اختلفت آراء خبراء سوق الأوراق المالية حول مدي تأثير الطرح المنتظر لحصة من اسهم رأسمال شركة الشرق الاوسط لتكرير البترول "ميدور" علي السوق وما يصاحب هذه الطروحات من سيطرة حالة الترقب علي المتعاملين ودخولهم في عمليات بيع واسعة لجمع الأموال اللازمة للاكتتاب فيما يسمي بعمليات التسييل. وفي المقابل اتفقت توقعات الخبراء علي أن السهم سيشهد مستويات سعرية مرتفعة بعد الطرح وذلك لأن ميدور باعتبارها تندرج ضمن قطاع البترول الذي يعد من القطاعات الواعدة وذلك بسبب ارتفاع أرباح شركاته وشكك بعضهم فيما يتردد حول احتمالات أن تؤثر خيبة الأمل التي خيمت علي المتعاملين في السوق من سهم المصرية للاتصالات علي طرح ميدور مبررين ذلك بأن الاقبال العربي والأجنبي سيكون محموماً علي السهم. وأشاروا إلي أن السوق سيشهد خلال الفترة القادمة نشاطا ملحوظا خاصة علي سهم المصرية للاتصالات الذي جذب الكثير من المستثمرين للبورصة سواء عرباً أو مصريين اضافة إلي تفاؤل المستثمرين بالحكومة الجديدة بعد التغيير الوزاري الأخير واحتفاظ المجموعة الاقتصادية بحقائبها فيما فسر بأنه نجاح حيث إنها حققت نتائج ملموسة في الاقتصاد المصري في الفترة الأخيرة. من جانبها تشير مريان عزمي المحللة المالية بشركة مترو لتداول الأوراق المالية إلي أن ارتفاع السوق مستمر خلال الفترة القادمة وحتي يتم الاعلان رسميا عن الطرح المرتقب لحصة من أسهم رأسمال شركة الأوساط لتكرير البترول "ميدور" أو علي الأقل بدء تردد الشائعات عن قرب الطرح. وتري أن السوق لن يشهد موجة تسييل قوية مع قرب طرح ميدور مبررة ذلك بأنه لن يكون هناك تكالب من الجمهور علي سهم ميدور كما حدث في المصرية للاتصالات التي نالت شعبية عارمة وانتظار موعد الطرح من قبل صغار وكبار المستثمرين. وتضيف مريان قائلة انه مما لاشك فيه ان الاقبال الأكبر علي سهم شركة ميدور سيكون من قبل المستثمرين العرب والأجانب والذين يمتلكون خبرات واسعة ووعياً كبيراً بأسواق وشركات البترول الواعدة وهو ما يعني أن اكتتاب ميدور سيلاقي قابلية عندهم وخصوصا لأن سعر الاكتتاب سيكون في جميع الاحوال اقل من قيمة السهم الحالية كما ان لديهم الوعي بأساسيات التعامل في البورصة مما يعني ان الاحتفاظ بالسهم لمدة زمنية طويلة سيكون له مردود ايجابي لهم. وأكدت علي أنه في المقابل لن يكون هناك اقبال كبير من قبل المستثمرين المحلليين علي سهم ميدور بعكس المستثمرين العرب والأجانب مشيرة إلي أن ما حدث من هبوط في سعر سهم المصرية للاتصالات إلي أقل من 19 جنيها أربك المستثمرين الصغار وأصابهم بخيبة أمل. وأشارت إلي أن الغالبية العظمي من صغار المستثمرين كانوا يأملون أن يتم بيع سهم المصرية للاتصالات عند سعر 30 جنيها وخصوصا المستثمرين الذين دخلوا البورصة لأول مرة وهم لا يعلمون الكثير عن أساسيات التعامل في البورصة ولكنهم سمعوا عن الطفرات التي حدثت خلال العام وخصوصا في أسعار أسهم "سيدبك" و"أموك" والتي تضاعفت أسعارها فيما لم يتمكنوا من تحقيق تلك الطفرات عند أول يوم طرح لسهم المصرية للاتصالات بالاضافة إلي أنهم لم يحققوا البيع عند السعر المستهدف بالنسبة لهم وبالتالي هذا سينعكس بشكل سلبي علي الاكتتابات القادمة وخاصة ميدور لأن الخوف من البورصة سيخيم علي صغار المتعاملين الذين لم يرغبوا في الاستمرار في البورصة مع العلم أن سهم المصرية سيحقق ارتفاعات كبيرة خلال الفترة القادمة لذلك ينصح بالاحتفاظ به علي حد تعبيرها. وفي المقابل يري أحمد الأشرم المحلل المالي بشركة "اتش سي" لتداول الأوراق المالية أن ما حدث لسهم المصرية للاتصالات لا يعد خيبة أمل للمستثمرين ذلك لأن أغلب التقييمات لسهم المصرية للاتصالات تراوحت ما بين 16 و19 جنيهاً وهو السعر الحالي لسهم الشركة في السوق مؤكدا أن ما حدث بالنسبة لسهم المصرية للاتصالات لن يؤثر مطلقا علي طرح سهم ميدور بل انه من المتوقع تغطية اكتتابها 20 مرة. وأشار الأشرم إلي أنه من غير المتوقع ان تكون تغطية ميدور بنفس حجم التغطية التي تمت مؤخرا في اكتتاب شركة أموك وهو تغطية الاكتتاب 27 مرة وذلك لان حجم المطروح من أسهم شركة ميدور أكبر بنسب كبيرة مقارنة بأموك. ويتوقع ان يشهد سهم ميدور طفرة في أسعاره بعد الطرح وذلك لأن ميدور تندرج ضمن قطاع البترول الذي يعد من القطاعات الواعدة وذلك بسبب ارتفاع أرباح شركات البترول نتيجة ارتفاع اسعار الجازولين والبترول المصفي الذي تعتمد عليه شركات البترول.