تحقيق أحمد الشربيني ومحمد مقلد: عقب ظهور مشكلة الفواكه والخضراوات الملوثة مؤخراً والنشر الصحفي عن وجود حالات تسمم ظهرت حالة من الجدل والانقسام بين مصدري ومنتجي الحاصلات الزراعية حول تأثير ذلك علي الصادرات الزراعية حيث أكد البعض منهم أنه لا يوجد تأثير لتلك المشكلة علي الموسم التصديري أو حتي علي الأسواق الداخلية بينما أكد البعض الآخر أن التأثير تركز علي أسواق الدول العربية والأسواق الداخلية وفي ظل حالة التضارب والحالة الضبابية لموقف شركات ومصدري الحاصلات الزراعية المصرية فان تقريراً حديثاً للجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أكد أن أسعار الجملة للسلع الزراعية شهدت انخفاضاً ملحوظاً خلال الفترة الماضية مقارنة بنفس الفترة للعام الماضي بنسبة بلغت 12% ومن جهة أخري أعلن رشيد محمد رشيد وزير التجارة الخارجية والصناعة أن الوزارة ستضع لائحة جديدة تتضمن ضوابط صارمة للمصدرين لتفادي آثار مشكلات تلوث الفاكهة وتأثيرها السلبي علي صادرات مصر وسمعتها بالخارج.. أين الحقيقة في كل هذا؟! "العالم اليوم" فتحت الملف.. سوء الاستخدام المهندس محمد أيمن قرة أحد مصدري الفاكهة وعضو المجلس السلعي للحاصلات الزراعية يري أن سوء استخدام المبيدات وعدم الوعي لدي المزارعين هو أساس مشكلة محصول الفاكهة والخضراوات في هذا الموسم مؤكداً أن ذلك كان له تأثيرات سلبية كبيرة علي مصدري الفاكهة للدول العربية بينما كان التأثير بسيطاً بالنسبة للمصدرين إلي أسواق الاتحاد الأوروبي والتي كانت تتأكد من شائعات إصابة الفاكهة والخضراوات المصرية باجراء التحاليل اللازمة والتأكد من سلامة الصادرات المصرية من الحاصلات الزراعية خاصة أن الشركات المصرية تتعامل وفق نظم وبرامج معينة مع أسواق الاتحاد الأوروبي والتي تضع شروطاً صارمة لأمن وسلامة المنتجات المستوردة. ويضيف المهندس قرة أن مشكلة الفواكه والخضراوات المرشوشة بالمبيدات والحملة التي صاحبتها بوجود حالات مرضية كثيرة أثرت بشكل كبير أيضاً علي الأسواق المحلية والتي واجهت كساداً وركوداً كبيراً بأسواق الفاكهة هذا الموسم. ويوضح أنه يجب بحث القضية بدون أية مبالغة في السلبيات علي أن يتم وضع نظام متفق عليه بشكل أساسي لكيفية استخدام المبيدات في مصر مشيراً إلي أن تلك المبيدات معظمها مصنع في شركات عالمية لها سمعة جيدة ويتم استخدامها في معظم دول العالم ولكن المهم هو كيفية الاستخدام لأن هناك أثاراً إيجابية لتلك المبيدات أما إذا تم استخدامها بشكل سليم فيمكن تفادي أو تقليل تلك الآثار.. ويشير المهندس قرة إلي أن معظم المصدرين للدول العربية تضرروا من الحملة التي أثيرت مؤخراً ضد الفاكهة المصرية لأن المستوردين ويستوردون منتجات تنصح بعض وسائل الإعلام المصرية المواطنين بعدم أكلها. ويضيف المهندس قرة أن هناك العديد من المزارعين المصريين لم تتأثر منتجاتهم بالمبيدات خاصة المزارع الموجودة بالأراضي الصحراوية والمستصلحة وهو ما يجعلنا نطالب بعدم التعميم حيث تؤدي المبالغة في طرح المشكلة إلي آثار سلبية علي صادراتنا من المحصولات الزراعية وبالتالي التأثير علي سمعتها بالخارج. ويري شريف المغربي رئيس المجلس السلعي للحاصلات الزراعية أن الصادرات المصرية هذا العام لم تتأثر سلبياً بالرغم من كل الأحداث الأخيرة بل زادت ومتوقع لها أن تتضاعف بعد خمس سنوات خاصة بعد المشاورات التي تمت مع الاتحاد الأوروبي والرغبة الأكيدة التي أبداها الجانب الأوروبي لحل كل مشكلات الصادرات المصرية فالملف الأوروبي الآن مفتوح مع وزارة التجارة وهناك مشاورات وصلت إلي طلب مصر اللجوء لمنظمة التجارة العالمية والتحكيم وبالنسبة لمشكلة البطاطس فهي علي وشك الحل خاصة بعد البيان المشترك لوزارتي الزراعة والتجارة الخارجية والتأكيد علي ضرورة سلامة أي سلع تصديرية ومعاقبة المقصرين، وبخصوص عودة بعض الشحنات التصديرية قال المغربي إن مصر منذ عشر سنوات لم تتم إعادة أي شحنات تصديرية بسبب المبيدات ولكن هناك أسباب أخري لرفضها وعلي المصدر الالتزام بالقواعد المحددة للتصدير. ويضيف المغربي أن ما يحدث الآن من هجوم علي الصادرات المصرية هو أكبر دليل علي نجاح سياسة مصر التصديرية فالوصول إلي نقطة الصحة النباتية يعني أن الدول الأوروبية لم تجد سبباً آخر غير ذلك فلو أن الصادرات المصرية فاشلة ما كانت هذه الحرب التي شنتها بعض الدول فعلي سبيل المثال البطاطس المصرية تصدر منذ سنوات عديدة لأوروبا فلماذا الآن الحديث عن أضرارها.