبا تحت سيطرة ثلة من الشركات العملاقة. المشكلة ان دوللي يعتبر اركيلور الفرنسية واحدة من هذه الشركات العملاقة في حين قدم ميتول عرضا اجباريا مغريا لشرائها وهو عرض يعارضه بل ويحاربه دوللي بجنون محاولا الحفاظ علي استقلالية شركته. وتقول مجلة "الايكونوميست" ان صناعة الصلب التي كانت ذات يوم صناعة مريضة تحتفظ بها الحكومات لاسباب اجتماعية واستراتيجية في المقام الاول صارت اليوم بعد زيادة الطلب العالمي علي الصلب صناعة مربحة.. وقد بني ميتول شركته بشراء العديد من الشركات الصغيرة خلال العقدين الاخيرين من المكسيك الي الجزائر الي كازاخستان وهذا جعل ميتول ستيل كبري شركات الصلب في العالم وصارت اركيلور منافسها الاول. لقد كان لاكشمي يشتري الشركات المتعثرة عند خصخصتها او يرتب عملية شراء ودية وكان ينظر اليه باعتباره اجنبيا طيبا يحاول تنشيط صناعة متهالكة ولكن عرضه الاجباري لشراء اركيلور مقابل 23 مليار دولار غير هذه النظرة وقوبل بعداء شديد في مختلف ارجاء اوروبا.. ومن جانبه يحارب دوللي الصفقة بكل سلاح يجده في متناول يده فهو يثير علامات الاستفهام حول ادارة ميتول ستيل ومستوي الامان فيها.. ويؤكد ان حملة الاسهم في اركيلور وليس السياسيون الفرنسيون هم الذين سيقررون مستقبل هذه الصفقة وفوق ذلك فهو يؤكد اهمية بقاء اركيلور مستقلة كعنصر محوري في صحة الاقتصاد الاوروبي. والحقيقة ان عرض الشراء الاجباري الذي سيكون ربعه نقدا والباقي من اسهم ميتول ستيل يقوم اركيلور بزيادة 25% عن قيمتها السوقية.. ولو نجح هذا العرض فان شركة الاندماج بين اركيلور وميتول ستيل ستنفرد بالسيطرة علي 10% من جملة انتاج الصلب في العالم اي علي ثلاثة اضعاف اقرب الشركات المنافسة. وفي حين تعد اركيلور اقوي شركات الصلب في غرب اوروبا واجودها انتاجا فان ميتول ستيل هي الاقوي خارج الاتحاد الاوروبي وانتاجها من نوعية اقل جودة.. كما انه ليس لاي من الشركتين وجود كبير في الصين التي قفز انتاجها في العام الماضي الي 77 مليون طن ولكن ميتول يقول ان القوة المشتركة للشركتين ستعزز وجودهما في آسيا كلها. وعموما يحتاج الامر الي بضعة شهور لتبين امكانية نجاح عرض ميتول ستيل من عدمه علي الرغم من ان مجلس ادارة اركيلور قد رفض العرض فور اعلانه كما ان دوللي اثار حفيظة السياسيين الاداريين ضده والغريب مع ذلك ان ميتول يبدو متأكدا من نجاح خطته لشراء اركيلور حيث اعلن عقب لقاء مع المسئولين الفرنسيين بانهم لم يغلقوا الباب امام اتمام الصفقة. ويرفض ميتول اتهام شركته بالافتقار الي القيم الاوروبية مدعيا - رغم اصوله الهندية - انه اوروبي ايضا لان شركته مقرها الرئيسي في لندن وتحاسب ضريبيا في روتردام اكثر من ذلك فقد ابدي ميتول استعداده لنقل مقر الشركة الي لكسمبورج وتعهد بألا يترتب علي صفقة الاندماج الاستغناء عن اي عدد من العمال ولذلك فهو يتوقع ان تتم الصفقة مع حلول شهر يونية القادم. وتقول مجلة "الايكونوميست" ان اركيلور مستعدة حتي للانتحار حتي لا تتم هذه الصفقة وأحد الخيارات المطروحة امامها هو الارتباط بشركة اخري كبيرة للصلب مثل نيبون ستيل اليابانية ولكن ميتول بالمقابل مستعد لزيادة قيمة العرض من اجل اتمام هذه الصفقة ومنع اركيلور من الارتباط باية شركة اخري. وايا كان ما سيحدث مع هذه الصفقة فان هناك اتجاها عالميا في صناعة الصلب نحو الاندماج ويقول روجر انيللي رئيس شركة (CVRD) البرازيلية التي تعد اكبر مورد عالمي لخام الحديد ان صناعة الصلب ستصبح لعبة بين العمالقة وان شركات مثل (POSCO) الكورية وكورب الالمانية وعشرات غيرهما ستصبح عرضة للشراء الودي او الاجباري في الفترة القادمة وهناك من يري ان الشركات الراغبة في الشراء قد تكون من روسيا او البرازيل او حتي الصين التي صارت من اكبر اللاعبين في صناعة الصلب العالمية. الطريف في الامر ان اركيلور كانت حتي وقت قريب منافسا قويا لميتول ستيل علي شراء عدد من الاصول الاوكرانية وقد فازت ميتول ستيل بالصفقة مدعية ان سعرها قد زاد ملياري دولار عن المتوقع بسبب منافسة اركيلور ولذلك لا يستبعد المراقبون ان يكون سعي لاكشمي ميتول الي شراء اركيلور هو محاولة للتخلص من منافس عنيد في سوق الاندماج والاكتساب الخاص بصناعة الصلب خصوصا بعد ان ازدهرت هذه الصناعة وصارت صناعة مربحة بمعايير السوق وقواعد العرض والطلب.