"هذا الصلف الذي تبديه البيروقراطية المصرية في شتي المجالات يجب وضع حد له وبالقانون" فليأذن لي الاستاذ سعد هجرس باستعارة هذة الجملة البليغة في وصف ما وصل إليه الحال من معاملة الجهاز الحكومي للمواطنين بل والغرور الذي فاق الوصف فكل مسئول في مصر الآن يتصرف كما لو كان أحد وزراء المماليك فهو السيد والباقون عبيد ليس عليهم سوي الطاعة وكأن هؤلاء جميعا نسواء أنهم مجرد أشخاص تم اختيارهم لادارة وزارة أو هيئة ولخدمة الناس ويتلقون رواتبهم من أموال دافعي الضرائب الذين يتعالون عليهم! وها نحن من جديد نبدأ مسلسل حوادث الطريق كأن لم يكن كافيا تعرض السياح إلي ضربات ارهابية، فقد لقي 7 سائحين يونانيين مصرعهم وزصيب 6 آخرون في انقلاب سيارة ميكروباص عند مفارق طريق كاترين - الطور وكانت السيارة رقم 413 سياحة جيزة قد انفجر اطارها الأمامي اثناء السير.. وبالطبع كانت السرعة هائلة وبالتأكيد لم يكن هناك سائق آخر كما طنطنت غرفة شركات السياحة بأنها أجبرت كل شركات السياحة علي الالتزام بالسرعة والكشف الدوري علي السيارات وصيانتها كذلك الالتزام بوجود سائق آخر احتياطي. وقد طفح الكيل من حوادث السيارات السياحية والقتل المتعمد من أهمال سائقي الاتوبيسات والمركبات السياحية الذين لا يراعون الله في الناس ولا في حياتهم ولا سمعة الوطن.. الضحايا يونانيون وقبلهم اتراك وألبان وفرنسيون فالكارثة لم تترك جنسية جاءت من بلادها لزيارة بلدنا إلا وكان مصيرها الموت. ما هذا التهريج؟ نبكي في كل مناسبة علي السياح ونطالب الدولة بتقديم المزيد من الاتصالات وكل أوجه الدعم، في الوقت الذي لا نريد فيه أن نقدم انجازات بنفس القدر! لقد تعودنا جميعا أن نأخذ فقط وحين نعطي نبكي جميعا من أين؟ وكأن أصحاب الشركات السياحية لا يراعون غير المكسب ولا يعبأون بأرواح السياح.. وكم قلنا مرارا وتكرارا أن الأهمال أشد فتكا من الارهاب.. ولا نزال نعاني من الاثنين؟! لقد أصدر وزير السياحة السابق د.ممدوح البلتاجي عدة قرارات حول اتوبيسات السياحة وحذر وأجبر الشركات علي تأمين سائق آخر بديل بجانب السائق الأصلي وان تراعي عدد ساعات عمل السائق حتي لا يواصل عمله ليل نهار طمعا في قرش زيادة ودون مراعاة لحياته وللمآسي التي يتركها بعده سواء لأسرته التي فقدت العائل أو أسرته الكبري التي فقدت سمعتها اننا ننفق الملايين من الدولارات حتي نضع مصر في أحسن صورة وننفق علي الدعاية والاعلان وحضور المحافل الدولية لوضع اسم مصر عاليا في جميع المجالات وخاصة السياحة ونبذل جهودا جبارة، لكننا نترك سمعة مصر وأروح السائحين في أيدي مجموعة جشعة بدون ضمير. أين المسئول عن الطرق في مصر؟ هل يتشدق ليل نهار بإنجازاته؟ أين العمل في شوارع السياحة؟ اذا كانت أرواح المصريين كالعادة لاتهم أحدا فأرواح السياح ليست ملكنا ولن يمر موتهم مر الكرام مع تذكر أن هذه ليست الحادثة الأولي للسياح اليونانيين ولايزالون يتذكرون ماحدث لهم من عدة سنوات في أحد فنادق الهرم والذي أدي إلي 35 قتيلا من بينهم عدا المصابين وهو الحادث الذي أدي إلي غياب السياح اليونانيين عن مصر التي لم يبدأوا في العودة إليها إلا هذا الموسم والذي قبله علي أحسن تقدير بعد أن بذلنا جهودا وانفقنا الملايين حتي بدأت الحركة السياحية اليونانية بالعودة وهذا ما حدث بالضبط للسياحة اليابانية فهناك شعوب تتأثر كثيرا من جراء الاهمال ولا يقتنعون "بمعلهش" أو "عفا الله عما سلف" وليس لديهم أباطرة علي رأس وزاراتهم يتعاملون بتعال مع الموظفين أو القتلي من سياحهم. ويبقي الحال علي ما هو عليه: شوارع مهدمة وطرق مظلمة وحفر ومطبات علي الكيف ولا توجد ارشادات او علامات او سيارات شرطة تتابع حركة السير علي الطرق.. تبني الشوارع وتهدم في العام مرة واثنين دون سبب واضح.. الاهتمام ضعيف بحياة السائح وحمايته من طرق الموت وسائقي الموت وأصحاب شركات سياحة الموت. والمطلوب قرارات حاسمة لانقاذ انجازات السياحة.