سانا: مقتل 5 وجرح العشرات في انفجار عبوات ناسفة مزروعة داخل مسجد بحي وادي الذهب في حمص    رئيس وزراء السودان: اللقاءات مع الجانبين المصري والتركي كانت مثمرة    بث مباشر مش مشفر «شجع أم الدنيا»..، منتخب مصر ×جنوب افريقيا يخوض مواجهة جديدة اليوم وكل الأنظار على الفراعنة    وزير الرياضة يطلق إشارة البدء للنسخة العاشرة من ماراثون زايد الخيري    3 أشخاص يشعلون النار في مقهى بطوخ وأنبوبة الغاز وراء الواقعة    الناقد الفني أسامة عبدالفتاح يطمئن جمهور محمود حميدة: حالته الصحية جيدة وعاد لمنزله    خشوع وسكينه..... ابرز أذكار الصباح والمساء يوم الجمعه    خطوات هامة لسلامة المرضى وحقوق الأطباء.. تفاصيل اجتماع اللجنة العليا للمسئولية الطبية    الرعاية الصحية تعلن قيد جمعية الخدمات الاجتماعية للعاملين بالهيئة رسميا بوزارة التضامن    جيش الاحتلال يشن هجوما ضد أهداف لحزب الله في لبنان    كواليس متابعة صابرين الحالة الصحية للفنان محيي إسماعيل لحظة بلحظة    القاهرة الإخبارية: غارات مفاجئة على لبنان.. إسرائيل تبرر وتصعيد بلا إنذار    الذهب يسجل مستوى قياسيا جديدا.. وعيار 21 يتجازو 6 آلاف جنيه لأول مرة    دعاء أول جمعة في شهر رجب.. فرصة لفتح أبواب الرحمة والمغفرة    خناقة في استوديو "خط أحمر" بسبب كتابة الذهب في قائمة المنقولات الزوجية    افتتاح 3 مساجد بعد الإحلال والتجديد بسوهاج    حصاد نشاط الإسكان خلال أسبوع (فيديوجراف)    نائب وزير الصحة تشارك بورشة عمل «مصرية–ليبية» حول تطوير الرعاية الصحية الأولية    تعزيز الوعى الصحى لطلاب جامعة القاهرة.. فعالية مشتركة بين طب قصر العينى والإعلام    «شيمي»: التكامل بين مؤسسات الدولة يُسهم في بناء شراكات استراتيجية فعّالة    الوزير: موانئ مصر البحرية استقبلت 464 سفينة بزيادة 41% خلال 2025    موعد مباراة المغرب ومالي في أمم أفريقيا 2025.. والقنوات الناقلة    أحمد عبد الوهاب يكتب: حل الدولتين خيار استراتيجي يصطدم بالاستيطان    وزارة الخارجية ووزارة الاتصالات تطلقان خدمة التصديق علي المستندات والوثائق عبر البريد    مجلس جامعة القاهرة يعتمد ترشيحاته لجائزة النيل.. فاروق حسني للفنون ومحمد صبحي للتقديرية    هل انتهى زمن صناعة الكاتب؟ ناشر يرد بالأرقام    وزارة التضامن تفتتح غدا معرض ديارنا للحرف اليدوية والتراثية بالبحر الأحمر    غارات وقصف ونسف متواصل يستهدف مناطق واسعة بقطاع غزة    إصابة شخصين في حادث انقلاب سيارة ربع نقل بقنا    رخصة القيادة فى وقت قياسى.. كيف غير التحول الرقمي شكل وحدات المرور؟    كلية المنصور الجامعة تعزّز الثقافة الفنية عبر ندوة علمية    تحذير رسمي من وزارة الزراعة بشأن اللحوم المتداولة على مواقع التواصل    وزير الكهرباء يبحث مع مجموعة شركات صاني الصينية التعاون في مجالات الطاقة المتجددة    زيلينسكي: اتفقت مع ترامب على عقد لقاء قريب لبحث مسار إنهاء الحرب    أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 26-12-2025 في قنا    زعيم كوريا الشمالية يدعو إلى توسيع الطاقة الإنتاجية للصواريخ والقذائف    مسؤول أمريكي: إسرائيل تماطل في تنفيذ اتفاق غزة.. وترامب يريد أن يتقدم بوتيرة أسرع    مباراة مصر وجنوب أفريقيا تتصدر جدول مباريات الجمعة 26 ديسمبر 2025 في كأس أمم أفريقيا    مخالفات مرورية تسحب فيها الرخصة من السائق فى قانون المرور الجديد    متحدث الوزراء: مشروعات صندوق التنمية الحضرية تعيد إحياء القاهرة التاريخية    شروط التقدم للوظائف الجديدة بوزارة النقل    وزير العمل يصدر قرارًا وزاريًا بشأن تحديد العطلات والأعياد والمناسبات    معركة العمق الدفاعي تشغل حسام حسن قبل مواجهة جنوب إفريقيا    تفاصيل جلسة حسام حسن مع زيزو قبل مباراة مصر وجنوب إفريقيا    عمرو صابح يكتب: فيلم لم يفهمها!    ريهام عبدالغفور تشعل محركات البحث.. جدل واسع حول انتهاك الخصوصية ومطالبات بحماية الفنانين قانونيًا    اختتام الدورة 155 للأمن السيبراني لمعلمي قنا وتكريم 134 معلماً    الفريق أحمد خالد: الإسكندرية نموذج أصيل للتعايش الوطني عبر التاريخ    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    كأس مصر - بتواجد تقنية الفيديو.. دسوقي حكم مباراة الجيش ضد كهرباء الإسماعيلية    الأقصر تستضيف مؤتمرًا علميًا يناقش أحدث علاجات السمنة وإرشادات علاج السكر والغدد الصماء    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    أسامة كمال عن قضية السباح يوسف محمد: كنت أتمنى حبس ال 18 متهما كلهم.. وصاحب شائعة المنشطات يجب محاسبته    كشف لغز جثة صحراوي الجيزة.. جرعة مخدرات زائدة وراء الوفاة ولا شبهة جنائية    ساليبا: أرسنال قادر على حصد الرباعية هذا الموسم    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    40 جنيهاً ثمن أكياس إخفاء جريمة طفل المنشار.. تفاصيل محاكمة والد المتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هل المصريون عبيد للحاكم؟
نشر في صوت الأمة يوم 04 - 05 - 2009


مايكل فارس
هل الشعب المصري عبيد للحاكم منذ عهدالفراعنة وحتي الآن؟! سؤال ربما لم يطرحه أحد من قبل وإن كان بعض المثقفين تهامسوا به علي المقاهي وفي المنتديات الثقافية وألف أحدهم سرا كتابا بعنوان تراث العبيد يحمل توقيع الدكتور «ع.ع» أكد فيه أن الشعب المصري عبيد مستشهدا بخضوعهم للعبيد
المماليك وخنوعهم للحكام عبر حقب التاريخ المختلفة.
ففي رائعة الارض للراحل عبدالرحمن الشرقاوي يظل بطل الرواية محمدابوسويلم ومعه بضعة افراد يواجهون الامير التركي الذي يريد الاستيلاء علي ارضهم لاقامة خط سكك حديدية عليها في حين تظل الغالبية العظمي من اهل القرية خانعين ومرعوبين حتي من مجرد نقد الامير وفي نهاية الرواية انتصر المؤلف للامير التركي وفي رواية «الحرام» ليوسف إدريس استعرض الكاتب حياة عمال التراحيل وكيف أن أحد الاقطاعيين الكبار لم يكتف بعبودية الفلاحين في الارض بل اعتدي علي زوجة احدهم جنسيا والتي انتحرت هربا من العار، الفرعون في مصر القديمة إلي محاولة اقصاء الشعب من المشاركة السياسية جرت وقائع كثيرة اختلف حولها اساتذة التاريخ وعلم النفس والسياسيون ففي حين رأي البعض أن المصريين عبيد رفض اخرون الصفة المهنيه.
الدكتور عبدالحليم نور الدين رئيس المجلس الاعلي للآثار السابق واستاذ الآثار بجامعة القاهرة أكد أن العلاقة بين الحاكم الفرعون والمصريين القدماء قامت علي نظام المؤسسات والإدارات التي تم تقسيمها إلي أقاليم وتعيين وزير لكل إقليم وأوجد المصريون القدماء الانظمة المالية والهندسية والعسكرية وبذلك قامت العلاقة بين الحاكم والمحكوم علي العدل ولم تبن الاهرامات بالسخرة لأن السخرة لاتفرز ابداعا.
وأشار إلي أن العدالة وتحكيم الضمير كانت في عصر الحضارة الفرعونية أكثر مما عليه الآن حيث كان المصري القديم يقسم بالآلهة أثناء المحاكمة وأوجد المصريون إلها للعدالة كان يسمي «ماعت»ووصلت الحرية والديمقراطية إلي حد الشكوي ضد كبار المسئولين أمام القاضي دون خوف أو تعقب.
ويري الدكتور عبدالحليم نور الدين أن المصريين القدماء أول من ابتدعوا نظام الاضراب فعندما عم الكساد في إحدي السنوات رفض المصريون القدماء العمل وقالوا للحاكم «نحن جوعي» وقال إن المحتلين الذين جاءوا بعد الفراعنة اذلوا المصريين ومارسوا ضدهم كافة انواع القهر والعدوان والظلم واقصوهم عن المشاركة في حكم البلاد واتخاذ القرار السياسي حتي جاء الفتح الاسلامي وتعاقب الحكام المسلمون حتي عصر المماليك ليحكم العبيد الاحرار حيث تعمدوا علي أن يكون لكل مملوك مماليك من اتباعه ضمانا لولائهم ووصل هذا التراث الي المصالح الحكومية المصرية الآن حيث يحرص المدير علي أن يكون له حاشية مقربة وكذلك الموظف إذاعمل لفترة طويلة في أحد الاماكن فإنه يكون حاشية من الموظفين الصغار والمحافظ لايستطيع العمل في ظل القانون فقط بل علي أن يسير وفق هذه الاعراف والتقاليد والموروثات وهذا هو ما يسمي بتراث العبيد.
وأكد الدكتو عبدالحليم أن محمد علي باشا قضي علي كبار قادة المماليك في مذبحة القلعة وادخل ابنائهم في خدمته حيث زوج نساءهم لاعوانه لتختلط دماء المماليك بالمصريين مما يفسر بقاء بعض تراثهم. حتي الآن واوضح نور الدين أن المماليك هم أول من اخترعوا الفاظا مثل «الذنب» ويقصد بها الوشاية وكذلك «الغمز واللمز» و«التدبيس» والتي تعني تلفيق التهم.
ومن جانبه يري الدكتور أحمد ناصف استاذ التاريخ بجامعة طنطا أن فترة حكم المماليك كانت من أصعب الفترات في التاريخ المصري لدرجة أن المؤرخ جبريل باير قال أن المصريين عبيد لمن حكموا مستندا إلي إن صلاح الدين الايوبي ألغي عندما حكم مصر حكم الشيعة واستبدل المذهب الشيعي بالسني وقضي علي الفكر الفاطمي ورضخ المصريون لذلك وعندما رفض المصريون حكم الوالي المعين من قبل الباب العالي العثماني وطالبوا بترشيح غيره لم يختاروا واحدا منهم وانما اختاروا الالباني محمدعلي، في المقابل ينفي الدكتور أحمد ناصف هذه الفكرة عن المصريين مؤكدا أن الشعب ارتبط بالنيل فالمصري يبحث عن الاستقرار فهو يرمي الحبوب في الارض وينتظر الحصاد لذلك فهم ساكنون ويبدون احيانا خاضعون ولكن متي ثاروايصعب السيطرة عليهم فمثلا عندما تولي الرومان حكم مصرواضطهدوا المسيحيين لم يغير المسيحيون دينهم وحتي عندما تحولت «روما» إلي المذهب «الكاثوليكي» ظلت الغالبية العظمي من المصريين «ارثوذكس» واضاف أن المؤرخ «جبريل» قال «الله عندماوزع كل شئ وزع حليفا معه ففي الشام وزع الثراء والثورة وفي الصحراء وزع الفقرمع القوة وفي مصر وزع الله الثراء والخنوع ويري ناصف أن المماليك استمدوا شرعية حكمهم من الدين بعد حصولهم علي فتوي من رجال الدين وشهادات بأنهم من الاحرار وكان أول من فعل ذلك المملوكي عز الدين العسقلاني كما أن المماليك جلبوا عبيدا من خارج مصر وشاركوهم في الحكم وابعدوا المصريين عن السياسة والسلطة واستقوي المماليك بهولاء الاجلاب ضد الشعب المصري الذين تركوهم في السلطة طالما ابتعدوا عن المساس بمعتقداتهم ونسائهم وتغلغل التراث المملوكي في الفكر المصري ومنه اللي يتجوز أمي أقول له ياعمري» ومع ذلك لجأ المصريون إلي المقاومة ونقد الحاكم عن طريق الاراجوز وكانوا يسقطون في حكاياته وعلي لسانه ما يريدون أن يقولوه للحاكم ولكن هذا الشعب إذا ثار فلن تستطيع قوة أن تقف أمام ثورته لذا يعد النظام الحالي لمخطط التوريث في سرية واتحدي أن يجهر أحد من المسئولين به ولكن تراث العبودية لم يتغلغل في الشعب المصري رغم أن الشعب كان خانعا للسلطة فعندما جاء محمد علي للحكم حكم بالحديد والنار وحتي عندما قامت الثورة عام 1952 ظل الغالبية العظمي بعيدا عن المشاركة في الحياة السياسية وإن بدأت مرحلة جديدة بين الحاكم والشعب.
ويري المستشار محمد حامد الجمل رئيس مجلس الدولة السابق أن العبيد قديما افضل من العبيد الآن فقديما مالك العبد كان عليه أن يحافظ عليه فيطعمه حتي لايموت أو يفقده بينما يموت المصريون الآن بايدي النظام دون مبالاة فظهرت تجارةسرية للاعضاء بسبب الفقر والجوع.
واشار الجمل لحقبتي حكم عبدالناصر والسادات وما تركاه من قوانين ومعاملات ادت إلي ترسيخ العبودية والذل في فكر الشعب . وحول تقييم مرحلة ثورة يوليو قال الجمل منذ ثورة 1952.. تم الغاء دستور 1923 وتشكيل مجلس قيادة حركة الجيش ثم مجلس قيادة الثورة الذي تولي السلطة التنفيذية والتشريعية بمجموعة وزراء تكنوقراطيين ينفذون اوامر الضباط الانقلابيين فنشأت سيطرة زعيم واحد علي كل سلطات الدولة فاصبح الرئيس ومن يتبعه من محافظين ووزراء لايخضعون لاي محاسبة دستورية او قانونية مع منع ترشيح أي شخص لمجلس الامة او المجالس المحلية إلا بموافقة الاتحاد القومي ثم الاتحاد الاشتراكي اضافة إلي حظر النشاط الحر للمواطنين فاصبح الشعب ذليلا وزادت بشاعة الصورة بمذبحة القضاة عام 1969 وزادت عمليات القهر والتعذيب والاعتقال واصبح الارهاب السلطوي هو المسيطر علي الشعب وتابع الجمل: حارب السادات منذ توليه مراكز القوي و أغلق المعتقلات وحرق الشرائط القبيحة المسجلة للمسئولين ورفع شعارات دولة العلم والايمان و«دولة المؤسسات» وأعد دستور 1971 بعد الغاء الدساتير الناصرية لكن الوضع ظل كما هو. الدستور الجديد مفاده بإن الرئيس مصدر السلطات وصاحب السيادة العليا ويحق له أن يعطل احكام الدستور واللجوء للاستفتاء الذي نتيجته في الغالب 9،99% بل وعصف بالدستور والشرعية واطلق عنان الجامعات الاسلامية في مواجهة الشيوعية ووقع اتفاقية كامب ديفيد التي رفضها العرب والمصريون ليعتقل بعدها وتحديدا في سبتمبر 1981 ،1 آلاف من المثقفين والتيارات الاسلامية والاقباط مما أدي لاغتياله في اكتوبر من نفس العام قبل حله الاتحاد الاشتراكي وانشاء احزاب خاضعة للسلطة التنفيذية ومقيدة بقانون الطوارئ ليفقد الشعب سيادته وتصبح مصر ملكا لعدم من العائلات القريبة من السلطة فاصبح الشعب المصري عبدا للبيروقراطية والاستبداد وجاء الرئيس مبارك لتبدأ مرحلة اخري بين النظام والشعب ايضاويقول الدكتور يحيي الجمل الفقيه الدستوري أن البرلمانيين يشعرون ان الشعب لم يأت بهم وأنهم فازوا بإرادة الامن وتدخلاته لذا فولاؤهم لمن جاء بهم
وضرب مثلا بما قاله المفكرالانجليزي هارون بلاسكي الذي تحدث عن الثورات وكيفية قيامها والمقومات التي كانت مع الشعب ومع الحكومة اثناء الثورات القديمة مثل الثورة الفرنسية كانت الحكومة تملك بنادق بارود والمواطنون كانوا يملكون حجارة والبعض كان يملك بنادق. أما الآن فانظر إلي ما تملكه الحكومة وما يملكه الشعب.
وأكد أن الشعب المصري «فراز» فرغم ما يعانيه يفهم الاوضاع السياسية وعندما خرج محمود ابو زيد من وزارة الري حزنوا عليه جدا ومع ذلك فهو شعب سلبي نتيجة تراكم عصور طويلة من التهميش من قبل الحكام.
وأكد أن تغيير المادة 76 خطيئة دستورية لأنها اغلقت الباب نهائيا لتداول السلطة فظاهرها رحمة وباطنها عذاب.
وقارن الجمل بين الدستورالمصري ودساتير العالم التي توضع لزيادة حريات الشعوب وتقييد مساحة السلطة فكل التعديلات التي تمت في الدستور المصري منذ 1980 تتجه لتقييد الحريات وزيادة السلطة وقال إن مصر دولة فرد لا دولة مؤسسات مشيرا إلي أن عيشة العبيد التي نحياها شارك فيها الحكومة والمثقفون وطبيعة الشعب المصري التواكلية والاعتمادية.
من جانبه نفي عمار علي حسن رئيس مركز دراسات الشرق الاوسط صفة العبودية عن الشعب المصري مؤكدا أن الذين يدعون ذلك استقوا احداثا بعينها من التاريخ لتعضيد وجهة نظرهم فالقراءة المنطقية للتاريخ تنزع هذه الصفة عن الشعب لأن الشعب مارس استقلالا ما مقارنة بدول اخري انصهرت في الامبراطوريات مثل الشعب الصيني والروسي فالمصريرين كانوا اكثر تحررا ولكن بعض المثقفين المصريون الذين ظلوا عاجزين عن الفعل الايجابي اسقطوا بعض الوقائع علي كل الشعب المصري فالمماليك انفسهم الذين حكموا مصر استمدوا شرعيتهم من الحاكم العباسي وفي عام 1258 وعندما سقطت حاضرة الخلافة الاسلامية في بغداد جاءوا بالخلافة إلي القاهرة لاضفاء هذه الشرعية والتي كان يحترمها الشعب المصري كما أنه لايوجد دليل علي أن الشعب المصري رضخ في حفر قناة السويس للسخرة فهناك عشرات القبائل هربت من هذه السخرة وهذا سر انتشار العديد من العائلات ذات الاصل الواحد في العديد من المحافظات المصرية.
ويري الدكتور عمار علي حسن أن الشعب المصري القديم بني الاهرامات حبا في الحاكم حيث كانوا يقدسون الفرعون ويعتبرونه إلها اما الدكتور أحمد شوقي العقباوي استاذ علم النفس فيري أنه لاأساس من العلم للقول إن هناك شعوبا من الاحرار فكل عصر له ظروفه الخاصة ففي العصر الجاهلي كان العرب يعبدون الحجارة فليس معني هذا انهم كانوا عبيدا للحجارة أما المهندس أحمد بهاء الدين شعبان فأشار إلي أن الحاكم له اساليبه التي يحاول بها السيطرة علي المحكوم وله مثقفوه الذين يروجون لفكرة أن الشعب المصري من العبيد فذلك يخدم الحاكم في محاولة لتوطيد فكرة الخنوع والاستسلام للقهر والظلم الذي عاني ويعاني منه الشعب المصري علي مدار تاريخه وأشار شعبان إلي أن الشعب المصر لم يستكين فقد انتفض ضد الحاكم اكثر من مرة بداية العصر الحديث من ثورة 1919 وحتي ثورة 1952 وقاوم الاحتلال الفرنسي والانجليزي وطوال الخمس سنوات الاخيرة خرجت الاضرابات والمظاهرات بعد مجئ حركة كفاية التي كانت لها مطالب سياسية محددة وجميع اعضاء كفاية والقوي الوطنية من المصريين الشرفاء أم أن من يقود هذه الحركات من الاجانب!!
مصر في حاجة إلي زعماء لا عملاء
تتسم الأنظمة العربية في مجملها بسوء الإدارة لمقدرات وإمكانات شعوبهم وإلا ما كنا وصلنا إلي ما نحن فيه بعد أكثر من ثلاثين عاما من السير في طريق السلام المزعوم والذي أهدر الحقوق وأضاع البلاد وأفسد العباد لأنه لم ينبني علي أصول حقيقية بل استثمر الحكام هذا الاستسلام ليقدموا أوراق اعتمادهم للقوي العظمي الحامية للكيان الصهيوني عسي أن يرتبط بقاؤهم ببقاء هذا الكيان المغتصب !!! جاء السلام وفي المقابل ضاعت المكانة الدولية في كل المجالات و انهارت المؤسسات رغم وجود هياكلها وكذلك القيم رغم وجود مصادرها ! جاء السلام وتدهورت الحالة الاقتصادية وزاد الفقر وانتشر الجهل وارتفعت نسبة الإصابة بالأمراض النفسية والعضوية ولم تصب معدلات التنمية التي صدعوا بها رؤوس الشعب إلا في جيوبهم وجيوب من التف حولهم من المسخ البشري الذي افتقد للكرامة والصدق والإنسانية !! جاء السلام فاستثمره الصهاينة لصالح مشروعهم الاستيطاني التوسعي وما أفسده عليهم سوي المقاومة العفية ورجالها الأشداء المخلصين ، بينما نصب الحكام بالسلام علي شعوبهم ! ومازالت حالة التردي قائمة طالما لم يعترف الحكام الفشلة بما ساقوا اليه الأمة من إهانة ومهانة ، فإذا بنا نجد قرارات ومواقف يتخذونها - من غضب الله عليهم - بلا رؤية ولابصيرة إنما طاعة لولي أمرهم وحامي عروشهم كما يظنون ! من تلك المواقف والقرارات :
.1 في الوقت الذي فيه تدعو مصر للحوار الفلسطيني نجدها تنحاز فيه لطرف علي طرف طبقا للمعايير الأمريكية !! ويصبح الرئيس مبارك الوحيد علي مستوي العالم العربي الذي لم يلتق بخالد مشعل رئيس حركة حماس صاحبة الشرعية البرلمانية وأحد أطراف الحوار التي تزعم مصر حضانتها !! بينما يستقبل جعجع قائد الفتنة الملوثة يداه بدماء العرب علي أرض لبنان !! كما لم ينس الوزير الأفشل للخارجية المصرية الذي لادور لوزارته - بعد انتقال الملفات الهامة منها لجهاز المخابرات العامة - أن يسخر ويهين أحد أطراف الحوار الفلسطيني الذي تستضيفه بلده وينزع منها الشرعية لحساب الطرف الذي باع نفسه للصهاينة والأمريكان !!
2 - في الوقت الذي تحرز فيه المقاومة العراقية انتصاراتها علي المحتل الأمريكي وحكومة الاحتلال بعد أن كادت الدولة العظمي أن تشهر إفلاسها وأنقذتها الأموال العربية المهربة أو المستثمرة بالمليارات بعيدا عن أرض الوطن ، إذا بنا نجد حكام مصر والأردن يرسلون سفراءهم ليتم حصارهم في المنطقة الخضراء بلا عمل حقيقي يؤدونه لقلة عدد البعثة التي أختزلت في السفير ونائبه !! إذن لماذا هم هناك ؟ كي يمدون حكومة الاحتلال وإدارة المحتل بأنابيب الأكسجين كي تبقي عليه أو تخرجه بلا حرج أو إهانة كي يستمر مسلسل إذلال العراقيين تحت مظلة الجامعة العربية !!
3 - اتفق الجميع علي أن النظام الحاكم في مصر منهار وعلي وشك الرحيل بعد أن خرب الديار وأفسد الذمم وأحال مصر الي ركام ولاحل ولا مخرج من سيناريوهات الفوضي أو العنف سوي الإجماع الوطني بعد أن يعترف المسئولون بفشلهم وبحجم الفساد المتراكم الذي تسببوا فيه! وذلك بتشكيل حكومة وحدة وطنية ليس فيها أحد ممن سبق وأن تولي مسئولية وزارية وأفسد فيها ! في محاولة لتنقية وتهيئة المناخ لإعادة الحياة لمصر والمصريين تحت محددات متفق عليها للإجماع الوطني يترك فيها الشعب مع كافة ضمانات الحرية والشوري والعدل الذي لا يفرق بين أحد من أبناء الأمة لاختيار حكامه ونوابه ومسئوليه في هدوء دون عنف أو فوضي ، ورغم ذلك جاءت فرصة الأزمة المالية العالمية لتلتف الشعوب حول قادتها من مختلف الاتجاهات لتداول الأمر واتخاذ القرارات المصيرية دون تفرد من المسئولين في كل أنحاء العالم إلا في مصر فقد ضيع النظام الجهنمي الفاشل الفرصة ولم يلتفت لأحد ممن حوله اعتقادا منه بالتفرد والتميز وبفضله علي كل من عاداه ، بل كابر وعاند وذلك دليل شؤم علي مجريات الأحداث في الأيام القادمة ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم
4 - في ظل الغضب الذي اجتاح مصر كلها نتيجة العنف والإجرام والممارسة غير الشرعية لقوات الشرطة في كل مكان تستمر سياسة النظام في حماية المتهمين في قضايا القتل العمد والتعذيب في الأسكندرية وسمالوط والفيوم والقاهرة حيث يقدم المخبرون وأمناء الشرطة كبش فداء مع وعد بإخراجهم من القضايا كالشعرة من العجين فيما بعد !! دون أي مراعاة لشعور الغضب الساري في نفوس كل الناس وهو ما يهدد بتولي كل ضحية مهمة الأخذ بثأرها لغياب العدل والمساواة !! ورغم ذلك فلا قرار بمحاسبة كل من يتهم في هذه القضايا فور الإبلاغ عنها ولاتعديل تشريعي يسوي في المسئولية بين المحرض والفاعل والصامت والآمر الناهي فكلهم في الإدانة والعقاب متساوون ! وهو ما يدل علي غباء منقطع النظير قد يعجل بفوضي أو بعنف في ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية ! مصر في حاجة الي زعماء لا الي عملاء!!
اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا وأرشدنا الي طريق الخير وقرب بين صفوف أبناء الأمة وأخلص نواياهم لنصرة الحق والعدل والحرية
اللهم احمنا من غدر وخسة أهل الداخل أما من في الخارج فنحن - بإذن الله - بوحدتنا ووعينا كفيلون بهم اللهم آمين
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.