قال د.سنان الشبيبي محافظ البنك المركزي العراقي ان ظاهرة الدولرة تراجعت داخل العراق بدرجة ملحوظة خلال الفترة الأخيرة وان العراقيين باتوا يتخلصون من اكتناز العملة الأمريكية لأسباب عدة من أبرزها استقرار سوق الصرف العراقي خلال الشهور الماضية وتحسن مركز الدينار العراقي أمام العملات الأجنبية، خاصة الدولار بالاضافة إلي قيام الجهات العراقية الرسمية بسداد رواتب الموظفين والمصروفات بالعملة المحلية. جاء هذا التصريح خلال حوار قصير أجرته العالم اليوم الاسبوعي مع المسئول العراقي الذي شارك في أعمال المؤتمر المصرفي العربي الذي اختتم أعماله ببيروت مؤخرا. ورداً علي سؤال حول مدي وجود ارتباط بين تخلي العراقيين عن الدولار وتصاعد أعمال المقاومة ضد قوات الاحتلال الأمريكي قال الشبيبي انه يكره منطق المؤامرة في تفسير ظاهرة تراجع الدولار مجددا القول بأن عوامل اقتصادية أدت لانحسار هذه الظاهرة. واضاف أن هناك تحسناً في مؤشرات الاقتصاد العراقي وعلي سبيل المقال ارتفع احتياطي البنك المركزي من العملات الاجنبية إلي 8 مليارات دولار مقابل مليار واحد فقط منذ عامين، وكان هذا الاحتياطي يتجاوز 37 مليار دولار عام 1979 كما استقر سعر عرض الدينار أمام العملات الرئيسية ليبلغ سعر الدولار 1470 ديناراً مقابل 1460 دينارا العام الماضي. كما يحظي الدينار باحترام في الأسواق العالمية علي حد قوله، بالاضافة إلي السياسة النقدية التي يتبعها البنك المركزي العراقي والتي تدعم استقرار الأسواق خاصة سوق الصرف. ورداً علي سؤال آخر حول اسباب تأخر البنوك المصرية في اقتحام السوق العراقي ومدي ارتباطها بالأوضاع الأمنية المتدهورة هناك قال د.سنان الشبيبي ان العالم بات يكتوي بنار الارهاب، وبالتالي فان ما يحدث في العراق حاليا من أعمال ارهابية - علي حد وصفه - لا تختلف كثيرا عن تلك العمليات التي حدثت في شرم الشيخ وعمان وتونس والسعودية ولبنان وغيرها. وأكد علي ضرورة تحرك البنوك والمستثمرين المصريين لدخول العراق الذي لديه سوق ضخم عالي المكاسب خاصة المستقبلية وتوقع المسئول العراقي استقرار الأوضاع الأمنية في العراق عقب الانتخابات المقرر اجراؤها منتصف الشهر الجاري ونتائج مؤتمر الوفاق الوطني الذي رعته جامعة الدول العربية برئاسة عمرو موسي. وحول تفسيره لتخوف البنوك العراقية من اقتحام السوق العراقية رغم موافقتها علي تأسيس بنوك داخل العراق قال محافظ البنك المركزي العراقي ان بنوكا عالمية وعربية كبري بدأت ممارسة نشاطها داخل العراق من خلال بنوك عراقية، فبنك HSBC البريطاني اشتري حصة رئيسية من بنك دار السلام وبنك الكويت الوطني اشتري حصة مؤثرة في بنك الائتمان العراقي، اما الرخص التي حصلت عليها البنوك العالمية باقامة بنوك مستقلة لها فهناك بنوك منها بدأت العمل بالفعل مثل المؤسسة العربية المصرفية ABC (البحرين) والباقي يستعد، وهناك بنوك من قطر وايران والكويت وتركيا أبدت استعدادها للعمل في العراق وتمويل عمليات التجارة الخارجية والمشروعات الاستثمارية. ورداً علي سؤال حول مدي التعاون بين البنك المركزي العراقي ونظيره العراقي اكتفي د.سنان الشبيبي بالقول "ان شاء الله سيحدث تعاون وسيتطور". وحول نصيحته لحائزي الدينار العراقي وما اذا كانوا يتخلصون منه بيعاً أم لا قال محافظ البنك المركزي العراقي إن العملة العراقية تتحسن، وانه لا اتجاه لالغاء الاصدار الجديد منها كما ردد البعض، خاصة وان العملة الجديدة غير قابلة للتزوير وتم طباعة كميات كبيرة منها، كما أن الكميات التي خرجت من العراق في العامين الماضيين عادت مرة أخري وبالتالي لا قلق علي مستقبل العملة العراقية.