موقع المرأة في الصحافة المصرية، والطريق إلي إصلاح المؤسسات الصحفية ووسائل الإعلام المسموعة والمرئية.. القضايا الساخنة علي ساحة الإصلاحات السياسية والاقتصادية خاصة في ظل مقولات تمكين المرأة في المجتمع واللافت للنظر والمثير للاهتمام والبحث في ذات الوقت أن عدد الصحفيات ممن يتولين مسئولية رئاسة التحرير في الصحف المصرية لا يتعدي أصابع اليد الواحدة ويتركز أكثر في المحلات النسائية والمتخصصة في الديكور والأثاث وجميع المهام التقليدية الأخري أما التليفزيون فرغم مكانة المرأة المتقدمة فيه وتقلدها مناصب قيادية مهمة داخل التليفزيون فان "المرأة الإعلامية" بصفة عامة متخلفة عن الريادة الإعلامية ومتخلفة عن التغطيات الصحفية المتميزة والتحليلية العميقة إلا فيما ندر. هذا المشهد وهذه القضية كانت موضوع ندوة عقدت الأسبوع الماضي بغرفة التجارة الأمريكية واستضافت لجنة المرأة بالغرفة شخصيتين نسائيتين إعلاميتين هما لميس الحديدي رئيس التحرير التنفيذي لجريدة "العالم اليوم الأسبوعي" ومديرة مكتب CNBC عربية بالقاهرة، ونهال سعد كبيرة مراسلي شئون الرئاسة بقناة النايل تي في. والبداية كانت بالحلم حيث استهلت لميس الحديدي حديثها عن ذلك الحلم الذي كثيراً ما راودها حول اختفاء جميع الصحف القومية التي تملكها الدولة، وبحيث تحل محلها الصحف الخاصة والمستقلة، وهو نفس الحلم الذي فرض نفسه عليها عندما ألقت محاضرة علي هامش مشاركتها في المنتدي الاقتصادي الذي احتضنه البحر الميت مؤخراً.. ولكن وككل مرة يتحول الحلم إلي كابوس. وتتساءل الحديدي: ما الذي سنفتقده إذا اختفت الصحف المصرية.. وجاء ردها بنفس طرافة السؤال : "أعتقد أني سأفتقد صفحة الوفيات بالأهرام" وفهامة أحمد رجب وكاريكاتير مصطفي حسين في الأخبار.. أما التليفزيون فكل ما سأفتقده معرفة البرنامج التفصيلي للرئيس كل يوم، وما عدا ذلك لن أفتقد شيئاً!". وتشرح الحديدي كيف تحول الحلم بعد ذلك إلي كابوس حيث إننا لانزال نحتاج إلي صحف قومية تملكها الدولة لارتفاع نسبة الأمية في المجتمع المصري، لكن كل ما نحتاجه هو صحيفتان فقط وقناتان تليفزيونيتان فقط لأن ما تقوم به وسائل الإعلام القومية من مهام يخدم سياسات الإصلاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي التي ترسمها الدولة لا يمكن أن تؤدي تلك المهمة أي صحف خاصة أو مستقلة وخاصة أنه لا توجد لدينا صحف مستقلة وإنما صحف خاصة تخدم مصالح مالكيها سواء السياسية أو الاقتصادية أو الإعلانية. حتي في أمريكا!! لكن نهال سعد وإن كانت بدأت حديثها بالاتفاق مع لميس الحديدي في ضرورة إصلاح وسائل الإعلام إلا أنها اختلفت معها فيما يتعلق بحلم اختفاء الصحف القومية ووسائل الإعلام الحكومية، وأوضحت أنه حتي في الولاياتالمتحدةالأمريكية التي نعتبرها نموذجاً للحرية الصحفية فهناك، محطات تليفزيونية حكومية وصحف مملوكة للدولة، وهناك حاجة للصحف الحكومية في مصر لأن الصحف المعارضة تعتمد في تناولها الصحفي علي رد الفعل لقرارات الحكومة وسياستها وتقول سعد إننا لا يمكن أن نعتبر كلاً من قناة الجزيرة وقناة العربية نموذجاً للإعلام الحر، لأن كلتا القناتين تملكان الحرية في نقد جميع الدول والحكومات لكن لا تستطيع في المقابل نقد حكوماتي الدولتين تبثان منهما كما أن لهما أجندة خاصة في ذلك الهجوم، وحول مكانه ووضع المرأة في الإعلام المصري أشارت سعد إلي أن نسبة النساء من مجموع الموظفين في التليفزيون المصري الذين يبلغ عددهم 27 ألف موظف، تشكل 40% وقد أثبتتا كفاءة في العمل وتقلدن مناصب مهمة سواء في رئاسة القنوات أو رئاسة الإدارة المالية. وردت نهال علي هجوم من احدي الصحفيات المشاركات في الندوة علي أداء التغطيات التليفزيونية للأحداث المهمة في مصر والذي وصفته أنه لا يخضع لأي مدرسة صحفية، قائلة أن التغطية الاخبارية من وظيفة قناة النيل الاخبارية وليست من وظيفة القناة الأولي التي تعني بالبرامج والافلام والأغاني وترتبط بخطة محكومة بمساحات الاعلانات والبرامج قائلة: "نحن تقوم بعمل جيد وفقا لما هو مطلوب منا".