نموذج تجريبي لمواجهة أزمة كثافة الفصول استعدادًا للعام الدراسي الجديد في المنوفية    شهادة تقدير ودرع المحافظة.. أسوان تكرم الخامسة على الجمهورية في الثانوية الأزهرية    تنفيذي الشرقية يُناقش خطة استثمارية ب1.14 مليار جنيه لتحسين الخدمات بالمراكز والمدن    وزير البترول يلتقي وفدا رفيع المستوى من شركة شل العالمية    5 شركات تركية تدرس إنشاء مصانع للصناعات الهندسية والأجهزة المنزلية في مصر    انقسام بين قادة الاتحاد الأوروبي بعد إعلان ترامب عن الاتفاق التجاري الجديد    أطباء بلا حدود: حالات الإسهال المائي ترتفع مجددا في جميع أنحاء اليمن    «أكسيوس»: مسؤولان إسرائيليان يصلان واشنطن لبحث ملفي غزة وإيران    حجز محاكمة متهمين بوفاة لاعب كاراتيه بالإسكندرية لجلسة 22 سبتمبر للنطق بالحكم    أحمد حسن يكشف مفاجأة بشأن مستقبل حسين الشحات مع الأهلي    دون خسائر.. السيطرة على حريق بمحل مأكولات شهير في المنتزه بالإسكندرية    تكريم 30 طالبًا من أوائل الثانوية العامة في القاهرة بديوان عام المحافظة    انهيار لطيفة بالبكاء أثناء تقديم واجب العزاء ل فيروز في نجلها زياد الرحباني (فيديو)    فى يومه ال 11.. "برنامج اليوم" يتابع فعاليات مهرجان العلمين بدورته الثالثة    "فتح" تُثمن دعوة الرئيس السيسي ومواقف مصر الداعمة لفلسطين    هل ظهور المرأة بدون حجاب أمام رجل غريب ينقض الوضوء؟ الإفتاء تُجيب    هل وجود مستحضرات التجميل على وجه المرأة يُعد من الأعذار التي تبيح التيمم؟ الإفتاء تجيب    في اليوم العالمي لالتهاب الكبد.. الوشم والإبر يسببان العدوى (الأعراض وطرق الوقاية)    الحر الشديد خطر صامت.. كيف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة على القلب والدماغ؟    البحيرة: قافلة طبية مجانية بقرية الأمل وأرياف أبو المطامير ضمن جهود العدالة الصحية غدا    وثيقة لتجديد الخطاب الديني.. تفاصيل اجتماع السيسي مع مدبولي والأزهري    بنك مصر يوقع بروتوكول تعاون مع دوبيزل لدعم خدمات التمويل العقاري    طريقة عمل التورتة بمكونات بسيطة في البيت    اندلاع حريق فى أحد المطاعم بمنطقة المنتزه شرق الإسكندرية    مران خفيف للاعبي المصري غير المشاركين أمام الترجي.. وتأهيل واستشفاء للمجموعة الأساسية    عمار محمد يتوج بذهبية الكونغ فو فى دورة الألعاب الأفريقية للمدارس بالجزائر    توجيهات بترشيد استهلاك الكهرباء والمياه داخل المنشآت التابعة ل الأوقاف في شمال سيناء    موسكو تبدأ رحلات مباشرة إلى كوريا الشمالية وسط تراجع الخيارات أمام السياح الروس    ضعف المياه بشرق وغرب بسوهاج غدا لأعمال الاحلال والتجديد بالمحطة السطحية    قرارات هامة من الأعلى للإعلام ل 3 مواقع إخبارية بشأن مخالفة الضوابط    تجديد حبس متهم بقتل سيدة وسرقة 5700 جنيه من منزلها بالشرقية بسبب "المراهنات"    السيسي: قطاع غزة يحتاج من 600 إلى 700 شاحنة مساعدات في الإيام العادية    لمواجهة الكثافة الطلابية.. فصل تعليمي مبتكر لرياض الأطفال بالمنوفية (صور)    مهرجان الإسكندرية السينمائي يكرم فردوس عبد الحميد بدورته ال 41    البربون ب320 جنيهًا والقاروص ب450.. أسعار الأسماك والمأكولات البحرية اليوم في مطروح    وزير الأوقاف: وثِّقوا علاقتكم بأهل الصدق فى المعاملة مع الله    حملات الدائري الإقليمي تضبط 18 سائقا متعاطيا للمخدرات و1000 مخالفة مرورية    الفنان محمد رياض يودع السودانيين فى محطة مصر قبل عودتهم للسودان    ينطلق غدا.. تفاصيل الملتقى 22 لشباب المحافظات الحدودية ضمن مشروع "أهل مصر"    ديمقراطية العصابة..انتخابات مجلس شيوخ السيسي المقاعد موزعة قبل التصويت وأحزاب المعارضة تشارك فى التمثيلية    وزير الصحة: مصر الأولى عالميا في الحصول على التصنيف الذهبي بالقضاء على فيروس سي    محافظ المنيا: إزالة 744 حالة تعدٍ على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة    على خلفية وقف راغب علامة.. حفظ شكوى "المهن الموسيقية" ضد 4 إعلاميين    السّم في العسل.. أمين الفتوى يحذر من "تطبيقات المواعدة" ولو بهدف الحصول على زواج    الشرطة التايلاندية: 4 قتلى في إطلاق نار عشوائي بالعاصمة بانكوك    المجلس الوزاري الأمني للحكومة الألمانية ينعقد اليوم لبحث التطورات المتعلقة بإسرائيل    الهلال الأحمر المصري يواصل دعمه لقطاع غزة رغم التحديات الإنسانية    أحمد الرخ: تغييب العقل بالمخدرات والمسكرات جريمة شرعية ومفتاح لكل الشرور    شوبير يدافع عن طلب بيراميدز بتعديل موعد مباراته أمام وادي دجلة في الدوري    هل ستفشل صفقة بيع كوكا لاعب الأهلي لنادي قاسم باشا التركي بسبب 400 ألف دولار ؟ اعرف التفاصيل    متحدثة الهلال الأحمر الفلسطيني: 133 ضحية للمجاعة فى غزة بينهم 87 طفلًا    رئيس جامعة القاهرة يشهد تخريج الدفعة 97 من الطلاب الوافدين بكلية طب الأسنان    مفوض حقوق الإنسان يدعو لاتخاذ خطوات فورية لإنهاء الاحتلال من أراضى فلسطين    «تغير المناخ» بالزراعة يزف بشرى سارة بشأن موعد انكسار القبة الحرارية    طرائف الانتقالات الصيفية.. الزمالك وبيراميدز كشفا عن صفقتين بالخطأ (صور)    هدى المفتي تحسم الجدل وترد على أنباء ارتباطها ب أحمد مالك    بالأسماء.. 5 مصابين في انقلاب سيارة سرفيس بالبحيرة    الكرتي يترك معسكر بيراميدز ويعود للمغرب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رفض علماء الأزهر وأساتذة متخصصون من اتجاهات سياسية ودينية مختلفة مقترح القانون الذي يقضي بإلغاء المرجعية الدينية للأزهر الشريف
نشر في الأهالي يوم 17 - 05 - 2012

رفض علماء الأزهر وأساتذة متخصصون من اتجاهات سياسية ودينية مختلفة مقترح القانون الذي يقضي بإلغاء المرجعية الدينية للأزهر الشريف وهو مقترح القانون الذي ناقشته لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب وتقدم به «علي قطامش» النائب السلفي، جاء مقترح القانون ليفتح باب النقاش مرة أخري عن الأزهر الشريف ودوره وإمكانية تطوير هذا الدور واستعادته لدوره التاريخي المعهود بعد فترة من الخمود ولكنه في
نفس الوقت فتح باب الكثير من التأويلات حول بعض بنوده التي تطالب بألا يكون الأزهر هو المرجعية الدينية الوحيدة، ولا يكون صاحب الرأي الوحيد فيما يتصل بالشئون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام ويكون اتخاذ القرار داخل الأزهر بأغلبية مطلقة لهيئة كبار علمائه وليس لشيخ الأزهر.
من ناحية أخري رفض الأزهر أي قوانين تجرده من دوره بعيدا عن علمائه وشيوخه وتاريخه العريق وأكد في بيان له منذ أيام أنه لا يوافق علي أي تعديلات تقدم علي قانونه وأكد البيان أن الأزهر يكتسب مكانته علي مدار ألف عام في مصر والعالم الإسلامي.
«الأهالي» تناقش الأمر مع الخبراء والمتخصصين..
د. آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر اعتبرت هذا النوع من الحديث «عبث غير رشيد» ومن الأقوال غير المدركة لتاريخ الأزهر الذي يصل إلي ألف سنة فهو الضابط لإيقاع المسلمين ليس في مصر فقط إنما علي مستوي العالم الإسلامي والعربي، وأضافت د. آمنة: «أن يأتي إنسان الآن ويطالب بمساس دور الأزهر بعلمه ووسطيته وتاريخه هو إنسان لا يدرك كل هذه المقومات لنموذج الأزهر وتاريخه، لأنه لو أدرك هذا ما جرؤ علي أن يفكر في ذلك»، وشبهت «نصير» الأزهر ب «القلعة الحصينة»، وأنه علي مر السنين يطلب من الأزهر الرأي السديد لحماية الفكر الإسلامي بأن يمس تحت تطرف أو ادعاء أو هوي أو نزف لذا لم يستطع أحد أن يهدم أو يقترب من هذه المؤسسة واعتبرت الدعوة الأخيرة بجعله ليس المرجعية الدينية الوحيدة نوعا من الجهالة والأمية التاريخية، وأكدت «نصير»: قد نغضب من الأزهر أو نطالب بدوره الإيجابي ولكن أن يمس فهو غير مقبول وطالبت بأن يقوم أعضاء البرلمان المصري بدورهم تجاه مسئولية الوطن والدولة بعيدا عن مساس بمقدسات الوطن».
المذهب السلفي
ويري د. محمود إسماعيل - الباحث والمفكر الإسلامي - أن صاحب الدعوي من الأساس «سلفي» وهو الذي يتبع المذهب الوهابي، والذي لا يعد مذهبا قدر ما هو نزعة بدوية منطلقة من فكر ابن تيمية المنطلق من فكر ابن حنبل، وتتبع «إسماعيل» الفترة التاريخية التي انطلق منها هذا الفكر والتي تعد فترة انحطاط فكري حيث حرمت العلوم الدنيوية وحتي العلوم الدينية اقتصرت علي التلخيص والشروع واعتبر كل إبداع بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وهي مرجعية سعودية في الأساس لا يجب النزوع إليها، ولذا فالمذهب الوهابي المعادي لكل المذاهب لا يمكنه تقبل دور الأزهر.. هذا من الناحية التاريخية، أما ناحية «الأزهر» كمؤسسة مهمة فقال «إسماعيل»: قد يكون الأزهر تخلي عن دوره في وقت مبارك إلا أنه يمكن إعادته لدوره الإيجابي وليس تحجيمه وجعله ليس المرجعية الوحيدة واسترجع «إسماعيل» الدور التاريخي للأزهر منذ تأسيسه في العصر الفاطمي كأعظم جامعة إسلامية وتوقفه بعد دخول صلاح الدين الأيوبي لمصر وإغلاق الأزهر ثم عودته في العصر المملوكي وإنجاب عشرات الأسماء والفقهاء حتي يومنا، وهو الدور الذي يؤهله لأن يكون المرجعية الدينية الوحيدة علي مر الزمان، كما تطرق «إسماعيل» إلي دور الأزهر في مواجهة ظلم السلاطين وهو الدور النضالي الذي امتد للحملة الفرنسية علي مصر وثورة 1919.
وقال إسماعيل إن تبعيته لمبارك لفترة ليس معناه إلغاء كينونته فشأنه شأن أي مؤسسة طاولها الفساد ويمكن عودته ووصف «إسماعيل» من يحاول تقليل شأنه كأزهر شريف «بالجاهل» وأن أي مذهب آخر يحاول أن يقوم بدور الأزهر لا يصلح ومنها المذهب الوهابي الذي يختزل الإسلام في «تحريم الدخان، وهدم مقامات الأولياء» وفسر «إسماعيل» مهاجمة البعض للأزهر الآن لأنه عاد لدوره السياسي المعهود «بدأ يلعب سياسة» ومنها إصداره لوثيقتين سياسيتين وهذا ما يفسر هجوم البعض عليه الآن.
خطيئة
وتحدث د. عبدالمعطي بيومي - عضو مجمع البحوث الإسلامية - عن المشروع المقدم واصفا إياه «بالهراء واللغو» وأن تقديمه لمجلس الشعب عبث بالتشريع يقصد به أمر أسمي من التنافس مع شخص أو جهة علي مرجعية الأزهر، وهي المرجعية المبنية علي العلم الذي يمكن العالم في طلبه، ليكون الشخص عالما يستفسر منه في الدين فيفتي ويصل إلي جوهر الشريعة والألفاظ وروايات الحديث ووجوه التفسير في القرآن الكريم وهو الأمر الذي أجمع العالم في مرجعيته إلي الأزهر فقط، ولا أحد يطمع لهذه المرجعية، ويضيف «بيومي» أن بعض من يقرأ كتابا أو اثنين يعتقد خطأ إمكانية مساواته «بالأزهري» مذكر بما أشار له الإمام الشافعي عن «وهم الجاهل».
الذي يصور له أنه أعلم العلماء وهو ما نراه الآن ولذا يدعو «بيومي» هؤلاء - كما يقول - لاختبارهم نصف ساعة فقط في الأزهر لامتحانهم في قراءة القرآن الكريم ليس في حفظه ولا فهمه.
ويري «بيومي» أن طلب أحد النواب في البرلمان بهذا الطلب يدل علي الخطيئة التي وقع فيها المصريون عندما قاموا بانتخاب هؤلاء ودعاهم «بيومي» للاستغفار عن هذا الذنب وطالب من ناحية أخري نواب البرلمان المصري للنظر إلي مطالب الشعب الأساسية ومنها رغيف العيش، والعدالة الاجتماعية وهي الأشياء التي انصرفوا عنها، ونهي «بيومي» حديثه ل «الأهالي» ببيت من الشعر يؤكد عدم تأثر الأزهر بما يطالب به البعض وهو:
كناطح صخرة يوما ليوهنها
فما وهنت وأوهي قرنه الوعل
دول الخليج
أما د. محمد حافظ دياب - الباحث التاريخي - فقال «الأزهر هو مصدر الشريعة الوطنية في مصر من قبل الجيش الذي تم إنشاؤه وقت محمد علي» وأكد أنه لم يكن مؤسسة بالمعني «اللاهوتي» إنما هو مؤسسة منفتحة علي كل المذاهب الأربعة وحتي المذهب الشيعي كان يدرس فيه وهي مميزات لن تتواجد في أي مرجعية أخري وبرغم من تقادم الأزهر إلا أنه يمثل الأساس، ونبه «دياب» إلي تعامل الأزهر طوال تاريخه من هذا المنطلق وقدم «وسطيته» بمعني عدم الغلو والتشدد فرفض المذهب الحنبلي ورفض المعتزلية، أما عن مشروع القانون فيما يخص بمبدأ عدم مرجعيته الوحيدة قال إن الاتجاه السلفي هو أحد الظواهر العجيبة لثورة يناير وظهوره وتبلوره في الأحداث نتيجة الإغراقات التي تأتيه من دول الخليج وهو ما جعله يقدم خدمات خيرية وغيرها ووصل به الأمر إلي تخيل دور أو مشروع سياسي أيضا بجانب هذا والنظر إلي الأزهر، ولأن المبدأ السلفي التقليدي قائم علي الوقوف مع «الحاكم» وهو العائق الذي يمنعهم من ممارسة دور سياسي أيضا وجود الأزهر عائق آخر والذي يناؤه في المرجعية الدينية.
وعن ضعف الأزهر الآن ارتأي «دياب» أن هذا نتيجة تراكمات تاريخية كثيرة يمكن علاجها ويمكن تجديد الخطاب المقدم أو إعادة إنتاج الصيغة الأزهرية لتكون الأفضل.. وربط «دياب» ما يحدث في مصر الآن بما يحدث في المنطقة العربية فدول الخليج تحاول أن تبعد عن نفسها «العدوي الثورية» بمبادرات مثل هذه.
الاجتهاد
أما «علي قطامش» نائب مجلس الشعب السلفي والمقدم لاقتراح تعديلات قانون الأزهر صرح ل «الأهالي» بأن الأزهر الشريف من حقه الاعتراض علي القانون المقدم وهو ما يمثل حوارا حضاريا وقال إن المشروع به العديد من النقاط المهمة ولكن الإعلام من وجهة نظره قام بالتركيز علي بند «عدم مرجعية الأزهر» وكونه ليس مرجعيا دينيا وحيدا بهدف «خبطات صحفية» كما وصفها.
وقال إن المشروع مكون من 12 بندا منها رفع يد السلطة التنفيذية عن شيخ الأزهر وألا يعين من قبل رئيس الجمهورية وينتخب من هيئة كبار العلماء، وعن بند «المرجعية» قال قطامش «إنه كان المرجعية الدينية الوحيدة في وقت كانت معظم الدول الإسلامية ليس بها مؤسسات شرعية بخلاف اليوم حيث تم إنشاء الكثير من المرجعيات الإسلامية في كثير من الدول واعتبر استمرار جعله المرجعية الوحيدة للدول الإسلامية مصادرة للاجتهاد وهو أمر شرعي لا يجوز مصادرته ونفي «قطامش» مقصده بهذه الدول أن تكون «السعودية» وقال إنه لم يضع في اعتباره أيا منها، وقال إن الأزهر سيعتبر المرجعية الوحيدة «محليا» فقط، وأضاف أن مشروعه مجرد اقتراح يمكن الجلوس والتباحث فيه.
ويري سالم عبدالجليل - وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة الإسلامية - أن الأزهر هو المرجع العلمي الشرعي للمسلمين السنة في مصر وخارجها علي مدي مئات السنين ومعظم علماء الدين علي مستوي العالم هم من أبناء الأزهر الشريف، أو تعلموا علي يد علمائه ولدي الأزهر الآن طلاب من أكثر من مائة دولة وجنسية.
وهو ما يؤكد مرجعية الأزهر الشريف عالميا ومحليا، وأضاف «عبدالجليل» أن أي شخص ينادي باستبعاد الأزهر وتحويل المرجعية عنه يجب أن يراجع نفسه لأنه يخطئ خطأ فادحا في حق الإسلام والمسلمين، إذا أضفنا إلي هذا أن الأزهر الشريف لديه أعظم مجمع علمي بحثي في العالم وإليه يرجع الناس في قضاياهم المهمة.
ويؤكد «عبدالجليل» بأنه لا بديل عن الأزهر الشريف كمرجعية إسلامية سنية لغالبية مسلمي العالم، وأهيب بنواب البرلمان الغيورين علي الدين وعلي الأزهر الشريف أن يرفضوا طرح الموضوع للمناقشة حتي لا ترتكب أكبر خطأ تاريخي.
رفض علماء الأزهر وأساتذة متخصصون من اتجاهات سياسية ودينية مختلفة مقترح القانون الذي يقضي بإلغاء المرجعية الدينية للأزهر الشريف وهو مقترح القانون الذي ناقشته لجنة الشئون الدينية بمجلس الشعب وتقدم به «علي قطامش» النائب السلفي، جاء مقترح القانون ليفتح باب النقاش مرة أخري عن الأزهر الشريف ودوره وإمكانية تطوير هذا الدور واستعادته لدوره التاريخي المعهود بعد فترة من الخمود ولكنه في نفس الوقت فتح باب الكثير من التأويلات حول بعض بنوده التي تطالب بألا يكون الأزهر هو المرجعية الدينية الوحيدة، ولا يكون صاحب الرأي الوحيد فيما يتصل بالشئون الدينية والمشتغلين بالقرآن وعلوم الإسلام ويكون اتخاذ القرار داخل الأزهر بأغلبية مطلقة لهيئة كبار علمائه وليس لشيخ الأزهر.
من ناحيةأخري رفض الأزهر أي قوانين تجرده من دوره بعيدا عن علمائه وشيوخه وتاريخه العريق وأكد في بيان له منذ أيام أنه لا يوافق علي أي تعديلات تقدم علي قانونه وأكد البيان أن الأزهر يكتسب مكانته علي مدار ألف عام في مصر والعالم الإسلامي.
«الأهالي» تناقش الأمر مع الخبراء والمتخصصين..
د. آمنة نصير أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر اعتبرت هذا النوع من الحديث «عبث غير رشيد» ومن الأقوال غير المدركة لتاريخ الأزهر الذي يصل إلي ألف سنة فهو الضابط لإيقاع المسلمين ليس في مصر فقط إنما علي مستوي العالم الإسلامي والعربي، وأضافت د. آمنة: «أن يأتي إنسان الآن ويطالب بمساس دور الأزهر بعلمه ووسطيته وتاريخه هو إنسان لا يدرك كل هذه المقومات لنموذج الأزهر وتاريخه، لأنه لو أدرك هذا ما جرؤ علي أن يفكر في ذلك»، وشبهت «نصير» الأزهر ب «القلعة الحصينة»، وأنه علي مر السنين يطلب من الأزهر الرأي السديد لحماية الفكر الإسلامي بأن يمس تحت تطرف أو ادعاء أو هوي أو نزف لذا لم يستطع أحد أن يهدم أو يقترب من هذه المؤسسة واعتبرت الدعوة الأخيرة بجعله ليس المرجعية الدينية الوحيدة نوعا من الجهالة والأمية التاريخية، وأكدت «نصير»: قد نغضب من الأزهر أو نطالب بدوره الإيجابي ولكن أن يمس فهو غير مقبول وطالبت بأن يقوم أعضاء البرلمان المصري بدورهم تجاه مسئولية الوطن والدولة بعيدا عن مساس بمقدسات الوطن».
المذهب السلفي
ويري د. محمود إسماعيل - الباحث والمفكر الإسلامي - أن صاحب الدعوي من الأساس «سلفي» وهو الذي يتبع المذهب الوهابي، والذي لا يعد مذهبا قدر ما هو نزعة بدوية منطلقة من فكر ابن تيمية المنطلق من فكر ابن حنبل، وتتبع «إسماعيل» الفترة التاريخية التي انطلق منها هذا الفكر والتي تعد فترة انحطاط فكري حيث حرمت العلوم الدنيوية وحتي العلوم الدينية اقتصرت علي التلخيص والشروع واعتبر كل إبداع بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وهي مرجعية سعودية في الأساس لا يجب النزوع إليها، ولذا فالمذهب الوهابي المعادي لكل المذاهب لا يمكنه تقبل دور الأزهر.. هذا من الناحية التاريخية، أما ناحية «الأزهر» كمؤسسة مهمة فقال «إسماعيل»: قد يكون الأزهر تخلي عن دوره في وقت مبارك إلا أنه يمكن إعادته لدوره الإيجابي وليس تحجيمه وجعله ليس المرجعية الوحيدة واسترجع «إسماعيل» الدور التاريخي للأزهر منذ تأسيسه في العصر الفاطمي كأعظم جامعة إسلامية وتوقفه بعد دخول صلاح الدين الأيوبي لمصر وإغلاق الأزهر ثم عودته في العصر المملوكي وإنجاب عشرات الأسماء والفقهاء حتي يومنا، وهو الدور الذي يؤهله لأن يكون المرجعية الدينية الوحيدة علي مر الزمان، كما تطرق «إسماعيل» إلي دور الأزهر في مواجهة ظلم السلاطين وهو الدور النضالي الذي امتد للحملة الفرنسية علي مصر وثورة 1919.
وقال إسماعيل إن تبعيته لمبارك لفترة ليس معناه إلغاء كينونته فشأنه شأن أي مؤسسة طاولها الفساد ويمكن عودته ووصف «إسماعيل» من يحاول تقليل شأنه كأزهر شريف «بالجاهل» وأن أي مذهب آخر يحاول أن يقوم بدور الأزهر لا يصلح ومنها المذهب الوهابي الذي يختزل الإسلام في «تحريم الدخان، وهدم مقامات الأولياء» وفسر «إسماعيل» مهاجمة البعض للأزهر الآن لأنه عاد لدوره السياسي المعهود «بدأ يلعب سياسة» ومنها إصداره لوثيقتين سياسيتين وهذا ما يفسر هجوم البعض عليه الآن.
خطيئة
وتحدث د. عبدالمعطي بيومي - عضو مجمع البحوث الإسلامية - عن المشروع المقدم واصفا إياه «بالهراء واللغو» وأن تقديمه لمجلس الشعب عبث بالتشريع يقصد به أمر أسمي من التنافس مع شخص أو جهة علي مرجعية الأزهر، وهي المرجعية المبنية علي العلم الذي يمكن العالم في طلبه، ليكون الشخص عالما يستفسر منه في الدين فيفتي ويصل إلي جوهر الشريعة والألفاظ وروايات الحديث ووجوه التفسير في القرآن الكريم وهو الأمر الذي أجمع العالم في مرجعيته إلي الأزهر فقط، ولا أحد يطمع لهذه المرجعية، ويضيف «بيومي» أن بعض من يقرأ كتابا أو اثنين يعتقد خطأ إمكانية مساواته «بالأزهري» مذكر بما أشار له الإمام الشافعي عن «وهم الجاهل».
الذي يصور له أنه أعلم العلماء وهو ما نراه الآن ولذا يدعو «بيومي» هؤلاء - كما يقول - لاختبارهم نصف ساعة فقط في الأزهر لامتحانهم في قراءة القرآن الكريم ليس في حفظه ولا فهمه.
ويري «بيومي» أن طلب أحد النواب في البرلمان بهذا الطلب يدل علي الخطيئة التي وقع فيها المصريون عندما قاموا بانتخاب هؤلاء ودعاهم «بيومي» للاستغفار عن هذا الذنب وطالب من ناحية أخري نواب البرلمان المصري للنظر إلي مطالب الشعب الأساسية ومنها رغيف العيش، والعدالة الاجتماعية وهي الأشياء التي انصرفوا عنها، ونهي «بيومي» حديثه ل «الأهالي» ببيت من الشعر يؤكد عدم تأثر الأزهر بما يطالب به البعض وهو:
كناطح صخرة يوما ليوهنها
فما وهنت وأوهي قرنه الوعل
دول الخليج
أما د. محمد حافظ دياب - الباحث التاريخي - فقال «الأزهر هو مصدر الشريعة الوطنية في مصر من قبل الجيش الذي تم إنشاؤه وقت محمد علي» وأكد أنه لم يكن مؤسسة بالمعني «اللاهوتي» إنما هو مؤسسة منفتحة علي كل المذاهب الأربعة وحتي المذهب الشيعي كان يدرس فيه وهي مميزات لن تتواجد في أي مرجعية أخري وبرغم من تقادم الأزهر إلا أنه يمثل الأساس، ونبه «دياب» إلي تعامل الأزهر طوال تاريخه من هذا المنطلق وقدم «وسطيته» بمعني عدم الغلو والتشدد فرفض المذهب الحنبلي ورفض المعتزلية، أما عن مشروع القانون فيما يخص بمبدأ عدم مرجعيته الوحيدة قال إن الاتجاه السلفي هو أحد الظواهر العجيبة لثورة يناير وظهوره وتبلوره في الأحداث نتيجة الإغراقات التي تأتيه من دول الخليج وهو ما جعله يقدم خدمات خيرية وغيرها ووصل به الأمر إلي تخيل دور أو مشروع سياسي أيضا بجانب هذا والنظر إلي الأزهر، ولأن المبدأ السلفي التقليدي قائم علي الوقوف مع «الحاكم» وهو العائق الذي يمنعهم من ممارسة دور سياسي أيضا وجود الأزهر عائق آخر والذي يناؤه في المرجعية الدينية.
وعن ضعف الأزهر الآن ارتأي «دياب» أن هذا نتيجة تراكمات تاريخية كثيرة يمكن علاجها ويمكن تجديد الخطاب المقدم أو إعادة إنتاج الصيغة الأزهرية لتكون الأفضل.. وربط «دياب» ما يحدث في مصر الآن بما يحدث في المنطقة العربية فدول الخليج تحاول أن تبعد عن نفسها «العدوي الثورية» بمبادرات مثل هذه.
الاجتهاد
أما «علي قطامش» نائب مجلس الشعب السلفي والمقدم لاقتراح تعديلات قانون الأزهر صرح ل «الأهالي» بأن الأزهر الشريف من حقه الاعتراض علي القانون المقدم وهو ما يمثل حوارا حضاريا وقال إن المشروع به العديد من النقاط المهمة ولكن الإعلام من وجهة نظره قام بالتركيز علي بند «عدم مرجعية الأزهر» وكونه ليس مرجعيا دينيا وحيدا بهدف «خبطات صحفية» كما وصفها.
وقال إن المشروع مكون من 12 بندا منها رفع يد السلطة التنفيذية عن شيخ الأزهر وألا يعين من قبل رئيس الجمهورية وينتخب من هيئة كبار العلماء، وعن بند «المرجعية» قال قطامش «إنه كان المرجعية الدينية الوحيدة في وقت كانت معظم الدول الإسلامية ليس بها مؤسسات شرعية بخلاف اليوم حيث تم إنشاء الكثير من المرجعيات الإسلامية في كثير من الدول واعتبر استمرار جعله المرجعية الوحيدة للدول الإسلامية مصادرة للاجتهاد وهو أمر شرعي لا يجوز مصادرته ونفي «قطامش» مقصده بهذه الدول أن تكون «السعودية» وقال إنه لم يضع في اعتباره أيا منها، وقال إن الأزهر سيعتبر المرجعية الوحيدة «محليا» فقط، وأضاف أن مشروعه مجرد اقتراح يمكن الجلوس والتباحث فيه.
ويري سالم عبدالجليل - وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة الإسلامية - أن الأزهر هو المرجع العلمي الشرعي للمسلمين السنة في مصر وخارجها علي مدي مئات السنين ومعظم علماء الدين علي مستوي العالم هم من أبناء الأزهر الشريف، أو تعلموا علي يد علمائه ولدي الأزهر الآن طلاب من أكثر من مائة دولة وجنسية.
وهو ما يؤكد مرجعية الأزهر الشريف عالميا ومحليا، وأضاف «عبدالجليل» أن أي شخص ينادي باستبعاد الأزهر وتحويل المرجعية عنه يجب أن يراجع نفسه لأنه يخطئ خطأ فادحا في حق الإسلام والمسلمين، إذا أضفنا إلي هذا أن الأزهر الشريف لديه أعظم مجمع علمي بحثي في العالم وإليه يرجع الناس في قضاياهم المهمة.
ويؤكد «عبدالجليل» بأنه لا بديل عن الأزهر الشريف كمرجعية إسلامية سنية لغالبية مسلمي العالم، وأهيب بنواب البرلمان الغيورين علي الدين وعلي الأزهر الشريف أن يرفضوا طرح الموضوع للمناقشة حتي لا ترتكب أكبر خطأ تاريخي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.