أزمة الملف النووي الايراني باتت تشكل محور مناقشات واسعة بين الاطراف الدولية الفاعلة، اي تلك التي تدفع لمزيد من الحصار حول ايران مثل الولاياتالمتحدةالامريكية واوروبا والاخري التي تعوق اتخاذ قرار دولي ضد ايران بسبب ملفها النووي. وتلتزم الولاياتالمتحدةالامريكية في معالجة هذه الازمة باستشارة الدول الرئيسية في مجلس الامن وتبذل جهودا دبلوماسية لاقناعها بامرين اثنين الاول هو خطورة حصول ايران علي سلاح نووي علي مصالح تلك الدول والثاني استخدام الحزم وربما القوة للحيلولة دون حصول ايران علي سلاح نووي.. وتركز الولاياتالمتحدة في هذا السياق علي الصين اولا وروسيا ثانيا. وبينما تصر ايران علي انها لا تسعي للحصول علي سلاح نووي تؤكد علي حقها في استخدام التكنولوجيا النووية للاغراض السلمية ولكن اصرار ايران في المرحلة الحالية علي عدم قبول حل وسط لتهدئة الازمة والمخاوف يدل في حقيقة الامر علي ان هدف ايران النهائي هو الحصول علي سلاح نووي جهزت له علي مدي العشرين سنة الماضية بحصولها علي كميات من اليورانيوم الخام في مرحلة، وحصولها علي تكنولوجيا نووية من باكستان في مرحلة اخري وفي مرحلة ثالثة يقال انها حصلت علي اجهزة طرد مركزي من باكستان ايضا. ومنذ عام 2002 وفي شهر سبتمبر بدأ العمل في اول مفاعل نووي ايراني في بوشهر ولكن الاقمار الصناعية سرعان ما كشفت في ديسمبر من نفس العام عن نشاط نووي في موقعين اخرين احاطتهما ايران بسرية تامة ومن هنا بدأت تتجمع خيوط الازمة. وبعد مباحثات بين ايران ووكالة الطاقة الذرية الدولية وافقت ايران في نوفمبر 2003 علي تجميد تخصيب اليورانيوم وسمحت بتفتيش مفاجئ علي منشآتها النووية، ولكن الامر لم يستمر طويلا اذ شكت الوكالة من عدم تعاون ايران في عملية التفتيش وانفجرت الازمة بشدة بعد ذلك باعلان ايران انها لن توافق علي اي اقتراح يحرمها من الحق في تخصيب اليورانيوم او انتاج الوقود النووي في بلادها ورفضت اقتراحا روسيا بتوريد الوقود النووي لايران او تصنيعه في روسيا لحسابها. والموقف الان معقد للغاية لان ايران دأبت علي اطلاق تهديدات متتابعة للغرب تارة والمجتمع الدولي وتحذر من تحويل ملفها النووي الي مجلس الامن،واخيرا انذرت بان تحويل الملف سيؤدي الي رفع اسعار البترول في الاسواق العالمية بالاضافة الي تحذيرات اخري غير معلنة واصبح السؤال الان هو: هل تجدي التهديدات الايرانية ام انها ستؤدي الي مزيد من المخاوف الدولية لدي الدول المتعاطفة مع ايران؟ ولنا عودة.