تحقيق محمود مقلد وأحمد الشربيني: معظم دول العالم تأثرت بالسلب أو الإيجاب بزلزال آسيا، فيما عدا مصر، فقد كشفت تلك الكارثة عن الفجوة التي تفصل مصر عن الدول المتضررة، فحجم الصادرات المصرية إلي الدول التي ضربها الزلزال لايكاد يذكر، وحتي المراهنة علي جلب السياح الذين كانوا يقصدون البلاد المنكوبة هو أمر مشكوك في جديته. سطورنا القادمة تحاول قراءة مستقبل التعاون التجاري مع تلك الدول في ظل احتياجاتها لسلع غذائية ومواد بناء. الحاصلات الزراعية يؤكد هلال شتا رئيس شعبة المصدرين بغرفة القاهرة التجارية أن فرص زيادة صادراتنا لدول جنوب شرق آسيا تتركز بشكل أساسي في زيادة صادراتنا من الحاصلات الزراعية لتلك الدول خاصة بعد تأثر محاصيلها من جراء الزلزال والفيضانات موضحاً أن فرص زيادة الصادرات السلعية الأخري صعبة لأن تكلفة الشحن لتلك المنطقة مرتفعة ومكلفة للغاية بالإضافة إلي استحواذ دول الجوار مثل الصين واليابان واستراليا علي أسواق تلك الدول بمختلف المنتجات والسلع. ويشير شتا إلي أن الزلزال وإن كان قد دمر القري الساحلية الفقيرة بدول جنوب شرق آسيا ولكنه لم يدمر البنية الأساسية بالمدن أو المصانع وهياكل الإنتاج وبالتالي فمحاولة الدخول والمنافسة في تلك الأسواق ستكون صعبة أمام المصدرين المصريين ولكن هذا لا يمنع من المحاولة وحث مكاتب السفارات المصرية بتلك الدول بإعداد دراسات بالفرص المتاحة أمام المصدرين والمستثمرين المصريين لزيادة حجم صادراتنا وتجارتنا مع دول تلك المنطقة. ويضيف شتا أنه من الضروري أن تعمل شركات المقاولات المصرية لبذل الجهود والمحاولات للمساهمة في مشروعات إعادة الإعمار بالدول المنكوبة وهذا علي الرغم من محدودية التأثر في بعض الدول والتي تمتلك أساساً القدرة لتفادي تلك الآثار ومنها علي سبيل المثال الهند والتي رفضت مؤخراً أية مساعدات أجنبية معتمدة علي اقتصادها ومواردها الذاتية في تفادي آثار تلك الأزمة. ويقول شتا إن هناك بعض المصدرين المصريين يقومون بالفعل منذ فترة بتصدير البرتقال والفواكه لتايلاند والدول الأخري المحيطة بها ومن المفترض أن تزيد تلك المحاولات خلال الفترة القادمة لأنها ستكون من السلع المميزة لدخول تلك الأسواق خاصة إذا تم تفادي مشكلات أسعار الشحن، فالحاصلات الزراعية المصرية مطلوبة في تلك الدول بشكل كبير بعكس المنتجات المصرية الأخري والتي تتولي أمرها دول الجوار الأسيوية، فالمنسوجات علي سبيل المثال نجد دولاً مثل الصين والهند وباكستان متقدمة فيها بشكل كبير وتحاول إغراق تلك الأسواق بشكل مستمر وبالتالي ففرض المنافسة معها صعبة مع وجود ميزة القرب الجغرافي وانخفاض تكاليف الشحن لدي تلك الدول. ويضيف شتا أن وجود مكاتب للتمثيل التجاري في كل تلك الدول ليس من الأهمية والضرورة في الفترة الحالية لأن مكاتب التمثيل التجاري يتم إنشاؤها بالدول وفقاً لدراسات تقوم علي حجم العلاقات التجارية بين الدولة ومصر وطبيعة التصدير فيها بالإضافة إلي أن وجود مكاتب للتمثيل التجاري في دول مجاورة كالهند وماليزيا يجعل مكاتب التمثيل التجاري المصرية تستطيع التحرك وفق الحاجة بالدول المجاورة لبحث فرص التصدير المتاحة. لا يوجد أي أثر إيجابي لمصر عادل العزبي نائب رئيس الشعبة العامة للمستثمرين يقول إن زلزال آسيا لم يوفر لمصر أية فرصة علي أي صعيد، فعلي صعيد السياحة لن نستفيد لأن السائح الذي يذهب لهذه الدول لا يذهب إلا لمناطق شبيهة بها أما من ناحية الصادرات فحدوث هذه الزلازال لا يعني القدرة علي النفاذ لهذه الأسواق. وحتي إذا حدثت زيادة فستكون طارئة ومحددة بوقت، فايجاد فرص تصديرية للسلع المصرية أمر مختلف تماماً وعملية أخري تحتاج إلي تحالفات جديدة مع المنتجين والمسوقين، أما فيما يتعلق بزيادة الطلب علي مواد البناء وزيادة الطلب عليها في المرحلة القادمة فهذا أمر طبيعي ويمكن استغلاله بطريقة جيدة من خلال كسب ثقة هذا السوق الذي يعتبر جديداً لأي مصدر مصري.