مع صعود اليورو إلي 834.89 قرش شراء 837.58 قرش للبيع اعتبر خبراء الاقتصاد هذا الصعود الحاد لليورو بمثابة "ضربة حظ" للمصدرين إلي الأسواق الأوروبية فهو يتيح الفرصة لهؤلاء المصدرين لرفع أسعار عروضهم التصديرية التي تقدر باليورو بما يعادل ارتفاع سعره أمام الجنيه أو رفع أسعار عروضهم التصديرية إلي الأسواق الأوروبية نظراً إلي اعطاء ارتفاع اليورو مؤشراً علي انتعاش الاقتصاد الأوروبي.. وهو ما دفعنا لطرح عدة تساؤلات حول قدرة القطاع التصديري المصري علي الاستفادة من ارتفاع اليورو الأخير.. وتأثير ذلك علي حركة الصادرات المصرية في المستقبل. تكلفة الشحن أولي بوادر الاستفادة من ارتفاع قيمة اليورو ظهرت من خلال الفارق في تكلفة نولون الشحن قبل وبعد وصول الشحنة للمستورد وهو ما يشير إليه محمد اسماعيل مدير شركة "فريت واي" للملاحة البحرية حيث أكد علي أن الارتفاع المتصاعد بحدة لليورو أمام الجنيه ساهم في تشجيع القطاع التصديري علي زيادة حركة الشحن البحري مع نهاية شهر نوفمبر الماضي موضحاً أن ارتفاع اليورو ساهم في إضافة ربحية من تكلفة النولون التي يستردها المصدر المصري بعد وصول الشحنة ولكن بمكسب الفارق بين تكلفة الشحن المدفوعة باليورو وقيمة هذه التكلفة بعد استردادها وهو بذلك خلق ميزة تنافسية تضاف إلي انخفاض تكلفة النقل البحري بين مصر وأوروبا باعتبارها من أقرب دول منطقة الشرق الأوسط إلي الموانئ الأوروبية. ولا تستطيع أغلب الخطوط المصدرة بالشرق الأوسط للسوق الأوروبي كما يضيف اسماعيل منافسة تكلفة الشحن من مصر إلي أوروبا في ظل هذا الارتفاع لليورو بالرغم من نجاح الكثير منها في خفض التكلفة بشكل عام من خلال تقليل عدد الوسطاء في عملية الشحن. وتعتبر المغرب علي حد قول محمد اسماعيل من أقرب المنافسين لمصر في تكلفة الشحن نظراً لاعتمادها علي النقل البري الأقل في التكلفة داخل أوروبا بعد وصول الشحنة إلي الموانئ الأسبانية.. ويؤكد اسماعيل علي ان الفرصة ستكون أفضل في خلق الربحية من خلال عمليات الشحن بالنسبة للصادرات الثقيلة التي تمثل تكلفة الشحن نسبة كبيرة من تكلفة منتجاتها كصادرات حديد التسليح والأسمنت. الصادرات الثقيلة ياسر دسوقي مدير التصدير بإحدي شركات الأسمنت اتفق مع الرأي السابق وأكد علي أن صادرات الأسمنت ستكون الأكثر استفادة من ارتفاع اليورو ليس فقط علي خلق الربحية من تكلفة الشحن ولكن في حال استمرار هذا الارتفاع علي المدي القصير من الممكن أن يتيح الفرصة لشركات الأسمنت لتقديم عروضها التصديرية بسعر أعلي يتواكب مع انتعاش الاقتصاد الأوروبي نظراً لثقل اسم الأسمنت المصري بالسوق الأوروبي خاصة في دول كأسبانيا وإيطاليا وهو ما قد يمنح مصنعي هذا القطاع الثقة في استمرار الطلب الأوروبي بنفس المعدل في ظل رفع السعر مشيراً إلي ان صناعة الأسمنت محكومة بطاقة محددة وهو ما يقلل من فرصتها في تحقيق الربحية من خلال البديل الآخر لتحقيق الربحية من وراء ارتفاع اليورو وهو رفع القدرة الإنتاجية وتقديم العروض التصديرية بأسعار ما قبل الارتفاع الأخير لليورو. الحاصلات الزراعية أما عن امكانية تحقيق الربحية من وراء ارتفاع اليورو في عمليات تصدير الحاصلات الزراعية إلي السوق الأوروبي والتي تعتبر من أهم الصادرات المصرية إلي هذا السوق أوضح فاروق قنديل مدير التصدير بشركة بيكو للمنتجات الزراعية ان ارتفاع اليورو جاء متزامناً مع بداية الموسم الشتوي واقتراب رأس السنة وهو يمثل أكثر المواسم التي يزيد فيها الطلب علي الخضر والفاكهة المصرية وهو ما يتيح الفرصة للمصدرين لرفع أسعار عروضهم التصديرية بقيمة ارتفاع اليورو منوهاً إلي أن ظروف السوق الأوروبي غير مستقرة هذا الموسم وهو ما قد يجعل مصدري هذا القطاع يتراجعون عن رفع السعر بقيمة ارتفاع اليورو. وأوضح انه علي مستوي السوقين الهولندي والبلجيكي واجها هذا الموسم اغلاق الحدود الروسية أمام صادراتهم الزراعية وهو ما جعل مصدريها يتوجهون لتلبية طلباتهم المحلية والتصدير داخل الاتحاد الأوروبي وهو ما جعل ملامح أسعار السوق الأوروبي لا تظهر بشكل واضح حتي الآن. ويؤكد علي الرأي السابق علاء دياب مدير "اجرو فارم" للحاصلات الزراعية حيث يري الأزمة السابق ذكرها تسببت في خفض أسعار بعض حاصلات هذا الموسم في بعض الأسواق الأوروبية إلي 20% وهي بذلك تفوق الربحية التي قد تتحقق للمصدر المصري في حال رفع أسعاره بقيمة ارتفاع اليورو مما يمثل خطورة علي مستوي الطلب علي الصادرات المصرية..